سوق الاكتتابات الأولية الأميركية يستعيد زخم 2007

نشر في 28-09-2013 | 00:03
آخر تحديث 28-09-2013 | 00:03
No Image Caption
«تويتر» و«كرايسلر» تستفيدان من قوة الإقبال عليه
مع شريحة من حوالي 110 اكتتابات في التقنية الحيوية والتقنية والسلع الاستهلاكية، استعاد سوق الاكتتابات الأولية في الولايات المتحدة زخم مستوياته التي لم تحدث منذ سنة 2007.

ستخطف شركتان من الشركات الخاصة أضواء «وول ستريت» خلال فصل الخريف الحالي مع تحولهما إلى شركتين مساهمتين عامتين، ورغم البون الشاسع بينهما من حيث الزمن والصناعة، فقد تسجلان إقبالا منقطع النظير خلال عمليتي الاكتتاب الأولي، بفضل الشهية القوية لدى المستثمرين للمجازفة، فضلاً عن ضعف ذاكرتهم.

ستستفيد «كرايسلر» و«تويتر» معاً من قوة الإقبال على الاكتتاب الأولي بسبب أدائهما، وكذلك بسبب التحسن الإجمالي في مناخ سوق الاكتتابات الأولية. وبحسب كاثلين سميث من شركة رينيسانس كابيتال الاستشارية للاستثمار في عروض الاكتتاب الأولي «سواء كان هناك حالة من عدم اليقين في أوروبا أو تخفيف من قبل مجلس الاحتياطي الفدرالي، فإن المهم هو العوائد الإيجابية المتحققة من الاكتتابات الأولية -وهي متوافرة الآن. وعوائد ما بعد الاكتتاب الأولي القوية هي المحفز الرئيسي». وتظهر معلومات الشركة تحقيق البعض من عروض الاكتتاب الحديثة زيادة بنسبة 50 في المئة مع معدل وسطي يتجاوز الـ25 في المئة.

تقنية حيوية

وقد استعاد سوق الاكتتابات الأولية في الولايات المتحدة زخم مستوياته التي لم نشهدها منذ سنة 2007 مع شريحة من حوالي 110 اكتتابات في التقنية الحيوية والتقنية والسلع الاستهلاكية. ولا يشمل هذا ما يقارب الـ75 صفقة على غرار «تويتر» التي ستستخدم قانون الوظائف لدخول سوق الأوراق المالية.

ويقول اريك غوردن، وهو بروفسور الأعمال في جامعة ميتشغان «إذا استبعدنا هزة خارجية، فإن من المحتمل أن يكون سوق الاكتتابات الأولية قوياً خلال فصل الخريف الحالي. وتوجد كميات كبيرة من المال وقد تلاشت صورة تهاوي أسعار أسهم الاكتتاب الأولي الذي تعرضت له كلا من فيسبوك وزينغا».

ويستفيد سوق الاكتتابات الأولية من زيادة الشهية للمجازفة، بحسب جوزف شوستر، الذي يرأس شركة أبحاث في الاكتتابات الأولية، وهي تعرض مؤشراً يتضمن حركة أسهم 100 شركة من شركات عروض الاكتتابات الحديثة. وقد ارتفع مؤشر فيرست تراست للاكتتابات الأولية -اي تي اف بنسبة 33.4 في المئة حتى الآن منذ مطلع هذه السنة، في مقابل 30.2 في المئة لصناديق النمو الصغيرة التي رصدتها مورننغستار، و24 في المئة إلى 25 في المئة من النمو بالنسبة إلى الصناديق متوسطة الحجم.

وتعززت حركة سوق عروض الاكتتابات الأولية بسبب التصريح بتسجيل الأسهم بصورة «سرية» بموجب قانون الوظائف لسنة 2012 الذي ينص على أن الشركات التي تقل عوائدها عن مليار دولار يسمح لها بتقديم أوراق التحول إلى شركات عامة بشكل سري، وهو أسلوب استخدم من قبل نحو ثلثي الشركات المؤهلة، وفقاً لتحليل لاثام واتكنز الذي أعلن على موقع لجنة الأسهم والتداول الأميركية. ويتضمن القانون تسويات أخرى لشركات أصغر وأسرع نمواً مثل الكشف عن سنتين فقط من النتائج المالية التي تم تدقيقها، بدلاً من ثلاث سنوات، وهو الشرط المطلوب بصورة عامة.

وحوالي نصف الشركات التي استفادت من ذلك هي شركات تقنية، وأخرى تعمل في ميادين الطاقة والرعاية الصحية والعقارات وهي وفيرة، بحسب لاثام. ولدى نحو 85 في المئة من تلك الشركات عوائد تصل إلى 250 مليون دولار أو أقل من ذلك.

اكتتاب أولي

وكان الربع الثاني الأكثر نشاطاً بالنسبة إلى عمليات الاكتتابات الأولية منذ الأزمة المالية العالمية، وبحلول منتصف شهر أغسطس الماضي تجاوز عدد تلك العمليات إجمالي عددها في سنة 2012، وفقاً لمعلومات رينيسنس كابيتال حول عروض الاكتتاب الأولي.

وبشكل إجمالي أظهرت الشركات الفنية، اضافة الى نودلز أند كو وسبراوت فارمرز ماركت، وهي سلسلة متاجر بقالة طبيعية، أكبر عوائد اليوم الأول في هذه السنة، بحسب بيانات رينيسنس كابيتال عن عرض الاكتتاب الأولي.

لايزال معظم المستثمرين يقارنون شركة كرايسلر، ليس مع تويتر بل مع نظيراتها في قطاع السيارات التي غدت عامة خلال السنتين الماضيتين -وفقاً لسميث- مثل دلفي اوتوموتيف التي أصبحت عامة في شهر نوفمبر من سنة 2011 والتي ارتفعت أسعار أسهمها 50 في المئة سنوياً حتى تاريخه، وجنرال موتورز التي ارتفعت أسعار أسهمها 27 في المئة سنوياً حتى اليوم.

وستقارن «تويتر» مع «فيسبوك» التي ارتفع سهمها منذ البداية بنسبة 17 في المئة، ومع لينكدن التي ارتفعت قيمة أسهمها 455 في المئة منذ انطلاقها في شهر مايو من سنة 2011، كما كانت واحدة من أكبر الشركات التي حققت عوائد قياسية في اليوم الأول للتداول وبلغت مكاسب السهم 109.4 في المئة.

يقول غوردن من جامعة ميتشغان «هذا نوع من الاقتصاد الجديد والاقتصاد القديم». ولكنه يعتقد أن تقييمات السوق بالنسبة الى كرايسلر وتويتر بعد عرض الاكتتاب الأولي يمكن أن تكون متقاربة الى حد كبير، كلاهما عند نحو 10 الى 12 مليار دولار. ولدى كرايسلر وتويتر ماركات مستهلك قوية، وشعار تويتر الطائر الأزرق متميز على نطاق واسع، وتستعمل خدمة موقع التواصل الاجتماعي في العديد من الدول.

وحققت حملة كرايسلر الإعلانية «مستوردة من ديترويت» نجاحاً من القوة والتحسين والثبات، غير أن سياراتها تباع بشكل رئيسي في الولايات المتحدة.

إفلاس وإنقاذ

ولاحظ غوردن أن الشركتين «قطبان متعاكسان»، فظهور تويتر كان قبل 7 سنوات فقط، بينما تأسست شركة كرايسلر قبل الكساد العظيم. وهو يقول إن «كرايسلر قديمة العهد في صناعة اشتهرت بعمليات افلاس وانقاذ بقدر يفوق الإثارة، وقد طرحت أفضل انتاجها قبل عقد من الزمن. وشراء تويتر في الاكتتاب العام الأولي هو رهان على المستقبل، أما شراء كرايسلر في الاكتتاب العام الأولي فهو رهان على أن شركة فيات ستستحوذ على كرايسلر لقاء ربح متواضع خلال سنة أو سنتين».    

(مجلة فورتشن)

back to top