مترو القاهرة... زحام وتكدس وخسائر
منع القطارات من التوقف في محطتي «السادات» و«الشهداء»
تزايدت معاناة أهالي القاهرة، أمس، بعد أن ضربت أصداء الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد مؤخراً، أنفاق مترو الأنفاق، الوسيلة المفضلة لتنقل القاهريين بعيداً عن شوارع عاصمة الشرق المزدحمة، فالأجواء السياسية المشتعلة عطلت سير الحياة في محطات المترو، بصورة أزعجت المصريين، الذين لم يجدوا إلا الرئيس المعزول محمد مرسي وأنصاره لصبّ جام غضبهم عليهم. فتحسباً لأي أعمال عنف يقودها أنصار المعزول، قررت إدارة مترو الأنفاق أمس، منع القطارات من التوقف في محطتي "السادات" و"الشهداء" بميداني "التحرير" و"رمسيس" بوسط القاهرة، لدواع أمنية بعدما استخدمها أنصار "الإخوان" الأسبوع قبل الماضي، في الوصول إلى مسجد "الفتح".
وقالت مصادر أمنية لـ"الجريدة" إن منع توقف قطارات المترو في محطة ميدان "التحرير" بدءاً من يوم 14 أغسطس، راجع إلى التخوف من تجمع أنصار "الإخوان"، في القطارات والصعود إلى ميدان التحرير من أجل الاعتصام به، مما سينتج عنه اشتباكات بينهم وبين رجال الشرطة والجيش الموجودين لتأمين الميدان. وأوضحت المصادر أن معاناة المترددين على المترو، مستمرة منذ أيام، بسبب حظر التجوال، والذي يبدأ في تمام التاسعة مساء، وهو ما ينعكس على محطات المترو، والتي تشهد تكدسا غير طبيعي في الساعات السابقة على الحظر، فالجميع يريد الوصول إلى المنزل قبل سريان الحظر، خاصة أن محطات المترو تشهد مؤخراً إجراءات أمنية مشددة من قبل شرطة المترو، والتي تفتش الحقائب الكبيرة والأشخاص الذين يشتبه فيهم، تحسباً لأي عمليات إرهابية متوقعة بحسب مصادر أمنية، وهي خطة للطوارئ يتم تنفيذها في مثل هذه الظروف، مشيرة إلى أنه طوال الفترات السابقة لم يكن هناك تهديد للمترو كما هو الحال الآن. ورغم حالات التكدس التي تعج بها قطارات المترو يومياً، واستخدام مئات الآلاف له في التنقل بين شوارع القاهرة، التي تعاني تكدساً مرورياً خانقاً، مع استمرار الإغلاق الجزئي لبعض الشوارع الرئيسية، إلا أن هيئة المترو أعلنت تعرضها لخسائر مليون جنيه يومياً، خلال الفترة التي كان حظر التجوال فيها يبدأ في السابعة مساءً، بينما تقلصت الخسارة إلى 700 ألف جنيه يومياً بعد تقليص ساعات الحظر ساعتين.