جاءت تصريحات الإمام الأكبر، شيخ الأزهر، أحمد الطيب، فجر أمس، لتعيده إلى قلب المشهد السياسي، في مواجهة الإرهاب والعنف، الذي تقوده جماعة "الإخوان المسلمين" وأنصارها، عقب إطاحة الرئيس محمد مرسي، مما أسفر عن سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى، ليشنّ الطيب أعنف هجوم له على جماعة "الإخوان"، منذ عزل مرسي، وهو ما لاقى استحسان مختلف القوى المدنية.
موقف شيخ الأزهر، وإن جاء متأخراً إلا أنه كفيل بإعادته إلى الواجهة، بعدما وجَّه خطابه مباشرة إلى جماعة "الإخوان" قائلاً، في بيان رسمي: "مشاهد العنف لن تكسب استحقاقاً لأحد، والشرعية لا تكتسب بدماء تسيل ولا بفوضى تنتشر في البلاد والعباد"، داعياً قيادات الجماعة إلى الحوار بقوله "نحن على ثقة كبيرة في أنّه لاتزال هناك فرصة، ولايزال هناك أمل ومتسع للكثيرين منكم، ممن لم يثبت تحريضه على العنف والتخريب أن يجنح إلى السلم وأن يتداعى إلى الجلوس على مائدة الحلّ السلمي". وبينما أشاد الطيب، برجال القوات المسلحة والأمن، نظراً إلى دورهم في الأزمة، وصف الفترة التي تمر بها البلاد مؤخراً بـ"الأيام العصيبة"، والتي "تقوم عليها أنظمة أجنبية، وتتورط فيها أيادٍ داخلية مضللة". تصريحات شيخ الأزهر، جاءت بعد طول صمت، جعل بعض القوى المدنية والوطنية تتشكك في مواقف الإمام الأكبر، ونيته الانحراف عن غالبية الشعب المصري، بالانحياز لجماعة "الإخوان"، إلا أنه بموقفه الجديد حسم الأمر، وأكد صحة موقفه في 3 يوليو الماضي، بجوار وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وعدد من رموز السياسة والوطنية، لإعلان إطاحة الرئيس، استجابة لرغبة غالبية المصريين. وبينما أشادت الرئاسة المصرية، بتصريحات شيخ الأزهر، لخَّص المعارض البارز حمدين صباحي موقف القوى المدنية من بيان الطيب بتوجيه التحية إلى الأخير عبر موقع "تويتر": "تحية للإمام الأكبر منارة الاعتدال والوسطية والتسامح الرشيد ونبذ العنف والوحدة الوطنية ورفض الإملاءات الأجنبية".
دوليات
شيخ الأزهر... مواقف متأخرة تُعيده إلى الواجهة
19-08-2013