سورية: أوباما يعبئ الكونغرس وموسكو غير مقتنعة بالأدلة

نشر في 03-09-2013 | 00:01
آخر تحديث 03-09-2013 | 00:01
No Image Caption
● «الأطلسي»: الرد على «الكيماوي» ضروري ● العربي: 18 دولة عربية دعت إلى إجراء رادع
● هولاند يرفض تصويتاً في البرلمان ● طهران تعرض الوساطة وتشيد بضبط النفس لدى واشنطن
يبذل البيت الأبيض الأميركي جهوداً مكثفة لإقناع الكونغرس بشن ضربة محدودة على النظام السوري، في حين حذرته موسكو من أن الضربة ستقضي على مؤتمر «جنيف 2» والحل السياسي ربما إلى الأبد. ولا تزال النقاشات والمواقف الدولية مستمرة حول الهجوم المحتمل حيث انقسم المشهد الدولي بين مؤيد ومعارض لها.   

بينما أطلق الرئيس الأميركي باراك أوباما حملة تعبئة مكثفة لإقناع أعضاء الكونغرس المترددين بالموافقة على قراره توجيه ضربة عسكرية إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد، حذرت روسيا من أن شن عمل عسكري على دمشق سيؤدي الى تقويض «مؤتمر جنيف 2»، وذلك في إشارة الى تصريحات أوباما التي قال فيها إن العمل العسكري سيدعم الحل السياسي.

وأفاد مسؤول أميركي رفيع أن أوباما ونائبه جو بايدن وكبير موظفي البيت الأبيض ضاعفوا جميعاً عدد المكالمات الهاتفية مع أعضاء مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس. 

ودعي وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى المشاركة السبت المقبل في فيلنيوس في لتوانيا في اجتماع وزراء خارجية الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي لمناقشة ملف سورية بشكل خاص على ما علم من مصدر اوروبي، في وقت رفض الاتحاد الاوروبي أمس مجدداً التعليق على قرار أوباما الأخير. وأفاد مسؤولون دفاعيون اميركيون أمس أن حاملة الطائرات الأميركية التي تعمل بالطاقة النووية «نيميتز» وسفنا اخرى في مجموعتها القتالية اتجهت غربا صوب البحر الاحمر للمساعدة في دعم الضربة الأميركية المحتملة.

 

موسكو 

 

في المقابل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، إن مؤتمر «جنيف 2» للتوصل الى تسوية للنزاع في سورية سيؤجل فترة طويلة «ان لم يكن للأبد» اذا مضت الولايات المتحدة في خطتها توجيه ضربة عسكرية. وأعلن لافروف ان بلاده غير مقتنعة اطلاقا بالادلة التي قدمتها الولايات المتحدة وحلفاؤها لتأكيد استخدام نظام الأسد أسلحة كيماوية في هجوم وقع في اغسطس في ريف دمشق.

جاء ذلك في حين أرسلت روسيا سفينة الاستطلاع  «اس اس في-201 بريازوفيي» الى المياه قبالة السواحل السورية. وذكرت وكالة «انترفاكس» أمس نقلا عن مصدر أن «المهمة الموكلة الى الطاقم تقضي بجمع معلومات حول العمليات في المنطقة التي تشهد نزاعاً متفاقماً وستبلغ تقاريرها مباشرة للقيادة العامة في موسكو».

 

«الأطلسي» 

 

وفيما بدا أنه دعم معنوي لأوباما، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن أمس «ندعم قرارات الحلفاء والحلف هو حليف للديمقراطية». واذ أكد ان الحلف لم يتخذ أي قرار بشأن الرد على سورية، شدد راسموسن على أن «هناك توافقا على منع استخدام الأسلحة الكيماوية في المستقبل. وستكون رسالة الرد اقوى بكثير من رسالة عدم الرد»، مشيرا الى أن «هناك الكثير من الأدلة على ضلوع النظام السوري في الهجوم الكيماوي».

 

باريس 

 

وفي باريس، أفاد مصدر حكومي أن الحكومة الفرنسية وضعت في تصرف البرلمان وثائق توضح مسؤولية النظام السوري عن الهجوم الكيماوي. وذكر مصدر حكومي آخر أن الأمر يتعلق بـ»وثائق رفعت عنها السرية» وبعضها «قد ينشر علنا» تمهيداً للنقاش المقرر ان يجري في الجمعية العامة الفرنسية غدا الاربعاء بدون تنظيم عملية تصويت. واستقبل رئيس الوزراء جان مارك آيرولت أمس في مقر رئاسة الحكومة قادة الكتل البرلمانية لاطلاعهم على الادلة قبل دعوة البرلمان لعقد دورة استثنائية.

ورغم الضغوط التي يتعرض لها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أكدت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الفرنسي اليزابيث جيجو أمس أن الحكومة الفرنسية لن تذعن لمطالبات شخصيات من المعارضة بإجراء تصويت في البرلمان على ما إذا كان يتعين اتخاذ إجراء عسكري ضد سورية.

 

«الجامعة»

 

وبعد اجتماع وزراء الخارجية العرب مساء أمس الأول الذي دعا المجتمع الدولي الى التحرك محملا الأسد مسؤولية استخدام «الكيماوي» نفى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أمس في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الليبى محمد عبدالعزيز وجود انقسام عربى حول القرار الذي صدر من وزراء الخارجية العرب، مؤكدا أنه «كان هناك وجهة نظر تمثل 18 دولة تطالب باتخاذ اجراءات رادعة لعدم تكرار هذه الجريمة النكراء والثلاث دول الأخرى، منهم دولة لها وضع خاص وهي لبنان، لم تتحفظ على القرار ولكنها رفضته برمته». 

وأوضح العربي أن «النقطة الأساسية في قرار الجامعة العربية كانت حول دعوة المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته وفقا لميثاق المنظمة وقواعد القانون الدولى لاتخاذ الإجراءات الرادعة واللازمة ضد مرتكبي هذه الجريمة التي يتحمل مسؤوليتها النظام السوري».

 

طهران 

 

إلى ذلك، أبلغ وزير الخارجية محمد جواد ظريف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون استعداد بلاده للتوسط من أجل التوصل إلى «حل سلمي» للأزمة في سورية. ومن بيروت حيث التقى رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) علاء الدين بروجردي أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري بما وصفه «ضبط النفس» الذي تحلى به الرئيس الأميركي ازاء توجيه ضربة عسكرية لسورية.

وقال بورجردي القادم من سورية إلى بيروت بعد يوم على لقائه الأسد «هناك ثلاثة محاور أساسية طرحناها خلال زيارتنا لسورية «الدفاع عن المقاومة وعن سورية، والمعارضة الشديدة والبالغة لأي عدوان عسكري خارجي على سورية، والإدانة البالغة لاستعمال الأسلحة الكيماوية».

(واشنطن، موسكو، طهران،

 بيروت، القاهرة - أ ف ب،

 رويترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top