انتهت انتخابات مجلس الأمة بنظام الصوت الواحد -مجددا- ويضع المشاركون أيديهم على قلوبهم خوفا من الحل أو بطلان الإجراءات، بينما يترقب المقاطعون هذه الأخبار بأي لحظة لتقوية موقفهم، أما أثناء التصويت وإعلان النتائج فقد فرح المشاركون وأعلنوا "شماتتهم" بالمقاطعين، وأن غيرتهم هي سبب ما يصرحون ويغردون به من كلام وأقاويل... وتدور الدائرة.
ليس هكذا تبنى الأوطان... فالمواقف المسبقة التي اتخذها أبناء بلدي من الطرفين لن تؤدي إلا إلى مزيد من الشقاق، فالمشاركون سيضخمون من كل صغيرة وشاردة وواردة سيقرها المجلس الحالي بما يذكرنا بتصريح رولا دشتي لتلميع المجلس المبطل حول الـ110 قوانين التي كانت في جلها مراسيم واتفاقيات دولية!بينما سيقوم المقاطعون بالتعليق على كل مقطع فيديو ولعثمة لسان مروراً بالفضائح الكبرى لإثبات صحة وجهة نظرهم، وكما يعلم الطرفان أن ما يحدث وسيحدث قد حدث غالباً في المجالس المبطلة، المحلولة وحتى التي أكملت مدتها، وإن اختلفت درجة الإنجاز أو "التخمبق".هناك من يستغل هذه الحالة من التعصب لنيل مآربه، فهناك من يريد أن تدار البلد بنظام "المشيخة"، وأن يكون هناك "فداوية" برتبة عضو مجلس أمة، مستغلاً نقمة الكثيرين على الأغلبية المبطلة وحملات المقاطعة، بينما على الطرف الآخر نرى من يريد أن يضع دستوراً جديداً يدس فيه السم بالعسل، ويجعله دستوراً طالبانياً على هواه، مفصلاً فيه الحرية على مقاسه الضيق تحت حجة التفرد بالقرار وخطف إرادة الأمة.ليس هكذا تبنى الأوطان، وهذا الذي يحدث لن يبني لنا حتى "جاخوراً"، وليضع المشاركون برامجهم السياسية الواضحة، وليضع المقاطعون أيضاً برامجهم السياسية الواضحة، حتى نعتقد على الأقل أن ما لدينا هو عمل سياسي وليس شجاراً طفولياً... وفي ذلك فليتنافس المتنافسون!
مقالات
ليس هكذا تبنى الأوطان
03-08-2013