أعلن الجيش السوري الحر انه سيطر على تجمعات وحواجز للقوات الحكومية في حي القدم بدمشق أمس، بعد اشتباكات مع القوات الحكومية، في تقدم نوعي هو الأول منذ شهور في العاصمة، بينما استمر القتال في مختلف أنحاء البلاد.

Ad

جاء ذلك، في وقت اسفر سقوط قذيفتي هاون أمس على حي ابورمانة الراقي وسط دمشق، عن مقتل طفلة واصابة 11 بجروح، حسبما افادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا)، وقالت الوكالة: «استشهدت طفلة في الثامنة من العمر، وأصيب 11 مواطنا بجروح بينهم نساء، إثر سقوط قذيفة هاون أطلقها ارهابيون قرب مدرسة دار السلام بدمشق».

ونقلت الوكالة عن مصدر في قيادة شرطة دمشق ان القذيفة «ادت ايضا الى اضرار مادية في المحال التجارية وعدد من السيارات»، لافتة الى «سقوط قذيفة اخرى على سطح بناء في ساحة النجمة»، مضيفا ان «الاضرار اقتصرت على الماديات».

مجزرة الذيابية

وكانت القوات النظامية السورية وحزب الله اللبناني تمكنا أمس الأول من السيطرة على بلدتين في ضواحي دمشق، بعد معارك ضارية مستمرة منذ اربعة ايام، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، مضيفا ان «القوات النظامية مدعمة بعناصر جيش الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني ومقاتلين من الطائفة الشيعية (لواء ابوالفضل عباس المؤلف من مقاتلين عراقيين بغالبيته) تمكنت من السيطرة على بلدتي الحسينية والذيابية» جنوب دمشق.

واشار المرصد الى استمرار المعارك المتفرقة في بعض النقاط، ووجود عدد من المقاتلين المعارضين الذين لايزالون «محاصرين»، ونقل عن نشطاء من المنطقة ان «القوات النظامية والعناصر الموالية لها احرقت منازل في البلدتين ومحيطهما».

واندلعت المعارك الثلاثاء الماضي إثر هجوم عنيف ترافق مع قصف مدفعي وصاروخي قامت به قوات النظام، بحسب ناشطين، وكان المرصد اشار الاربعاء الماضي الى سيطرة قوات النظام على قرية الشيخ عمرو في المنطقة ذاتها وعلى البساتين الفاصلة بين بلدتي الذيابية والبويضة.

وتقع هذه المناطق كلها بالقرب من بلدة السيدة زينب، التي تشهد منذ يومين معارك عنيفة بين قوات النظام والتنظيمات الموالية لها ومقاتلي المعارضة، ويجاهر حزب الله منذ اشهر بمشاركته في «الدفاع» عن السيدة زينب، حيث يوجد مقام ديني مهم بالنسبة الى الشيعة.

وفي السياق، أفادت المعارضة السورية أمس بأن «حصيلة المجزرة التي نفذتها ميليشيات تابعة لحزب الله ولواء أبوالفضل العباس في الذيابية جنوب دمشق 130 قتيلا». وقال المنسق الاعلامي والسياسي للجيش السوري الحر لؤي المقداد إن ميليشيات عراقية شاركت في المجزرة، وإن الضحايا أعدموا ميدانيا أو ذبحوا، موضحا أن أوامر قتل السوريين تأتي من طهران.

حلب

إلى ذلك، أفادت قناة الاخبارية السورية، نقلا عن مصدر عسكري، بأنه بعد فتح الجيش السوري طريق خناصر - حلب، سيطر الجيش على اكثر من 40 قرية في المنطقة، ويدمر خنادق طول بعضها 5 كم. وأفادت تقارير محلية بأن «الجيش السوري دمر 23 مركزا للمعارضة بين خناصر والسفيرة خلال فتحه طريق حلب».

وكانت قوات النظام السوري سيطرت أمس الأول على قرية ابوجرين جنوب شرق مدينة حلب، ما يسهل لها التقدم نحو مدينة السفيرة التي تعتبر ابرز معقل لمقاتلي المعارضة في ريف حلب الجنوبي، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

ورجح المرصد وجود مخازن للاسلحة الكيماوية في منطقة معامل الدفاع التي هي عبارة عن واحات شاسعة تحتوي مخازن اسلحة وقوات عسكرية كبيرة وتقع شرق حلب. ومن السفيرة، يضغط مقاتلو المجموعات المسلحة المعارضة منذ اشهر طويلة على معامل الدفاع بالقصف والهجمات.

«الكيماوي»

وبدأ خبراء من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية يوما جديدا من العمل في سورية أمس، بعد ان أجاز مجلس الامن الدولي مساء أمس الأول انشاء «بعثة مشتركة» بين الامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيماوية ترمي الى التخلص من الترسانة الكيماوية السورية.

وارسل رئيس المجلس لشهر اكتوبر سفير اذربيجان اغشين مهدييف أمس الأول رسالة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون «تجيز انشاء البعثة المشتركة بين الامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيماوية»، داعيا الى انشاء «بعثة مشتركة» بين الهيئتين تشمل مئة عنصر، وتتخذ مقرا في دمشق مع قاعدة خلفية في قبرص ويديرها «منسق مدني خاص».

(دمشق - أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا، الأناضول، يو بي آي)

معتقلو سجن حلب يحرقون ملابسهم للطهي

كشف تقرير صادر عن المكتب الإعلامي للائتلاف السوري المعارض عن الظروف الصعبة التي يتعرض لها المعتقلون في سجن حلب المركزي، ومعاناتهم اليومية التي وصلت حتى حرق ملابس السجن لطهي الخبز.

وذكر التقرير تفاصيل أحداث ومعاناة السجناء، والفظائع التي تحدث في السجن، حيث يسقط القتلى فيه يوميا، إما بالإعدام أو المرض أو الجوع.

ويقع سجن حلب المركزي على طرف مدينة حلب، ويتبع رسميا وزارة الداخلية، ويضم نحو 4500 سجين، بينهم سجناء سياسيون ومنشقون عسكريون، لكنه أصبح معقلا للجيش والشبيحة، ثم تحول إلى معتقل رهيب منذ أن بدأت معارك تحرير حلب.

ومضى عام على إغلاق الغرف ومنع الزيارات والتنفس في سجن حلب، وفرض قوانين غاية في الصعوبة، وزيادة وتيرة التعذيب، وتم تخفيض الطعام عقب عصيان في يوليو 2012، وفرض قوانين أشد صرامة، والتضييق الكبير على السجناء.

ومنذ ذلك الوقت أيضا تم توقيف أدوية المرضى، وعرض الموقوفين على المحاكم، وعدم إخراج من أنهى مدة سجنه من السجن، وتخفيض الطعام من وجبتين إلى واحدة.

ومع بداية الشهر الرابع من 2013، وإعلان معركة تحرير السجن، توقفت إدارة السجن عن توزيع الخبز، واكتفت بكأس من الأرز المسلوق، وزادت وتيرة التعذيب بشكل كبير، ومع مرور الأيام، حرم السجناء من الطعام، ومنحوا بدلا من ذلك حفنة طحين يومية تزن 150 غراما، واضطر السجناء من أجل خبز الطحين إلى حرق ثيابهم وأغطيتهم ليبقوا أشباه عراة.