حتى جدران مصر... انقسمت بين السيسي و«الإخوان»
"الشريعة خط أحمر"، "مصر إسلامية رغم أنف النصرانية"، "سيسي يا سيسي مرسي هو رئيسي"، بهذه العبارات وغيرها، امتلأت جدران الشوارع المحيطة بجامعة القاهرة، قريبا من ميدان النهضة في الجيزة، وبالقرب من منطقة رابعة العدوية شرق القاهرة، حيث يتمركز أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي. وإذا كان أنصار مرسي يحتشدون بالآلاف في ميدانين بالقاهرة والجيزة، ويكتبون على جدران الشوارع المحيطة بهما، فإن معارضيه المُقدَّرة أعدادهم بالملايين، يكتبون على جدران أغلب الشوارع في القاهرة وفي محافظات في الوجهين البحري والقبلي، وعلى المركبات العامة، عبارات مناهضة للحكم الإسلامي، الذي استمر عاما واحدا فقط، وأسقطته ثورة شعبية حاشدة، في 3 يوليو الجاري، بحيث تحوَّلت الجدران إلى ميادين توتر سياسي تشهدها مصر حاليا.
واستكمالا لنشاط المصريين القديم في الكتابة على الجدران منذ عهد الفراعنة، قبل آلاف السنين، زادت جرعة الرسم على الجدران منذ اندلاع ثورة 25 يناير، ضد نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، وهو ما عرف باسم "ثورة الغرافيتي". وقد أدت ثورة 30 يونيو إلى ما يمكن وصفه بالفوضى في الكتابة على الجدران، فانتشرت العبارات المؤيدة والمعارضة على المباني والجسور والأرصفة، والتي أصبحت تشوه المنشآت العامة والقطع الفنية والمنحوتات، على نحو ما حدث مع تمثال النهضة، للفنان محمود مختار، والذي يرمز إلى مصر الحديثة، والذي تحوَّل إلى حائط يستخدم لوضع صور تأييد الرئيس المعزول، وتحمل قاعدته الرخامية الكثير من العبارات المسيئة للمعارضة منها: "بلطجية ونصرانية يساوي تمرد" واخرى مسيئة للقوات المسلحة. وارتفعت وتيرة إهانة رأس المؤسسة العسكرية، الفريق أول عبدالفتاح السيسي على جدران الشوارع وعلى هياكل وسائل النقل العام، بعد عزل مرسي، حيث استخدمت عبارة "c c قاتل"، في إشارة إلى السيسي، رغم أن المؤسسة العسكرية التزمت الابتعاد عن تظاهرات التيار الإسلامي، الذي ارتكب عدة جرائم في حق المصريين، فإنه اضطر للتعامل مع عناصر التيار الإسلامي الذين هاجموا دار "الحرس الجمهوري"، في 8 يوليو الجاري.