باريس تدعو إلى موقف أوروبي موحد من «التجسس»
سنودن يتخلى عن اللجوء إلى روسيا بعد اشتراطها وقف التسريب... وغالبية الدول ترفض إيواءه
لا يزال الحذر والتشكك يسيطران على الخطوط بين الحليفين وراء ضفتي الأطلسي بسبب قضية التجسس الأميركي التي فجرها الشاب الأميركي إدوارد سنودن، الذي لا يزال عالقاً في منطقة الترانزيت في مطار موسكو، في ظل رفض غالبية الدول الـ21 التي تقدم بطلب للجوء السياسي فيها إيواءه.
دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ موقف مشترك حول المعلومات المتعلقة بقيام واشنطن بالتجسس على حلفائها. وقال هولاند في باريس أثناء لقائه نظيرته الليتوانية داليا غريبوسكايت التي تتولى بلادها حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد "يجب أن تتخذ أوروبا موقفا مشتركاً ومنسقاً حول التفسيرات التي يجب أن نطلبها".وطالب هولاند الولايات المتحدة بـ"التوقف الفوري" عن أي أعمال تجسسية تقوم بها على بلاده والدول الأوروبية، مضيفاً: "لا يمكننا قبول هذا السلوك بين الشركاء والحلفاء".الاتحاد الأوروبيوأعرب رئيس المجلس الأوروبي هرمان فان رومبي أمس عن قلقه الشديد إزاء التقارير الإعلامية حول تجسس الاستخبارات الأميركية على مكاتب الاتحاد الأوروبي الخارجية وفي بروكسل.وقال رومبي أمام جلسة البرلمان الاوروبي التي عقدت في مدينة ستراسبورغ الفرنسية أمس، إن "الاتحاد الأوروبي يحاول التحقق من صحة هذه الاتهامات والادعاءات عبر اتصاله بالسلطات الأميركية، فضلاً عن إجراء مسح أمني شامل، وذلك من خلال مكاتب الخدمات الخارجية"، وأضاف أن "الاتحاد طالب السلطات الأميركية بتوضيح فوري وكامل إزاء هذه الادعاءات".وأكد رئيس البرلمان انه بحث هذه القضية مع الرئيس الأمريكي باراك اوباما، إذ شدد على التزامه بتوفير جميع المعلومات والحقائق للدول الحلفاء. وأوضح انه "لا يمكنني توفير أي معلومات اضافية خلال هذه المرحلة الا انني سأستمر في متابعة هذه المسألة مع التركيز الذي تستحقه".وكان رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز طالب الولايات المتحدة بتقديم توضيح كامل بشأن هذه القضية، مشيراً الى أنه في حالة ثبوت صحتها فإنها ستؤثر بشكل كبير على العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.واستقبل المسؤول الثاني في الدبلوماسية الاوروبية الأمين العام التنفيذي للقسم الاوروبي المكلف العمل الخارجي بيار فيمون السفير الأميركي لدى الاتحاد الاوروبي ويليام كينار أمس الأول ليطلب منه تفسيرات بشأن القضية. طمأنة أميركيةوأكد الرئيس الأميركي باراك اوباما أمس الأول أن الولايات المتحدة ستزود حلفاءها بكل المعلومات التي يطلبونها بشأن هذه المزاعم، وذلك في محاولة لتهدئة غضب القادة الاوروبيين.وقال أوباما خلال جولته في تنزانيا: "جميع أجهزة المخابرات وليس جهازنا وحده بل جميع أجهزة المخابرات الأوروبية والآسيوية وأينما كان جهاز مخابرات فهناك شيء واحد يفعلونه ألا وهو أنها تحاول فهم العالم بشكل أفضل، وما يدور في عواصم العالم من مصادر لا تتوافر عبر نيويورك تايمز، أو إن.بي.سي نيوز"، وأضاف "إن لم يكن هذا هو الحال لما كانت هناك فائدة لأجهزة المخابرات. وأضمن لكم أنه يوجد أناس في العواصم الأوروبية يهتمون بالنقاط التي سأتحدث عنها إذا كنت سأجتمع مع قادتهم بل وربما يهتمون بما تناولته في وجبة الإفطار. ذلك هو عمل أجهزة المخابرات".سنودنورداً على إعلان موقع "ويكيليكس" أمس الأول أن سنودن تقدم بطلب لجوء الى 21 دولة من بينها فرنسا، نفت باريس أمس تلقيها طلباً رسمياً باللجوء من سنودن، الذي تخلى أمس عن طلب اللجوء السياسي الى روسيا بعدما ابلغته موسكو أنه سيكون عليه وقف أنشطة تسريب تقارير الاستخبارات الأميركية كما أعلن متحدث باسم الكرملين أمس للصحافيين.وقال ديميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لقد عدل عن نيته وطلبه البقاء في روسيا". وكان سنودن قدم طلب لجوء سياسي الى روسيا مساء الاحد الماضي، بينما أعلن بوتين أمس الأول أن بإمكانه البقاء اذا أوقف انشطته ضد الولايات المتحدة.وكان سنودن الذي لا يزال عالقاً في مطار موسكو خرج عن صمته أمس الأول للمرة الأولى منذ هروبه إلى موسكو قبل نحو أسبوع قادما من هونغ كونغ، وانتقد إدارة أوباما وأكد إنه لا يزال بإمكانه الكشف عن أمور جديدة بشأن نشاط التجسس الأميركي. وأعلنت النرويج أمس أنها تلقت طلباً باللجوء من سنودن، ولكنها من المرجح أن ترفضه، وأعلنت بولندا انها لن تقبل طلب الشاب الاميركي.كما أعلنت الهند رفضها طلب سنودن. في حين قالت الحكومة الاسبانية انها لم تدرس طلب اللجوء الذي قدمه سنودن، لانه ليس له اي أساس قانوني، لأنه لم يقدم من قبل شخص موجود على الأراضي الاسبانية.وطلب سنودن اللجوء السياسي الى الاكوادور لكن هذه الدولة اكدت ان ليس بامكانها البت بهذا الطلب إلا اذا كان مقدمه على أراضيها.(باريس، ستراتسبورغ، بروكسل، موسكو - أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)