شهدت جلسة أمس هجوما على الحكومة وعلى النواب الذين غادروا القاعة مع قرب التصويت على قانون تحديد العدد الذي يجب تجنيسه خلال 2013 بألا يقل عن 4 آلاف من غير محددي الجنسية بهدف فقدان النصاب، الأمر الذي اعاد الى الاجواء التكتيكات الحكومية التي كانت تحدث في السابق عند مناقشة القوانين الشعبية، حيث كان الوزراء حسب الاشارة المتفق عليها يغادرون واحدا تلو الاخر، ويبقى الوزير المحلل.

Ad

لكن الوضع اختلف مع المجلس الحالي، اذ كانت الحكومة في السابق عندما تبيت النية لافشال النصاب، فانها تفعل ما تريد، أما أمس، فلم تنجح الا في رفعها مدة ربع ساعة، حيث عادت سريعا بعد 15 دقيقة، وتم حسم الخلاف على القانون المشار اليه بالتصويت، نتيجة إظهار العين الحمراء للمجلس، حيث فعلتها رولا ووقع فيها رئيس الوزراء، الذي لوح النائب حسين القلاف باستجوابه نتيجة النهج الحكومي الذي مارسته الوزيرة ووصفه بالسيئ، قائلا: «ما فينا خير اذا لم يكن لنا موقف».

ورغم اختلاف اسماء الاعضاء فلم يختلف النهج النيابي في التعامل مع القوانين الخاصة بالبدون، فلم يغادر القاعة الوزراء فقط، لكن غادرها بعض النواب، وشوهد المليفي والعتيقي والمري وهم يغادرون القاعة، ولم يلق العتيقي بالا لنداء النواب عليه وأبى الا ان يغادر القاعة، وتزامن مع خروجهم ايضا خروج النائب مشاري الحسيني بمعية وزير الاعلام الشيخ سلمان الحمود.

الحسيني حاول بيان سلامة موقفه وانه لم يغادر القاعة، الا ان النائب هاني شمس أبلغ «الجريدة» بأنه قام بالنداء على الحسيني وقت خروجه مع وزير الاعلام وطلب منه البقاء في الجلسة، الا انه رفض وغادر القاعة.

وزيرة الدولة لشؤون مجلس الأمة رولا دشتي لعبت دور الوزير السابق محمد البصيري عندما كان يشير الى الوزراء بمغادرة القاعة عندما ترغب الحكومة في إفقاد النصاب مع المجلس عند مناقشة القضايا الحساسة، وبينما البصيري كان يوجه الفريق الحكومي بفن، فإن دشتي لم تجد هذه اللعبة، فكانت مكشوفة بتحركاتها للجميع.

موقف رولا جعل البعض «يتحسف» على الاشادة التي حصلت عليها في بداية الجلسة، خاصة من اخواتها النائبات، وهاجمها الجميع نتيجة الايعاز الى الوزراء بمغادرة القاعة، ورفض النواب شكرها للمجلس على تعاونه بعد اقرار قانون تجنيس الاربعة الاف في المداولة الاولى.

رئيس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك الذي كان معتذرا عن عدم حضور الجلسة، حضر على الفور بعد الشرخ الذي سببته الوزيرة بين السلطتين، وبعودته وعودة الحكومة معه واستئناف الجلسة تم تلطيف الاجواء بين الحكومة والمجلس وعادت المياه الى مجاريها.