«قررت الانضمام إلى إخواني في رابعة العدوية إلى حين عودة مرسي الرئيس الشرعي للبلاد»، عبارة كتبها قراصنة الإخوان على صفحة الفنانة المصرية الشابة زينة، ما سبب لها انزعاجاً وغضباً واندهاشاً، لا سيما بعدما اتصل بها أصدقاؤها وجمهورها وعاتبوها، مستفسرين حول التغيير المفاجئ تجاه مرسي. فما كان منها إلا أن أكدت عدم علمها بالأمر، وأنها حاولت الدخول إلى صفحتها لكنها فشلت، فأيقنت أن أنصار الرئيس المعزول اخترقوها.
تقول في هذا السياق إن هذه الأفعال الصبيانية لا تليق بجماعة وحزب حكما مصر «أم الدنيا»، معلنة نيتها استرداد صفحتها بالسبل كافة، لأنها ترفض سرقتها بهذه الطريقة، مؤكدة أنها ستفضح أولئك المتمسحين بالدين الإسلامي.تضيف زينة أنها لا تحب الخوض في السياسة ولا تريد أن تشغلها عن الفن، لذا استغربت اختراق صفحتها، علماً أن فنانين كثراً هم أعداء للإخوان أقوى منها. تتمنى زينة أن تنتهي المرحلة الانتقالية الصعبة التي تمر بها مصر، وأن تعود الأمور إلى الأفضل وأن يعمل كل شخص من دون خوف أو قلق أو تهديد من أي فصيل أو جماعة.كراهية وحقدتعرضت منة فضالي بدورها إلى سرقة حسابها الشخصي على «فيسبوك» من أنصار الرئيس المعزول الذين وضعوا صورة للدكتور مرسي مكتوبة أسفلها عبارات تؤكد أن صاحبة الحساب تناصر «المعزول».فور سرقة حسابها الشخصي، أدركت منة أنها وقعت فريسة أفعال مشينة من أنصار {المعزول} تثبت أنهم لا يناصرون الديمقراطية أو حرية الرأي... مبدية أسفها على هذه الأفعال التي وصفتها بالإجرامية.تلفت فضالي إلى ازدياد الكراهية والاحتقان لدى المواطنين تجاه تلك الجماعة بسبب هذه الأفعال، متسائلة: لماذا ينشغل أنصار «المعزول» بالخوض في حياة الفنانين الشخصية وتداول أسرارهم الشخصية؟ تضيف أن تلك الفعلة زادت من كراهيتها للدكتور مرسي وعززت إيمانها بثورة 30 يونيو، خصوصاً أن تلك الانتفاضة الشعبية خلصت المصريين من الجماعة الإرهابية.بعدما عمد مخترق صفحته تشويه سمعته من خلال نسب صور شخصية له كُتب عليها «فضيحة جنسية لكاريكا»، نفى المغني عصام كاريكا صلته بهذا الحساب الشخصي، مؤكداً أنه لم يستخدمه منذ أكثر من ثلاث سنوات، علاوة عن أن الصور التي نشرها المخترق تم تركيبها بالـ «فوتوشوب».يقول كاريكا في هذا السياق: «لا يهمني أي أمر من هذا القبيل، فأنا لا أحب الخوض في السياسة من الأساس، على رغم عدم رضاي عن فترة حكم الرئيس المعزول التي امتدت سنة»، مشيراً إلى أن هذه الأعمال تزيد من الاحتقان تجاه تلك الجماعة.كبت شديدتوضح الطبيبة النفسية فيفيان أحمد فؤاد أن الأشخاص الذين يحسبون على تيار الإسلام السياسي وجماعة «الإخوان المسلمين» بالتحديد، يعانون كبتاً شديداً تجاه الفن، فهم لا يعرفونه وإذا عرفوه فلا يعملون به من مبدأ أنه عيب وحرام، ويحقدون على العاملين فيه لأنهم يتمتعون بتأثير واسع وصيت ذائع، مشيرة إلى أن معظم أنصار مرسي يعملون في مهن تتعلق بالإلكترونيات والآلات والماديات ولا يهتمون بالفن.تضيف أن اختراق الإخوان لصفحات الفنانين والسيطرة عليها، وكتابة شعاراتهم عليها، تشبه الاعتداء على الصحافيين ومحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي، «فهم تربوا على السرية التامة والعمل في الظلام، لذا يحقدون على المشاهير الذين يعملون في النور ولا يخشون أحداً ويقولون رأيهم بصراحة ويعشقون الحرية، ولا ينتظرون مشورة أحد قبل التفوه بأي كلمة، ولا يوجد لديهم مرشد أو قائد يوجههم يميناً أو يساراً». تشير إلى أن أنصار «المعزول» يعانون اضطراباً في الشخصية بسبب صعوبة استرخائهم، فهم طوال الوقت مشدودون ولديهم ميول للشجار والعنف عند أي تهديد، ولا يستوعبون أن ينتقدهم أحد، بالإضافة إلى عدم إحساسهم بالفكاهة، مستشهدة بكثير من قياداتهم ذوي الوجوه العابسة «الذين لم نرهم مرة يضحكون أو يتبادلون النكات».مرارة الهزيمةيرى الناقد الفني أحمد سعد الدين أن تصرفات أنصار «الإخوان المسلمين» تجاه الفنانين أمر طبيعي، خصوصاً أن هؤلاء ساهموا في سقوط الإخوان وحكم الرئيس المعزول، وقادوا أكبر المسيرات، وانتقدوا الإخوان بشكل لاذع، على رغم استهانة الإخوان وأنصار تيار الإسلام السياسي بفئة الفنانين، ووصفهم الفنانات بالراقصات والعاهرات والداعرات.يضيف: «يشعر أنصار {المعزول} بالقهر ومرارة الهزيمة تجاه الفنانين والإعلاميين والمشاهير، لا سيما أن من يطلق عليهم لقب «شيوخ» كانوا يهاجمون الفنانين ويطالبون بقتلهم وجلدهم وإغلاق دور السينما وإلغاء الإنتاج الدرامي، لذا أرادوا الانتقام منهم على خلفية عزل رئيسهم في 30 يونيو، بعدما شعروا بأن هؤلاء هم السبب في إسقاط رئيسهم وجماعتهم إلى الأبد.بدوره، لا يستبعد الناقد الفني كمال القاضي الأفعال الحمقاء من هذه المجموعة التي تعاني في الأساس ضحالة فكرية وفنية وإبداعية، لذا تشعر بالضغينة والحقد الدفين تجاه الفنانين والمبدعين.يضيف القاضي: «تأتي هذه الأفعال بردود فعل سلبية تجاه أنصار «المعزول» فهم يظهرون أمام الجميع بصورتهم الحقيقية، ولا يدّخرون وسيلة في سبيل الوصول إلى هدفهم، حتى لو كان ذلك اختراق صفحة شخصية على الإنترنت»، مؤكداً أن هذه الأفعال تزيد الفنانين صلابة وإبداعاً وتشعرهم بأنهم على صواب وأن الطرف الآخر يعاني مرارة الهزيمة.يصف هذه الأفعال بأنها مرحلة النفس الأخير و»خروج الروح من الجسد»، لذا يفعلون أي شيء في سبيل مقاومة الموت سياسياً.
توابل - مزاج
قرصنة في سبيل مرسي أيام الاعتصام...
19-08-2013