مخرج «مصور قتيل» كريم العدل: لا أعيش في جلباب عائلتي

نشر في 13-03-2013 | 00:01
آخر تحديث 13-03-2013 | 00:01
يعيش المخرج الشاب كريم العدل حالة من السعادة بعد تكريمه أخيراً في مهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما عن فيلمه «مصور قتيل». عن تجربته السينمائية الثانية، ورؤيته للوضع السينمائي الحالي وطموحاته الفنية كان لـ «الجريدة» معه هذا اللقاء.
ما شعورك بعد حصولك على جائزة المركز؟

سعيد جداً لأنها أول جائزة أحصل عليها عن فيلم «تجاري» أخرجته، فقد سبق وحصلت على جوائز عدة ولكن عن أفلام روائية قصيرة، لذا ستكون أغلى جائزة لديّ ولن أنساها طوال مشواري الفني. فضلاً أن الحصول على جائزة من المركز الكاثوليكي المصري للسينما شرف لكل فنان، فهذه التظاهرة السينمائية تقدر الفنانين وتبرهن على اهتمامها بالفن بإقامة دوراتها سنوياً رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.

في رأيك، ما الفائدة من إقامة هذه المهرجانات؟

الفوائد كثيرة، أبرزها أنها تدفع الفنان إلى تقديم مزيد من الأعمال التي تلقى هذا التقدير، تدعم المواهب الشابة، وتساهم في تسليط الضوء على أدوار البعض وتكريمهم، لا سيما الأشخاص خلف الكاميرا.

 

ما تقييمك لفيلم «مصور قتيل» بعد عرضه جماهيرياً ومشاركته في كثير من المهرجانات؟

لا يستطيع الشخص تقييم أعماله مهما كان يملك من خبرات عظيمة ومهارات قوية، ولكنني أرى أنني وقعت في بعض الأخطاء في بعض مشاهد «ولد وبنت» ثم تداركتها وحاولت عدم تكرارها في «مصور قتيل»، وهو أمر طبيعي ويحدث مع أي فنان؛ فالاحتراف يعني أن نتعلم من أخطائنا ولا نكررها.

ما الذي حمسك لإخراج مصور قتيل؟

أعشق المغامرة وأرى أنها أحد أهم الأمور التي يجب توافرها لدى أي فنان، لذا تحمست لهذا العمل جداً لكونه ينتمي إلى السيكودراما، ما تطلب مني أن تسبقه رحلة طويلة من التحضير استمرت قرابة سنة وشهرين، من بينها أربعة أشهر تجارب للنجوم تحدثت فيها معهم عن تفاصيل الفيلم كافة، لذا عندما بدأنا التصوير لم تحدث أي مفاجآت تعطله.

لماذا تم تهميش دور المرأة في الفيلم؟

نعمل وفق المكتوب في السيناريو، خصوصاً أن بطل الأحداث رجل، فضلاً عن أن الفيلم يعتمد على فكرة «1 مان شو».

هل لديك مشكلة في التعاون مع والدك المنتج محمد العدل؟

لا إطلاقاً؛ أول أفلامي «ولد وبنت» كان من إنتاجه، أما فيلمي الثاني فتحمست له شركة إنتاج أخرى فتعاملت معها. عموماً، لا أمانع من التعاون مع والدي ثانية لأننا خارج المنزل نتعامل رسمياً، فهو المنتج وأنا المخرج. ثانياً، ثمة وجهة نظر أخرى تقول إنه إذا تم توريث مهنة الفن لشخص غير موهوب لن يعمل وسيجلس في منزله ليس وفقاً لهواه ولكن رغماً عنه مهما كانت المساعدات التي تقدمها له عائلته، فالجمهور هو من يحدد ويدعم كل فنان سواء بالسلب أو بالإيجاب.

كيف تختار النجوم المشاركين في أفلامك؟

نص العمل نفسه هو الذي يحدد النجم المناسب لتجسيد الدور؛ فقد يترشح حوالى خمسة ممثلين للدور ومع توضيح قدرات كل منهم وعرضه عليهم يوافق البعض في حين يرفض البعض الآخر، حتى الاستقرار على أحدهم في النهاية، بغض النظر عن كونه نجماً لامعاً، فما يعنيني الموهبة والأداء المتميز.

هل لديك أي تخوفات على مستقبل الفن؟

أرى أن ثمة خوفاً من أمور غير موجودة؛ ليست لدي أي مخاوف من التيارات الإسلامية التي طفت على الساحة أخيراً، بل من المنتجين الذين تعاملوا مع السينما منذ البداية بشكل خاطئ، إذ تعتقد غالبيتهم مثلاً أن الفيلم لا يجوز إنتاجه إلا إذا كان من بطولة نجم أو نجمة، خلاف ذلك لا ينتجون خوفاً من عدم تحقيق المكسب.

ألهذا السبب نجد أن الأفلام المصرية قليلة في دور العرض؟

بالتأكيد؛ فالمشكلة في أن المنتجين ظلوا يعتمدون ويهدفون إلى النجاح المادي بغض النظر عن السيناريو، والأفكار نفسها لا تتغير والممثلون أيضاً. ولكن بعد فترة، بدأ الجمهور يشعر بملل من السينما لأن الأفلام المعروضة لم تعد تشبع رغباته. هنا، تعالت صرخات المنتجين بأن السينما في طريقها إلى الهبوط، رغم أنهم هم الذين يهبطون بها لأنهم لم يتمكنوا من الحصول على فكرة وسيناريو جيدين يجعلان المشاهد يغادر بيته لأجل مشاهدة فيلم جديد.

ما جديدك؟

لست مرتبطاً بتصوير أي أعمال فنية راهناً لانشغالي بكتابة سيناريو فيلم بعنوان «مجنون ليلى».

من المرشحون للبطولة؟

كثيرون ولكنني أرفض التصريح بأسمائهم تفادياً للمشاكل في ما بعد، في حال رفضت ممثلة تقديم الدور وتم عرضه على أخرى.

التأليف موهبة أخرى لك إلى جانب الإخراج، أيهما تجد نفسك متفوقاً فيه؟

«مجنون ليلى» أولى تجاربي الفنية في التأليف، لذا أنتظر رأي الجمهور فيها فلربما تكون سيئة أو جيدة لا أعلم، ولكنني عموماً أرى نفسي مخرجاً أكثر من كوني مؤلفاً.

ما الأفلام التي تطمح في إخراجها؟

طموحاتي الإخراجية كبيرة. أتمنى إخراج فيلم عن خالد بن الوليد، كذلك تقديم أول فيلم «أنيميشن» مصري، وفيلم موسيقي حقيقي يختلف عن التجارب المقدمة في هذا المجال.

ما مشكلة تقديم هذه النوعيات من الأفلام؟

اعتماد بلدنا على دورة رأس المال يجعل من الصعب تقديمها؛ فالمنتج يدفع بأمواله في فيلم أول العام وينتظر الحصول عليها وأكثر بعد العرض كي يستطيع إنتاج أفلام أخرى العام التالي، بينما يتم تصوير الأفلام خلال مدة لا تقل عن ثلاث سنوات، وهنا تظهر المشكلة في أن المنتج لا يستطيع انتظار هذه الفترة الطويلة لتحقيق غرضه التجاري.

back to top