اعتداء على أربعة مشايخ يضع لبنان على حافة الفتنة
• قباني: على «حزب الله» و«أمل» رفع الغطاء عن المجرمين • سليمان لإنزال العقوبات بالمرتكبين
وقف لبنان أمس على حافة الفتنة بعدما اعتدى شبّان شيعة على أربعة مشايخ سنّة في بيروت بالضرب، ورغم المواقف الشاجبة للحادثة من كافة الأطراف، بقي التوتر سيد الموقف في الشارع.انشغلت الساحة السياسية أمس بمتابعة قضية الاعتداء على أربعة مشايخ مساء أمس الأول ما كاد يضع البلاد أمام خطر فتنة مذهبية. وأدى الاعتداء على المشايخ إلى قطع طرق في منطقة كورنيش المزرعة والطريق الجديدة وقصقص، كما تجمع أنصار الجماعة الإسلامية قرب مستشفى «المقاصد» احتجاجا على الاعتداء. واستهدف الاعتداءان المتزامنان الشيخين من دار الفتوى مازن حريري وأحمد فخران في الخندق الغميق، والشيخين حسن عبدالرحمن وعدنان أمامة في الشياح، وهو توتر كاد يتطور سلبا لولا مسارعة الجيش اللبناني الى توقيف خمسة متورطين.وشدد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني في كلمة له بعد اجتماع العلماء المسلمين في دار الفتوى أمس على أن «ما حصل أمس (الاحد) من اعتداء على 4 مشايخ يستحيل ان يكون صدفة وهناك محرض»، مؤكدا أنه «على القيادات الشيعية في حركة أمل وحزب الله، الذين هم إخواننا، رفع الغطاء عن هؤلاء المجرمين الذين حلقوا ذقن عالم مسلم وضربوا 4 مشايخ»، معتبرا أن «هذه القيادات لا ترضى بهذا الأمر، لأنه يستحيل أن نقول إن أمل وحزب الله يسعيان إلى فتنة بين السنة والشيعة ولا نتهمهم، ولأنهم مسؤولون يجب أن يضربوا بيد من حديد على السفهاء».سليمانوتابع رئيس الجمهورية ميشال سليمان تطورات الاعتداء على المشايخ، وجدد استنكاره «لهذا الاعتداء السافر»، مطالباً «بتحقيق العدالة في هذا الشأن». وطلب سليمان من القضاء المختص «التشدد بإنزال العقوبات الصارمة بحق مرتكبي الاعتداء ومحاسبتهم وفق القوانين المرعية الإجراء حفاظاً على السلم الأهلي».وأكد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي أمس أن «الفتنة الطائفية والمذهبية التي يسعى البعض لإحداثها لن تمر، لأن هناك إرادة وطنية جامعة بحماية لبنان وإفشال المؤامرات التي يعمل البعض على حبكها».وقال: «فور وقوع حادث الاعتداء الذي استهدف الشيخين أجريت، مع دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري، الاتصالات اللازمة لضبط الوضع ومعالجة تداعيات الحادث بالسرعة القصوى، وأعطيت التوجيهات اللازمة إلى قادة الأجهزة الأمنية للإسراع في توقيف المعتدين واتخاذ التدابير المناسبة».وأضاف: «ما حصل ليل أمس (ليل الأحد - الاثنين) يؤكد مجدداً ضرورة أن تعمد كل الأطراف في لبنان إلى وقف الشحن والخطابات الانفعالية بدل محاولة التنصل من المسؤولية الجماعية في حماية البلد ورمي التهم جزافا على الحكومة».وتابع: «لقد كنا ولا نزال نعتبر أن الأوضاع الخطيرة في المنطقة وتداعياتها الحالية والمحتملة على لبنان لا يمكن مواجهتها إلا بتلاقي جميع الأطراف مجددا على طاولة حوار، من دون شروط، لسحب فتيل التفجير من الشارع، ومنع محاولات العبث بالأمن الوطني والاستقرار في البلد».وحذر رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري في نداء وجهه أمس الى اللبنانيين «من مخاطر التحريض الطائفي والمذهبي»، ورأى فيه «وسيلة الى استدراج لبنان لفتنة كبرى يجب ان نحول دون وقوعها بكل ما نمتلك من جهود وامكانات».وأضاف: «هناك من يعمل في السر والعلن لإغراق لبنان في مسلسل من الحوادث المشبوهة والأعمال الشائنة، على صورة الاعتداءات التي استهدفت الأخوة المشايخ في بيروت والضاحية، وذلك سعيا وراء إيجاد الفتيل لإشعال فتنة بين الأهل وأبناء الوطن الواحد وتنفيذ مآرب جهات إقليمية تستفيد من انتقال الحرائق من بلد عربي الى آخر». واعتبر أن «التزامن المريب لحادثي الاعتداء على المشايخ يثير أكثر من علامة استفهام ويحمّل السلطات القضائية والأمنية مسؤولية كشف الخلفيات الحقيقية التي تقف وراء هذه الاعمال وعدم التخفي وراء اسباب تعيد اللبنانيين الى زمن التكاذب ورمي المسؤوليات على المجرمين والمدمنين والعناصر غير المنضبطة وما شابه ذلك من مخارج جاهزة للفلفة الأمور».اللقاء الثلاثيفي سياق منفصل، اتجهت الانظار الى الفاتيكان حيث اجتمع أمس للمرة الثانية في غضون 24 ساعة الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، وانضم اليهم لاحقا الوزير ناظم الخوري ممثلا عن رئيس الجمهورية، وسفير لبنان لدى الكرسي الرسولي جورج خوري.وأكد ميقاتي أمس أنه «تم الاتفاق على خطة شاملة من ورقتين في ما يخص قانون الانتخاب لن أكشف عنها على أن يتولى الراعي بحثها مع الفرقاء المسيحيين».