دخلت الولايات المتحدة على خط الأزمة الحالية بين جماعة الإخوان المسلمين، الحاكمة في مصر، والتيار السلفي، بعد طلب حزب النور، أكبر الأحزاب السلفية، من خلال مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية سعدالدين إبراهيم، المقرب من الإدارة الأميركية، فتح قنوات اتصال مع واشنطن، ليكونوا بديلا لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للجماعة، بعد غضب قيادات "النور" من سياسات الجماعة الإقصائية.

Ad

ونفى حزب النور السلفي طلبه من إبراهيم التوسط مع الإدارة الأميركية، وقال مساعد رئيس الحزب نادر بكار إن أيا من قيادات الحزب لم يلتق سعدالدين إبراهيم، مؤكدا "لم نطلب منه أن يكون حلقة وصل بيننا وبين واشنطن".

في المقابل، أكد سعدالدين إبراهيم زيارة أحد قيادات الحزب له أخيرا، ومطالبته بإبلاغ الأميركيين رغبتهم في التواصل المباشر، والاستقلال عن "الإخوان"، موضحا أن الذي طلب منه ذلك أحد وكلاء نائب رئيس الدعوة السلفية ياسر برهامي -رفض الإفصاح عن اسمه.

واستنكر ابراهيم نفي حزب النور، وقال: "السلفيون يقدرون على الكذب والنفاق، مثل جماعة الإخوان التي طلبت مني التوسط لدى الأميركان للتحاور معهم، ثم خرجوا ينفون ويكذبون".

من جانبه، لم يستبعد عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة محمد عماد طلب "النور" الوساطة مع الإدارة الأميركية، مشيرا في تصريحات لـ"الجريدة" إلى أن سياسات "النور" الأخيرة تكشف محاولة البحث عن دور سياسي في المرحلة المقبلة، والتي بدأت بالتحالف مع جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة، ووصلت إلى حد التواصل مع الإدارة الأميركية، موضحا أن لكل حزب سياساته الخارجية لكن ليس عن طريق القفز على الشرعية أو التحالف مع جهات أجنبية لإسقاط النظام.

يذكر أن حزب النور سبق أن اجتمع بقيادات من الاتحاد الأوروبي في بروكسيل يناير 2012، إبان رئاسة عماد عبدالغفور للحزب، في مسعى من الاتحاد للتعرف على موقف الحزب من إسرائيل والجماعات المسلحة في غزة، وهو ما أكده الحزب وقتذاك.