عرض «عن يهود مصر» بثلاث نسخ في الصالات السينمائية بمبادرة من المنتجة إسعاد يونس، بعدما شاهدت الفيلم الذي شارك في مهرجانات سينمائية وخارجها، وقد دفع النجاح الذي حققته الشركة الموزعة إلى تمديد عرضه، خصوصاً مع عدم وجود أفلام جديدة للعرض بسبب الظروف الاقتصادية التي تعصف بمصر.

Ad

«عن يهود مصر» هو الفيلم التسجيلي الثاني الذي يطرح في دور العرض بعد «التحرير 2011» الذي عرض العام الماضي.

قاعدة جماهيرية

يشير المخرج أمير رمسيس إلى أن مبادرة المنتجة إسعاد يونس لعرض «عن يهود مصر» في الصالات ستفتح الباب أمام مزيد من الأفلام التسجيليّة، بتعبير أدق ستكتسب قاعدة جماهيرية ومع الوقت ستثبت أقدامها.

يضيف أن من الصعب الحكم على نجاح الفيلم من خلال الإيرادات فحسب لأنه لم يطرح سوى بثلاث نسخ، وثمة صورة ذهنية عن الأفلام التسجيلية بأنها «مملة»، مؤكداً أن منح هذه الأفلام فرصة في دور العرض يرتبط بحماسة شركات التوزيع وتحمّلها المغامرة فترة طويلة حتى تتقبل القاعدة الكبرى من الجمهور هذه النوعية.

بدوره يرى السيناريست والمنتج محمد حفظي، مدير «مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية»، أن هذه التجارب تكشف جيلاً جديداً من صانعي السينما، لذا تستحق الإشادة والدعم، متمنياً أن تستقبل دور العرض مزيداً من الأفلام التسجيلية في الفترة المقبلة.

يضيف حفظي أن السينما التسجيلية ليست بديلة عن الأفلام الموجودة في دور العرض، لكن منحها فرصة للعرض التجاري سينمي جمهوراً لها ليس بقليل وسينعكس ذلك على مستوى الأعمال المقدمة، ما يشجع المنتجين على ضخ موازنات أكبر لها.

فضل الثورة

تعزو الناقدة ماجدة موريس الفضل في طرح هذه التجارب السينمائية إلى ثورة 25 يناير، مؤكدة أن السينما التسجيلية أثبتت قوتها وصمودها، إلا أنها تحتاج إلى دعم على المستويات كافة، موضحة أن طرح أفلام تسجيلية أو روائية قصيرة سيجعل الجمهور يتذوق هذا الفن وتتغيّر خياراته ومتابعته للأفلام الروائية الطويلة، مؤكدة أن الأمر سيستغرق فترة زمنية ليست قصيرة ولكنها مهمة، وتتطلب تكاتف أكثر من جهة، لا سيما شركات التوزيع.

أما المخرجة أمل رمسيس فتلاحظ  أن السينما التسجيلية بحاجة إلى مهرجانات أخرى إلى جانب مهرجان الإسماعيلية لتشكل مساحة عرض لصانعي هذه الأفلام، واستحداث قاعات عرض بأسعار مخفضة تشجع الجمهور على ارتيادها مع قاعات العرض الخاصة بالتظاهرات السينمائية.

تضيف أن العراقيل والمشاكل الإدارية التي تواجه صانعي هذه الأفلام تجعلهم يترددون في تقديم أعمالهم، خصوصاً مع اشتراط موافقة الرقابة على السيناريو والحصول على تصاريح في أماكن التصوير.

تعتبر رمسيس أن عرض الأفلام التسجيلية في دور العرض سيشجع المنتجين على تقديمها وسيزيد إنتاجها بشكل لافت، فيتم من خلالها تقديم إبداعات الشباب وعودة مخرجين كبار قدموا في بداياتهم أعمالا تسجيلية ما يعطيها ثقلا.

فرص العرض

يلاحظ المخرج الشاب عماد أرنست أن السينما التسجيلية في مصر تعاني قلة فرص العرض رغم جودتها، لذا يتجه المخرجون قسراً إلى أفلام روائية طويلة لعدم توافر إمكان عرض أعمالهم سوى في المراكز الثقافية والمهرجانات الفنية، فلا يحققون عائداً مادياً أو شهرة.

يعزو تدهور السينما التسجيلية إلى إلغاء فكرة عرض الفيلم التسجيلي قبل عرض الأفلام الروائية الطويلة في دور العرض، كما كان يحدث في الماضي، ما أفقد الحماسة تجاهها، خصوصاً أن المحطات الفضائية لا تهتم بعرض هذه الأعمال.

يضيف أن السينما التسجيلية بحاجة إلى دور عرض خاصة بها كما هي الحال  في الدول الأوروبية ليتمكن المخرجون الشباب من عرض أفلامهم، كونهم غير قادرين على طرحها تجارياً لأسباب عدة.

أما المخرج محمد كامل القليوبي فيوضح أن السينما التسجيلية تعبر عن الواقع أكثر من الأفلام الروائية الطويلة، لذا ثمة ضرورة لعرضها، خصوصاً أن كلفتها المنخفضة تمنح صانعيها فرصة التخلص من القيود المتعلقة برأس المال.

يضيف القليوبي أن الاهتمام بالسينما التسجيلية سينعكس إيجاباً على اختيارات الجمهور وذوقه الذي تأثر بالأعمال الهابطة المعروضة، مؤكداً أن عرض الأفلام التسجيلية في الصالات الموجودة حالياً أو بناء قاعات خاصة لها سيساهم في انتعاشها.