الفيلم حاصل على منحة من وزارة الثقافة وهو من تأليف أحمد عاطف وإخراجه وإنتاجه بالشراكة مع {المركز القومي للسينما}، وسيبدأ عملية المونتاج فور عودته من مهرجان {كان السينمائي الدولي}. يشارك في بطولته: أحمد وفيق، هنا شيحة، حنان مطاوع، عمرو ممدوح ومجموعة من الفنانين.

Ad

يتمحور {قبل الربيع} حول تعامل الأمن مع حركات الشباب الاحتجاجية والتظاهرات ضد الحكومة وغلاء الأسعار، بالإضافة إلى أحداث كنيسة القديسين والتفجيرات التي وقعت فيها قبل أيام من الثورة وتداعياتها، وينتهي باندلاع الثورة ويرصد بعض أيامها.

تمّ التصوير بين القاهرة والإسكندرية وبُني ديكور للحارة الشعبية التي تدور فيها غالبية الأحداث في منطقة شبرا، بالإضافة إلى تصوير مشاهد الإسكندرية في مدينة الإنتاج، من بينها التظاهرات المؤيدة للرئيس السابق مبارك وتوزيع الشرطة الصور واللافتات لحث المواطنين على تأييده، وقد استُعين فيها بسيارة شرطة حقيقية.

يوضح المخرج أحمد عاطف أنه يراهن على الفنانين الشباب الذين تحمسوا للسيناريو، وقد شجعه دعم وزارة الثقافة على الدخول في شراكة ليرى الفيلم النور رغم الظروف التي تمر بها صناعة السينما راهناً، نافياً أن يكون {قبل الربيع} يؤرخ للثورة بشكل واضح.

يضيف أنه حرص، من خلال كتابته، على إعطاء الحق للثوار الحقيقيين في ظل محاولات للقفز على الثورة، لذا يصوّر شخصيات حقيقية ساعدته عبر معلومات وتفاصيل عن حياتها  ليعبّر عن جزء كبير من الواقع.

   

شخصيات من الواقع

تجسد الفنانة هنا شيحة شخصية إسراء عبد الفتاح، ناشطة سياسية وأحد مؤسسي حركة 6 أبريل التي شاركت في الاحتجاج ضد الحكومة السابقة. حول دورها تقول إنها عقدت جلسات عمل مع إسراء قبل التصوير للاطلاع على تفاصيل شخصيتها وما حدث معها من اضطهاد النظام السابق، بالإضافة إلى موقف أسرتها من نشاطها فضلا عن تفاصيل أخرى لم يتم التطرق إليها في السابق، ما ساعدها على التعمق في الشخصية وتحديد الطريقة التي ستجسدها فيها، مؤكدة أن إبراز دور شباب الثورة في السينما أمر مهم.

أما الفنان الشاب عمرو ممدوح فيؤدي دور عبد الرحمن منصور، الشاب الذي حدّد 25 يناير كموعد للثورة عبر موقع {فيسبوك}، لكنه لم يستطع المشاركة لأنه التحق بالقوات المسلحة ضمن التجنيد الإجباري، ويتعمق الفيلم بقصته.

لأن كثراً يجهلون شخصية عبدالرحمن منصور، حرص عمرو ممدوح على إعطائه حقه لدوره التاريخي في تحديد موعد للخروج والتظاهر لتحقيق المطالب، موضحاً أنه يعول على الفيلم ليكون نقطة مهمة في مسيرته الفنية لأن الأحداث ترصد وقائع تهمّ المصريين.

مراهنة على النجاح

يجسد الفنان أحمد وفيق  شخصية أحد النشطاء السياسيين رافضاً الكشف عن اسمه كي لا يحرق الأحداث، مؤكداً أنه تحمس للفيلم كونه يرسّخ فكرة استمرارية الثورة التي يؤمن بها، وأن قناعته الشخصية وإيمانه بأهمية الرسالة التي يوجهها الفيلم، أحد الأسباب الرئيسة التي حمسته للمشاركة فيه.

بدورها ترفض الفنانة حنان مطاوع الكشف عن تفاصيل دورها، وتكتفي بالقول إنها تجسد شخصية دعاء، فتاة بسيطة تنشغل بالسياسة، موضحة أن الفيلم رغم مناقشته لواقع سياسي إلا أنه سينجح في جذب الجمهور إليه لاختلافه عن طبيعة الأعمال التي تناولت الثورة لغاية الآن.

تضيف أن الفيلم يحدد ظروف نشوب الثورة على النظام السابق، وهي نفسها التي نعيشها اليوم، لذا يحمل رسالة إلى النظام الحاكم مفادها أن الشعب الذي طلب الحرية لن يتردد في الدفاع عنها إذا شعر بأنها سرقت منه.

أخيراً يؤكد مدير التصوير تامر جوزيف أن الفيلم مليء بمشاهد صعبة مثل مشهد تفجير كنيسة القديسين ومشاهد كثيرة تم تنفيذها منها التصوير الخارجي في الإسكندرية، بالإضافة إلى لقطات أخرى دمجت بمشاهد حقيقية بثها التلفزيون المصري.