الصين تبحث عن المعادن النادرة في غرينلاند بعدما ذاب عنها الجليد
في المخيمات النائية على مقربة من المنطقة القطبية الشمالية في جزيرة غرينلاند يعمل الآلاف من العمال الصينيين على بناء منجم ضخم لمعدن الحديد. وقد يبدو ذلك بعيد الاحتمال غير أن تغير المناخ وتعطش غرينلاند الى تنمية اقتصادية اضافة الى شهية الصين الى المعادن يجعل ذلك أمرا ممكناً.وغرينلاند هي محمية دانماركية تتمتع بحكم شبه ذاتي ويقطنها حوالي 57000 من قبائل الأنويت وهي تسعى الى جذب المستثمرين الأجانب من أجل استخراج المعادن التي غدت أكثر يسراً نتيجة ارتفاع درجات الحرارة التي قلصت الغطاء الجليدي في الجزيرة. وفي أحد المشاريع الطموحة تسعى شركة بريطانية الى فتح منجم للحديد بتكلفة تقدر بـ2.3 مليار دولار ويتم تمويله وبناؤه وتشغيله من قبل الصينيين بشكل رئيسي. وقد أجرت الشركة وتدعى «لندن مايننغ» محادثات مع شركة تعدين مملوكة للدولة في اقليم سيشوان الصيني لتمويل المشروع وعلى الرغم من عدم التوصل الى اتفاق بعد فإن الخطة تدعو الى تصدير معظم الانتاج الى الصين.
دعم حكوميوتدعم حكومة غرينلاند المشروع كما أن برلمان الجزيرة أقر في السنة الماضية قانوناً يقضي بوضع آلية قانونية لتطوير مشاريع تعدين ضخمة بما في ذلك منح اذونات عمل الى حوالي 2300 عامل صيني مهاجر لبناء المنجم.وأبلغ رئيس وزراء غرينلاند الصحافيين في ايجاز أخيراً في كوبنهاغن «إن غرينلاند ليست مجتمعاً غنياً ويتعين علينا اقامة أنشطة اقتصادية جديدة وبارزة» من أجل دعم الدخل من الصيد ومن المساعدات التي تقدمها الدانمارك التي توفر الآن 40 في المئة من الدخل السنوي للجزيرة. مضيفاً «ان الفرص الجلية تقع ضمن قطاع الموارد المعدنية». ولكن لا يشاطر كل السكان رئيس الوزراء في حماسته، وحزب سيومت المعارض الذي يتمتع بتسع مقاعد من أصل 31 مقعداً في البرلمان قال إنه سوف يسقط ذلك القانون في حال فوزه في الانتخابات التي سوف تجري في 11 مارس المقبل. وقد حذر قادة الحزب الذين يتمتعون بدعم من قادة الاتحاد العمالي في الدانمارك من أن تدفق العمال الأجانب يمكن أن يخفض الأجور ويعطل طرق الحياة التقليدية في الجزيرة، فيما تقول الحكومة إن تشريعاتها سوف تتطلب حصول الموظفين الصينيين على أجر لا يقل عن الحد الأدنى الحالي في غرينلاند وقال رئيس الوزراء إن العمال الأجانب سوف يعيشون في معسكرات منعزلة مع القليل من التفاعل مع السكان المحليين.تراخيص استكشافواضافة الى منجم الحديد المقترح منحت الحكومة تراخيص استكشاف الى شركات مهتمة بعدد كبير من المشاريع الاخرى بما في ذلك مناجم اليورانيوم ومعادن الأرض النادرة وربما تفضي معادن الأرض النادرة الى توترات بين الصين وأوروبا، كما أن الاتحاد الأوروبي حث غرينلاند على تقييد تطوير الصين لمشاريع معادن الأرض النادرة في الجزيرة وذلك نظراً لأن الصين تملك في الأساس 95 في المئة من امدادات العالم من تلك المعادن. (كارول ماتلاك - بلومبرغ)