شارك الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله شخصياً عصر أمس الأول، في إحياء يوم القدس العالمي، في احتقال أقامه الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، في ظهور علني هو الأول له منذ سبتمبر الماضي، في حين تحدث رئيس الحكومة السابق سعد الحريري مباشرة عبر الشاشة، أمام سلسلة إفطارات أقامها تيار «المستقبل» الذي يتزعمه، في عدد من المناطق اللبنانية.

Ad

ووجّه نصرالله الشكر إلى إيران وسورية على «كل ما قدمتاه من اجل فلسطين»، مؤكدا أن الشيعة لن يتخلوا عن القدس، ومشدداً على  «أولوية» الصراع العربي الإسرائيلي وعلى أن «زوال إسرائيل» هو مصلحة وطنية لكل دول المنطقة.

وانتقد أمين عام «حزب الله» بشدة  الدول التي تدعم «الجماعات والتيارات التكفيرية» في العالم الإسلامي، قائلاً إن «كل من يرعى الجماعات والتيارات التكفيرية على امتداد العالم الاسلامي ويدفع بها إلى ساحات القتال والقتل في أكثر من بلد هو الذي يتحمل بالدرجة الأولى مسؤولية كل المصائب والدمار الحاصل، والذي يقدم أكبر وأعظم الخدمات لإسرائيل وأميركا في المنطقة». ودعا نصرالله إلى «وعي المخاطر وبذل الجهود المضنية في كل بلد لحل مسائله بالحوار السياسي الداخلي ووقف نزيف الدم، من سورية إلى تونس إلى ليبيا إلى مصر إلى البحرين إلى العراق إلى باكستان وأفغانستان والصومال».

وانتقد نصرالله ما اعتبرها حملات «التحريض المذهبي» ضد الشيعة في العالم العربي، معتبرا أن الهدف منها أن «ينسى الشيعة فلسطين». وقال: «نريد أن نقول لكل عدو وكل صديق، نحن شيعة علي بن ابي طالب في العالم لن نتخلى عن فلسطين ولا عن شعب فلسطين ولا عن مقدسات الأمة في فلسطين».

 

الحريري

 

وبعد وقت قليل من خطاب نصرالله، أطل الحريري عبر الشاشة من مقر إقامته في السعودية، ليخطب أمام إفطارات «المستقبل»، حيث رأى أن «سلاح حزب الله فقد صلاحيته» في مواجهة اسرائيل لاسيما بعد مشاركته في القتال إلى جانب قوات النظام السوري».

وقال الحريري: «المنطق بشأن الاستراتيجية الدفاعية القائم على حاجة لبنان إلى سلاح المقاومة (في إشارة الى حزب الله) في مواجهة المخاطر الإسرائيلية باعتباره سلاحاً يحقق توازن الرعب مع العدو، هو منطق نرى من جهتنا انه فقد صلاحيته». 

إلا ان رئيس الحكومة السابق أبدى استعداده لمواصلة الحوار، مؤيدا موقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان في اعتبار ان «الوقت حان» لمناقشة مسألة سلاح الحزب بعدما «تخطى الحدود». وأوضح: «حزب الله قال انه مستعد للحوار، ونحن نقول لفخامة الرئيس إننا مستعدون للحوار في أي وقت يدعو ليه».

ودعا الحريري إلى تشكيل حكومة جديدة لا يشارك فيها حزب الله أو «تيار المستقبل» بسبب الخلافات الكبرى بين الطرفين. وقال: «نحن مستعدّون أن نضحي، وألا نشارك في الحكومة. ضَحّوا أنتم، مرة واحدة، خصوصاً وأنكم تخرجون للتو من سنتين شكلتم خلالهما حكومة لوحدكم».

ورأى الحريري أن «الصواريخ التي استهدفت محيط القصر الجمهوريّ ووزارة الدفاع (الخميس الماضي) هي رسالة إرهابيّة وهدفها النيل من رموز الدولة والإطاحة الكاملة بإعلان بعبدا».