اتخذ الوضع الميداني منحىً خطيراً جداً في سورية أمس، إذ استُخدم السلاح الكيميائي للمرة الأولى ضد المدنيين، الأمر الذي كثيراً ما حذرت منه الولايات المتحدة والغرب منذ بداية الأحداث في سورية منذ أكثر من عامين.

Ad

غداة انتخاب الائتلاف الوطني السوري المعارض، رجل الأعمال السابق غسان هيتو رئيساً لحكومة انتقالية في تصويت أُجري في اجتماع في إسطنبول أمس الأول، بأغلبية 35 صوتاً من بين نحو 50 صوتاً شاركت في الاقتراع، اتهم مصدر رسمي سوري أمس، مقاتلي المعارضة باستخدام أسلحة كيميائية ضد المدنيين في حلب، ما أسفر عن مقتل 15 مدنياً وإصابة عدد آخر.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أمس أن «إرهابيون أطلقوا اليوم صاروخاً يحتوي على مواد كيميائية في منطقة خان العسل بريف حلب وأشارت المعلومات الأولية إلى استشهاد نحو 15 شخصاً معظمهم من المدنيين إضافة إلى عدد من الجرحى».

في المقابل، نفى الجيش السوري الحر أمس، الاتهام، محملاً دمشق مسؤولية هذا الهجوم.

وأفاد أحد الناطقين باسم الجيش السوري الحر لؤي مقداد: «نفهم أن الجيش استهدف خان العسل باستخدامه صاروخاً بعيد المدى ومعلوماتنا الأولية تشير إلى أنه يحوي أسلحة كيميائية». وأضاف أن «هناك الكثير من الضحايا وعدداً كبيراً من الجرحى يعانون من مشاكل في التنفس».

وتابع مقداد: «لا نملك صاروخاً بعيد المدى ولا سلاحاً كيميائياً. لو كان لدينا منها لما استخدمناها في استهداف الثوار»، في إشارةٍ لسيطرة المعارضة على تلك المدينة منذ فترة طويلة نسبياً.

«تصعيد خطير»

من جهته، اعتبر وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أمس، أن استخدام المعارضة لسلاح كيميائي «تصعيد خطير» في مسار الأزمة في البلاد، مطالباً المجتمع الدولي بالادعاء على الدول التي سلحت المعارضة «بأسلحة محرمة دولياً».

وحمل الزعبي حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وقطر «المسؤولية القانونية والأخلاقية والإنسانية عن هذه الجريمة التي ارتكبها الإرهابيون في خان العسل».

تركيا وبريطانيا

وعلى الفور، رفض مسؤول حكومي تركي الاتهام السوري قائلاً إن «هذا اتهام لا أساس له، والحكومة السورية اتهمت تركيا في الماضي أيضاً»، في حين صرحت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية أن «المملكة المتحدة واضحة في أن استخدام الأسلحة الكيميائية أو نشرها سيستدعي رداً جاداً من المجتمع الدولي وسيضطرنا لإعادة النظر في موقفنا حتى الآن».

خطاب هيتو

في هذه الأثناء، رفض رئيس حكومة المعارضة السورية غسان هيتو في خطاب ألقاه في اسطنبول أمس، بعد ساعات على انتخابه، أي حوار مع نظام الرئيس بشار الأسد.

وقال هيتو: «لا يمكن لأي قوة في العالم أن تفرض على شعبنا خيارات لا يرتضيها ونؤكد لشعبنا السوري العظيم أنه لا حوار مع النظام الأسدي».

في المقابل، ورداً على سؤال عما إذا كان إعلان هيتو يعني سقوط مبادرته في شأن الحوار مع ممثلين عن النظام، قال رئيس الائتلاف المعارض أحمد معاذ الخطيب إن «النظام هو من أنهى المبادرة قبل أن يكون هناك رئيس حكومة».

وأوضح أن اقتراحه المشروط للتفاوض مع ممثلين عن النظام الذي أطلقه في نهاية يناير كان من أجل «تخفيف المعاناة عن الشعب السوري وقد حاول البعض في المجتمع الدولي استغلالها من اجل إقامة حوار مع النظام، لكن النظام اسقط المبادرة من الأساس».

وكان مقاتلو المعارضة السورية استولوا أمس فجراً، على مركز للهجانة قرب تل شهاب المحاذية للحدود الأردنية وعلى مركز كتيبة دبابات في ريف درعا في جنوب البلاد، بعد انسحاب القوات النظامية منها إثر اشتباكات عنيفة، بحسب ما ذكر المرصد السوري.

وأفاد مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن المقاتلين المعارضين استولوا أيضاً على مركز كتيبة مدفعية في النعيمة في محافظة درعا الجنوبية بعد معارك عنيفة انتهت بانسحاب القوات النظامية مع الدبابات الموجودة في الكتيبة التي دخلها مسلحو المعارضة.

اتهام العراق

في هذه الأثناء، اتهم مسؤول أميركي رفيع بغداد بغض النظر عن قيام إيران بإرسال تجهيزات عسكرية إلى سورية عبر المجال الجوي العراقي بهدف دعم نظام الرئيس بشار الأسد.

ودعا المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه، العراق إلى تفتيش الطائرات الإيرانية المتوجهة إلى سورية، مشيراً إلى أن واشنطن «قدمت شكوى إلى كل أطراف الحكومة العراقية» حول النقص في إجراءات التفتيش.

وقال: «نحن واثقون، وقد أبلغناهم بذلك، بأنهم سيجدون أجهزة عسكرية وأسلحة وذخائر وأموراً مماثلة».

في المقابل، دان مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، ما وصفه بـ»التدخل الأجنبي السافر في شؤون سورية الداخلية».

وصرح عبد اللهيان: «إن إصرار بعض الدول على إرسال الأسلحة إلى سورية وعدم المساعدة في وقف العنف يُعد تعاوناً مفرطاً وإرهاباً دولياً». وأضاف: «إن الحل في سورية سياسي محض، وأن الشعب السوري لن يسمح للآخرين أن يقرروا عنه من الخارج».

(دمشق - أ ف ب،

رويترز، يو بي آي)

سفن إنزال روسية كبيرة تتوجّه إلى موانئ سورية وإيرانية

أفاد مصدر في هيئة أركان أسطول المحيط الهادئ الروسي، أن سفن إنزال تابعة للأسطول غادرت مدينة فلاديفوستوك أمس، للقيام بمهام الخدمة القتالية بالمحيطين الهادئ والهندي، وستزور موانئ في إيران وسورية.

وصرح المصدر لوكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية، أن «إحدى المهام القتالية لمجموعة السفن التابعة لأسطول المحيط الهادئ، وبينها لأول مرّة 3 سفن إنزال كبيرة، ستكون نقل حمولة إلى الميناء السوري» من دون أن تحدده. وأضاف أن السفن قد تدخل موانئ أخرى في المنطقة بينها مرافئ إيرانية، لافتاً إلى أن سفناً تابعة لأسطول المحيط الهادئ كانت زارت إيران في ديسمبر الفائت. وكان المتحدث باسم أسطول المحيط الهادي رومان مارتوف، أعلن أن مجموعة جديدة من سفن الأسطول توجهت اليوم (أمس) من فلاديفوستوك إلى خليج عدن.

وتضم المجموعة سفينة «الأميرال بانتيلييف» المضادة للغواصات وعلى متنها مروحية وأفراد من مشاة البحرية، و3 سفن إنزال كبيرة هي «الأميرال نيفيلسكي» و«بيريسفيت» و«أوسليابا»، وأيضاً سفينة الإنقاذ «فوتي كريلوف» وناقلة «بيتشينغا».

(موسكو - يو بي آي)