وضع الجيش المصري الرئيس محمد مرسي على شفا السقوط بإنذار وجّهه أمس الفريق أول عبدالفتاح السيسي، مانحاً إياه 48 ساعة فقط، تنتهي عصر غد، لتحقيق مطالب الشعب. وأكد الجيش في بيانٍ أصدره أن القوات المسلحة ستعلن بعد انتهاء المهلة عن "خارطة مستقبل"، وإجراءات تشرف عليها، بمشاركة "جميع الاتجاهات الوطنية المخلصة".

Ad

واستقبل ميدان التحرير البيان بهتافات ترحيب، معتبراً أن الثورة ضد جماعة "الإخوان" تقترب من الانتصار، بينما عقد مكتب إرشاد الجماعة اجتماعاً لتدارس الرد.

واعتبرت قوى سياسية البيان الذي ألهب حماس ملايين المصريين، مقدمة لسحب البساط من النظام الحاكم، مُستجيباً لمطالب القوى السياسية، المطالبة بتولي رئيس المحكمة الدستورية منصب رئيس الجمهورية، خلال فترة انتقالية لا تتجاوز 6 أشهر، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، برئاسة شخصية توافقية تعبر عن الثورة، وتشكيل لجنة لتعديل الدستور، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

وفي حين وجّه البيان تحية إلى الشعب المصري، لافتاً إلى أنه شعب كريم "لم يجد من يرفق به أو يحنو عليه"، حلقت طائرات للجيش فوق ميدان التحرير رافعة العلم المصري، بينما استمر عناد مؤسسة الرئاسة، التي لم تعلق حتى عصر أمس، على تظاهرات مليونية حاشدة امتلأ بها ميدان التحرير وميادين مصرية عدة، مكتفية بتصريحات المتحدث الرسمي باسم الرئاسة عمر عامر الذي أعلن أمس الأول بلهجة حادة تمسك الرئيس بالحوار الوطني، رافضاً الرضوخ لمطالب المعارضة بالتنحي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

في هذه الأثناء، كررت حملة "تمرد" بعد بيان الجيش دعوتها إلى مليونية "الإصرار" اليوم للزحف إلى قصر القبة، رافعة شعاراً واحداً هو سقوط النظام، بينما تعالت هتافات ميدان التحرير بهتاف "هو يمشي... مش هنمشي"، عقب بث البيان، مرحبةً بموقف الجيش، وواصفة إياه بأنه قرار بإطاحة نظام مرسي وجماعته، بينما أعلن خمسة وزراء استقالتهم من حكومة الدكتور هشام قنديل، ذات الأغلبية الإخوانية، كما استقال محافظا دمياط والإسماعيلية.

في المقابل، انخفضت أعداد المتظاهرين المؤيدين لمرسي في ساحة "رابعة العدوية"، عقب بث بيان الجيش، ودعت المنصة الرئيسية إلى الجهاد لإنقاذ الشريعة وإطلاق النفير العام في غياب تام لرموز التيار الإسلامي، في حين تعالت الأصوات غاضبة وهي تهتف "يسقط حكم العسكر".

وبينما اعتبرت حركة سحب الثقة من الرئيس مرسي (تمرد) بيان القوات المسلحة انحيازاً للشعب، دعا المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمين" محمد بديع قيادات مكتب الإرشاد إلى اجتماع عاجل مساء أمس، لمناقشة تطورات الأوضاع، عقب بيان الجيش.

وتوافد مئات الآلاف مساء أمس إلى ميدان التحرير، وأعلنت المنصة الوحيدة بالميدان استمرار الاعتصام حتى يسقط النظام، وتوقعت مصادر مطلعة، أن تصل أعداد المتظاهرين إلى أكثر من عشرة ملايين، بعد "انتفاضة 30 يونيو" التي شارك فيها حسب تقديرات غرفة عمليات القوات المسلحة أكثر من 17 مليون مصري.

وكان متظاهرون غاضبون أشعلوا النيران فجر أمس في المقر الرئيسي لـ"الإخوان" في ضاحية المقطم، ثم اكتشفت أجهزة الأمن وجود قنبلتين تمكنت من تفكيكهما بدا أن أعضاء الجماعة تركوهما بعد انسحابهما، وبعد أن أطلقوا النيران على المتظاهرين أمام المقر ما أسقط 8 قتلى، كما تمكنت الشرطة من ضبط 3 فلسطينيين قيل إنهم قناصة تابعون لحركة "حماس" في عقار قريب.

من جانبه، حثَّ الرئيس الأميركي باراك أوباما، حكومة الرئيس المصري محمد مرسي على العمل مع المعارضة وبذل المزيد من الجهد لتنفيذ إصلاحات ديمقراطية. وقال إن المساعدة الأميركية لمصر تعتمد على مثل تلك المعايير. وأضاف خلال مؤتمر صحافي في تنزانيا التي يزورها ضمن جولة إفريقية، إن الولايات المتحدة قلقة بشأن العنف في مصر وتحث كل الأطراف على العمل للتوصل إلى حل سلمي.