جددت الدعوات المطالبة بالعصيان المدني العام، لإسقاط النظام الحاكم في مصر غدا، في الذكرى السنوية الثانية لإسقاط الرئيس السابق حسني مبارك، الحماس في صفوف القوى الثورية، خصوصا بعد مواجهات دامية شهدها محيط قصر الاتحادية الرئاسي، وبعض أقسام الشرطة في عدد من محافظات الوجه البحري، بين متظاهرين وقوات الأمن، مساء أمس الأول، مخلفة ما يقرب من مئتي مصاب وعشرات المعتقلين.

Ad

وعلمت «الجريدة» أن تعليمات صدرت من قيادات وزارة الداخلية لإعلان حالة الاستنفار غدا، بعد دعوات القوى الثورية إلى النزول في الشارع للمطالبة بتنحي الرئيس محمد مرسي وإسقاط شرعيته، على خلفية عدم استجابته لكثير من مطالب القوى الثورية، وعلى رأسها إسقاط الدستور وتشكيل حكومة إنقاذ وطني.

وصعّدت مجموعة «البلاك بلوك»، عبر صحفتها على «فيسبوك»، بإرسال رسالة تهديد إلى الرئيس وجماعة الإخوان المسلمين، أعلنت خلالها اعتزامها اقتحام قصر الاتحادية، غداً في الثالثة عصراً، بينما أمر النائب العام المستشار طلعت عبدالله بالتحقيق في اتهام الإعلامي وائل الإبراشي، مقدم برنامج «العاشرة مساء» على قناة دريم، بدعم شباب «البلاك بلوك»، التي اعتبرت جماعة إرهابية مخربة، كما تستمع النيابة العامة اليوم لأقوال الإعلامية دينا عبدالفتاح في الاتهام ذاته.

في غضون ذلك، عقدت جبهة الإنقاذ الوطني اجتماعاً مغلقاً أمس، ناقشت فيه الوضعين السياسي والاقتصادي، بحضور المنسق العام للجبهة محمد البرادعي، ورئيس حزب المؤتمر عمرو موسى، ورئيس حزب التجمع رفعت السعيد.

واعتبر عضو الجبهة أسامة الغزالي أنه «من غير الوارد المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، في حال استمرار الظروف الحالية على ما هي عليه الآن»، وقال العضو وحيد عبدالمجيد لـ«الجريدة» إن «الجبهة لم تقرر بعد المشاركة في العصيان المدني»، مشيرا إلى أنها ستعقد اجتماعاً مغلقاً لاتخاذ قرار بشأن هذا الأمر.

وكانت القاهرة ومحافظات عدة أمضت ليلة ساخنة أمس الأول، تحول فيها محيط القصر الرئاسي إلى ساحة اشتباكات متقطعة، بين قوات الأمن المركزي ومتظاهرين في جمعة الكرامة، امتدت حتى الساعات الأولى من صباح أمس، وقطع خلالها المتظاهرون طريق صلاح سالم، متوعدين بالتصعيد حتى «إسقاط النظام».

وبينما قال قائد الحرس الجمهوري لـ«الجريدة» إن «ضابطين و3 مجندين أصيبوا بجروح قطعية»، أوضح مصدر أمني أن المصابين بينهم نقيب شرطة من قوات الأمن المركزي بمحافظة الغربية، وهو مصاب بطلق ناري، إضافة إلى 16 ضابطا ومجندا مصابون بطلقات خرطوش. وقالت وزارة الصحة إن إجمالي مصابي الجمعة 211، بينما أكد مصدر أمني أن إجمالي من تم إلقاء القبض عليهم خلال الأحداث 93 شخصاً، أسندت إليهم النيابة تهم التجمهر وتخريب الممتلكات العامة والخاصة والبلطجة. وامتدت الاشتباكات إلى مدن كفر الزيات بمحافظة البحيرة، وبعض مدن محافظة الشرقية، مسقط رأس الرئيس المصري، كما شهدت مدن محافظة الغربية محاولات اقتحام مديرية الأمن ومراكز للشرطة وديوان المحافظة، وبعض مجالس المدن والأحياء.