انتشار العنف مؤخراً وبشكل لافت في الكويت مثير للقلق لدينا جميعاً، فحادثة مقتل الدكتور جابر سمير في مجمع بحجم "الأفنيوز" يجب ألا تمر مرور الكرام؛ لأنها كانت الشعلة التي بدأت بانتشار فتيل العنف والضرب حتى الموت والنحر والطعن!

Ad

إن رجعنا إلى أصل الجريمة فسنرى أن الجناة من البدون وغير الكويتيين، وهذا يدل على أن تلك الفئة تعاني غضباً، وتتعامل مع الأمور بسياسة الغابة، لنرجع إلى أصل المشكلة: ما مطالب البدون؟ وما سر نشرهم للعنف؟ وما سر عدم احترام فئة منهم للقانون؟!

البعض يظن أن سبب عدم حصولهم على حق المعيشة بشكل كريم هو السبب، والآخر يظن أنهم يتعمدون بهذه الأفعال تشكيل وسيلة ضغط وتهديد على الحكومة حتى تقوم بتجنيسهم، وهناك من طلب منهم أن يتخلصوا من جنسياتهم الأصلية واعداً إياهم بالجنسية الكويتية خصوصاً نواب الأمة السابقين.

البدون أصبحوا قنبلةً موقوتةً قد تنفجر في أي وقت، وانتشار العنف بين الشباب أصبح موجوداً أكثر من أي وقت مضى، ما السبب في ذلك؟!

لا يجد الشباب إلا وسائل محدودة للترفيه عن النفس ولقضاء وقت الفراغ، تكاد أن تصبح محصورة في لعب كرة القدم، وحتى الملاعب تؤجر بأغلى الأثمان في الساعة، أو التسكع في المجمعات التجارية وإثارة الشغب وإزعاج الفتيات.

يجب على الحكومة أن تتعامل مع شقي المشكلة بحكمة بأن تجد حلاً لمشكلة البدون بأسرع وقت، وتوفير الوثائق التي تمكّنهم من العيش والدراسة والزواج بسلاسة، أما الشباب فيحتاجون لمضمار لسباق السيارات، وفتح النوادي مساء في المدارس لممارسة الرياضة المجانية، وعمل مشاريع ترفيهية ومنتجعات تخصهم هم فقط.

 بالإضافة إلى أن مجمعاتنا التجارية وجميع الأماكن العامة تحتاج إلى وجود الشرطة فعليا، حتى تراقب وتحافظ على الأمن لا سيما أن الشباب يقومون بمعاكسة الفتيات والتي قد تمتد للتحرش في غياب وجود الأمن، وهناك لوم كبير على تقصير "الداخلية" التي بات دور بعض عناصرها يقتصر على معاكسة الفتيات ورصد مخالفاتهن المرورية، فأين هم من حماية الشعب حين يحتاج إليهم؟!

ومجمع بضخامة "الأفنيوز" يفتقر لعناصر أمن، والاكتفاء بحراس  أمن من الوافدين لا يحملون حتى سلاحاً للدفاع عن أي اعتداء، ويفتقر المجمع لوجود مستوصف للإسعافات الأولية، مما ساهم في موت الدكتور الذي كان من الممكن أن يتم إسعافه من النزيف لو فقط وجدت له المساعدة الطبية الفورية!

قدر الله وما شاء فعل، لكن نحتاج إلى وقفة حقيقية لتجنب مثل هذه الحوادث بالمستقبل، وألا يتم طيها مع الأيام ونسيانها وكأنها لم تكن.

قفلة:

أتقدم لأسرة الدكتور جابر سمير بأحر التعازي، وأدعو الله أن يغسل قلب أهله من الحسرة لا سيما أنه شخص تحدث الكثير عن دماثة أخلاقه، رحل عن الدنيا بسمعته الطيبة، عسى أن يسكنه الله فسيح جناته.