إنهم يصنعون يومي!

نشر في 10-10-2013
آخر تحديث 10-10-2013 | 00:01
الشهرة والأضواء على الرغم من بعض «المزاعم» تظل شيئاً لذيذاً يرضي غرور الإعلامي، بل لعلها جائزته وترضيته الأكبر، وهي الجائزة التي عند اختطافها منه أو خفوتها عنه ولو قليلاً تشكل له أزمة نفسية وقلقاً، وتجعله يدخل في دوامة التساؤل حول ما إذا كان تأثيره قد تقلص عند الجمهور أو تلاشى!
 د. ساجد العبدلي الكتابة الصحافية والعمل الإعلامي عموماً ليس بالرحلة السهلة السعيدة طوال الوقت، فلهذه المهنة مشاقها ومصاعبها وضغوطها المتواصلة، وهي التي لن يدركها على وجه الدقة بطبيعة الحال إلا أبناء المهنة الحقيقيون؛ لأنهم هم القابضون على جمرها المكتوون بنارها، لكن هذه المهنة تأتي أيضاً ومعها قدر لا يستهان به من الجوائز، التي منها ما هو مادي وما هو معنوي.

بعض الجوائز المادية، والشيء بالشيء يذكر، يفوق التصور في بعض حالات الكتّاب، خصوصاً أولئك واسعي الانتشار من الذين لا يترددون عن تبني وحمل قضايا وآراء أناس آخرين لا يترددون بدورهم عن تقديم الجوائز والهدايا لمن يساعدهم ويخدم قضاياهم، بغض النظر عن إيمان أولئك الكتّاب بتلك القضايا والآراء من عدمه، وبغض النظر عن طبيعة هذه القضايا والآراء، فهذه أمور أخرى، ربما نتحدث عنها يوماً ما.

وفي الناحية الأخرى فمن الجوائز المعنوية التي يهبها العمل الإعلامي لمزاوليه رصيد كبير من الشهرة، وهي التي وإن تذمر منها الإعلاميون وادّعوا أنها سرقت منهم راحة البال وقدراً كبيراً من حرية الحركة والتصرف ببساطة وعفوية لكونهم مراقبين مرصودين طوال الوقت، فإن الشهرة والأضواء على الرغم من كل هذه "المزاعم" تظل شيئاً لذيذاً يرضي غرور الإعلامي، بل لعلها جائزته وترضيته الكبرى، وهي الجائزة التي عند اختطافها منه أو خفوتها عنه ولو قليلاً تشكل له أزمة نفسية وقلقاً، وتجعله يدخل في دوامة التساؤل حول ما إذا كان تأثيره قد تقلص عند الجمهور أو تلاشى!

بالنسبة إلي شخصياً، ولست من يعد نفسه إعلاميا كامل الدسم، فلست سوى كاتب مقال، فإن أعظم جائزة كسبتها من العمل الإعلامي هي محبة الناس وتقديرهم لما أطرحه. نعم، أعترف أني أحب مقدار الشهرة الذي اكتسبته وهو أمر لن أخفيه، لكن أجمل ما في هذا الأمر هو عندما أكون في مكان ما، فيتقدم نحوي من لا أعرف ويصافحني شاكراً إياي على الأفكار ووجهات النظر التي أساهم بها من خلال عمودي في "الجريدة" أو مدونتي أو ظهوري القليل على الشاشة أو حتى من خلال حسابي على "تويتر".

كم يسعدني ويريح نفسي عندما أرى هؤلاء الناس من الفئات المجتمعية المختلفة، مما يعطيني شعوراً بأني قد استطعت أن أحقق هدفي بقدر معقول بأن أكون كاتباً وطنياً متوازناً يخدم قضايا وطنه بمختلف أطيافه دون ميل لفئة على حساب فئة.

حين يصادفني شخص لا أعرفه فيشكرني على ما أكتب، فإنه حينها يصنع يومي، كما يقول التعبير الغربي الشائع "He makes my day". إن لكلمة الشكر المخلوطة بابتسامة طيبة أثر السحر على من يتلقاها، أثر رائع عظيم يدوم لفترة غير قصيرة.

شكراً جزيلاً لكل من منحوني تلك اللحظات الجميلة، وأتمنى أن أظل دوماً عند حسن ظنهم.

back to top