للأسبوع الثاني على التوالي، تواصل مسلسل السيارات المفخخة المتنقلة في لبنان، مستهدفاً هذه المرة عاصمة الشمال طربلس، ذات الأكثرية السُّنية، حيث وقع انفجاران كبيران أمام مسجدين عقب صلاة الجمعة، ما أسفر عن مقتل 42 شخصاً على الأقلّ وجرح المئات، وذلك بعد ثمانية أيام من وقوع تفجير في الضاحية الجنوبية لبيروت، ذات الأغلبية الشيعية، أسفر عن مقتل 27 وإصابة نحو 350.

Ad

ووقع الانفجار الأول خارج مسجد السلام، على بُعد 100 متر من منزل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بينما وقع الانفجار الثاني خارج مسجد التقوى قرب منزل المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي الذي أصيب منزله بأضرار وكان في داخله، في حين أعلن وزير الداخلية مروان شربل أن "زنة العبوة المفجَّرة أمام مسجد السلام تصل إلى نحو 100 كيلوغرام، أما العبوة الثانية أمام مسجد التقوى فلم تحدد زنتها بعد".

وبينما صدرت بيانات إدانة من الأمم المتحدة والبيت الأبيض والاتحاد الأوروبي قطع رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس ميقاتي ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام إجازاتهم، على أن يعودوا اليوم إلى لبنان ويجتمعوا مع القادة الأمنيين.

واستنكر سليمان "المجزرة التي تندرج في إطار مسلسل تفجيري فتنوي يستهدف الوطن ككل، والذي استهدف اليوم (أمس) المواطنين العزل والأبرياء لدى خروجهم من دور العبادة في طرابلس"، ودان "لجوء المجرمين والإرهابيين إلى قتل المدنيين لأهداف وغايات إجرامية لا تمتّ إلى القيم والأهداف الإنسانية بصلة، كما أنها لا تصب إلا في خانة إحداث الفتن والاضطرابات".

وعلّق رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري على الانفجارين، لافتاً إلى أنه "منذ سنوات وهناك من يعمل لإبقاء طرابلس في عين العاصفة، واستهداف هذه المدينة الأبية بموجات متتالية من الفوضى والاقتتال".

وأوضح رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب فؤاد السنيورة أن "التفجيرات المتنقلة بين بئر العبد والرويس وطرابلس، تجعل بلدنا كله مشرعاً على كل أنواع الشرور والإجرام"، معتبراً أن "اليد التي امتدت إلى طرابلس تهدف إلى خروج أهالي طرابلس عن طورهم والذهاب إلى الفتنة، كما أن الهدف أن يُدفَع أهل المدينة إلى حال من الفوضى".

وسأل السنيورة: "هل التفجيرات لتحويل الأنظار وحرفها عما يجري في سورية وتورط (حزب الله) هناك أو دخولنا في صراعات داخلية يكون المستفيد منها إسرائيل؟". وقال: "الحل الوحيد هو العودة إلى الداخل والاهتمام بشؤون لبنان وعودة حزب الله من سورية"، داعياً "حزب الله" إلى "العودة إلى لبنان وترك سورية لأنه ليس له مصلحة في البقاء هناك".

من جهته، رأى "حزب الله" في بيان، أن "تفجيري طرابلس يأتيان كترجمة للمخطط الإجرامي الهادف لزرع بذور الفتنة بين اللبنانيين".

وإذ عبّر عن "شديد الألم لما أصاب أهلنا الصابرين في طرابلس الفيحاء"، دان "حزب الله" "هذه الجريمة الإرهابية الجديدة"، ورأى فيها "استكمالاً لمشروع إدخال لبنان في الفوضى والدمار وتنفيذ الأهداف الحاقدة للعدو الصهيوني ومن يقف وراءه".