تعرضت جامعة دمشق أمس لقصف بقذائف الهاون أسفر عن مقتل 15 طالباً في كلية الهندسة، وتبادل النظام والمعارضة الاتهامات بشأن الطرف المسؤول عن القصف، في وقت نفت أنقرة ترحيل لاجئين سوريين بعد وقوع اشتباكات بين اللاجئين والشرطة التركية.

Ad

قتل 15 طالباً سورياً أمس واصيب 25 آخرون بجروح جراء سقوط قذائف هاون على كلية الهندسة المعمارية في جامعة دمشق وسط العاصمة، بحسب ما افادت وكالة الأنباء السورية (سانا).

واوضح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض رامي عبدالرحمن إن ثلاثة قذائف سقطت داخل حرم الكلية، في حين سقطت قذيفتان بالقرب منها.

وتشهد العاصمة السورية في الأيام الأخيرة قصفاً متكرراً بقذائف الهاون على مناطق في وسطها، لاسيما بالقرب من ساحة الامويين التي تضم العديد من المباني الرسمية. ونفى «الجيش الحر» المعارض أمس «بشكل قاطع» مسؤوليته عن قصف جامعة دمشق، مؤكداً أن «مصدر القذائف هو الفوج 105 التابع للجيش النظامي في منطقة دمّر».

ودارت أمس اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية على أطراف العاصمة خصوصاً في حي القابون.

واشار المرصد الى اشتباكات عنيفة فجر أمس في «شارع الثلاثين»، الواقع بين مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق وحي الحجر الأسود المجاور له، اضافة الى حي القدم القريب منهما. وتحدث عضو المكتب التنفيذي لـ»الهيئة العامة للثورة السورية» أحمد الخطيب في اتصال مع وكالة «فرانس برس» عن «اشتباكات مستمرة في محيط ساحة العباسيين» شرق العاصمة، على مقربة من حي جوبر الذي يشهد اشتباكات بشكل دائم. واشار الخطيب الى أن دمشق تشهد تصعيداً زاد بعدما التف مقاتلو المعارضة من بلدة عدرا في ريف دمشق، والتي يتسللون منها الى داخل العاصمة.

هدنة سنية ـ شيعية

الى ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الانسان أمس الأول ان مفاوضات ببادرة من اكراد، جرت في شمال سورية بين مقاتلين معارضين سنة ومسلحين شيعة بهدف التوصل الى هدنة ورفع حصار مفروض على قرى شيعية. واوضح المرصد ان «الجهود التي بذلتها وحدات حماية الشعب الكردي» في محافظة حلب «اسفرت عن مصالحة بين اللجان الشعبية المسلحة في بلدتي نبل والزهراء اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة من بلدات وقرى حريتان وحيان وماير وعندان التي يطقنها مواطنون من الطائفة السنية».

واضاف المصدر ذاته ان هذه المفاوضات جاءت «بعد اشتباكات متقطعة وحصار لعدة اشهر لبلدتي نبل والزهراء من قبل الكتائب المقاتلة حيث كانت المواد العذائية تنقل الى البلدتين عبر حوامات عسكرية او خلال مقايضة مع بعض حواجز الكتائب المقاتلة في المنطقة». وتابع المرصد: «اتفق الجانبان على الاجتماع خلال الايام القادمة من اجل توقيع اتفاق نهائي بينهما».

تركيا واللاجئون

في سياق آخر، نفت وزارة الخارجية التركية أمس ترحيل لاجئين سوريين قسراً من مخيم حدودي بعد اشتباكات وقعت امس الأول بين اللاجئين والشرطة العسكرية التركية وقالت إن ما بين 50 و60 شخصا عادوا الى سورية طوعا. وقال المتحدث باسم الوزارة لفنت جومروكجو امس: «عاد بعض الناس منذ الليلة الماضية (ليل الاربعاء ـ الخميس). الأعداد تقترب من 50 أو 60 وربما شارك بعضهم في استفزازات أمس (الاربعاء) لكنهم عادوا بإرادتهم الحرة».

وكانت وكالة انباء الاناضول ذكرت أمس الأول أن الشرطة التركية استخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق متظاهرين غاضبين في مخيم للاجئين السوريين هاجموا قوات الأمن بعد وفاة طفل في حريق. وقد وقع الحادث في مدينة اكتشاكالي بمحافظة سانليورفا (جنوب شرق) التي تؤوي 25 الف سوري. وتجمع عشرات المقيمين في المخيم الذين كانوا ينتقدون ظروف اقامتهم بعد حريق اندلع صباح الاربعاء في خيمة واسفر عن مقتل طفل وجرح ثلاثة آخرين، ورشقوا الشرطة بالحجارة. واضافت الوكالة ان شرطة مكافحة الشغب التي استدعيت للدعم، قمعت المتظاهرين بعنف. واصيب متظاهر بجروح طفيفة خلال المواجهات، كما اوضحت الوكالة.

وعبرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة امس عن قلقها البالغ من تقارير بشأن ترحيل أعداد كبيرة من السوريين من تركيا وقالت إنها تحدثت مع السلطات التركية بشأن المسألة.

مجلس الأمن

وعبر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في وقت متأخر من مساء أمس الأول عن القلق بشان انتهاكات متكررة لخط وقف إطلاق النار بين سورية ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل والخطر الذي يتعرض له جنود الأمم المتحدة لحفظ السلام هناك بسبب تصاعد الصراع في سورية.

وشكل الصراع المسلح صعوبات متزايدة لقوة الأمم المتحدة لمراقبة الفصل بين القوات (يوندوف) وعددها 1000 فرد. وأوقف جنود المنظمة الدولية الذين يراقبون الخط الفاصل بين القوات دورياتهم هذا الشهر بعد أن احتجز مقاتلون من المعارضة 21 مراقباً فلبينياً ثلاثة أيام. وقال بيان للمجلس: «عبر أعضاء مجلس الأمن عن القلق البالغ لجميع انتهاكات اتفاق الفصل بين القوات»، مضيفاً أنه عبر أيضاً عن «القلق البالغ لوجود القوات المسلحة للجمهورية العربية السورية داخل المنطقة الفاصلة والقلق البالغ لوجود أعضاء مسلحين من المعارضة في المنطقة الفاصلة».

(دمشق، أنقرة، نيويورك ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)