من المسؤول الأول عن دخول أي مواطن أو مقيم الى حالة المعمعة المرورية التي تعيشها البلاد منذ سنوات؟ ومن المسؤول ايضا عن تأهيل هذا القادم الجديد الى الشارع المروري، واعداده بشكل جيد، بحيث يكون عنصرا جيدا، ويساهم ولو بشكل بسيط في حل ازمة المرور، أو يدخل الشارع بفكر متدن ويزيد تعقيدات الازمة، التي ليست بحاجة لأي تعقيدات اضافية، لأن ما فيها الكثير، وتنبعث من عدة عوامل أصبحت من خلالها المشكلة الرئيسية في البلاد؟

Ad

هذه العوامل كثيرة ومتداخلة، منها سوء التخطيط والفساد الاداري وتداخل السلطات وغيرها من العوامل، لكننا سنتوقف عند جزئية صغيرة في أعين المعنيين عن مشكلة المرور، وفي اذهان الباحثين عن حل لها، لكنها كبيرة جدا في ذهن واعين كل من يتابعها، وهي مخرجات الشارع المروري، وبتفصيل أشمل الأشخاص الذين حصلوا على رخص قيادة من مواطنين ومقيمين، واصبحوا جزءا من المشكلة اليومية، من المسؤول عن تأهيلهم واختبارهم؟

إدارة التعليم

المسؤول الاول عن تأهيل قائد المركبة هو ادارة التعليم في الادارة العامة للمرور، التي تتبعها اقسام اختبار القيادة في المحافظات الست، فضلا عن مدارس تعليم القيادة الخاصة، والتي تشرف عليها ادارة التعليم بقيادة مديرها العقيد جمال اللهو ومساعده العقيد وائل الكندري، وهما من القيادات المرورية التي يشار لها بالبنان.

وعمل اللهو والكندري بكل جد من اجل تطوير التعليم، بمساعدة رؤساء اقسام الاختبار وضباط ادارة التعليم، رغم فقر الظروف المتاحة لهم، لكن هذه الظروف متاحة لمواقع أخرى في وزارة الداخلية دون حساب، ولأن قيادات المرور في ادارة التعليم مؤمنون بأنهم شركاء حقيقيون في حل ازمة المرور، وان ادارتهم تعتبر المسؤولة الاولى عن مخرجات الشارع فهم يعملون بصمت ودون ضوضاء، رغم مرارة ما يقع عليهم من ظلم واضح.

ويواجه العاملون في اقسام اختبار القيادة، سواء الضباط أو الافراد، مشكلات عديدة، أولاها الموت والاصابة في كل اختبار لاي متقدم، واذا افترضنا ان عدد المختبرين يوميا 50 فإن الفاحص يموت 50 مرة في اليوم، نظرا لانه يتعامل مع شخص يقود مركبة للمرة الاولى، خصوصا ان الجهات المسؤولة عن التدريب بحاجة لتدريب.

بدل خطر

ويدخل السائق قسم الاختبار والفاحص بحالة ترقب، وينتظر القادم الجديد الذي ربما انهى حياته او تسبب له في اعاقة دائمة، لذا قد يكون من المقترحات المطلوبة لمساعدة الفاحصين على أداء عملهم على أكمل وجه توفير وزارة الداخلية بيئة عمل مناسبة لأقسام الاختبار التي عفا عليها الزمن وذلك لحمايتهم من الخطر الداهم القادم مع المختبر المجهول الذي لابد من اختباره بشكل دقيق حتى يكون عنصرا فاعلا في حل ازمة المرور، ولا يتم اختباره بشكل عشوائي حتى ينقذ الفاحص حياته.

وبعد نجاة الفاحص من الموت دهسا يدخل في دوامة الموت من الامراض التي تصيبه من طبيعة عمله في العوامل الجوية المتقلبة، خصوصا اننا نتمتع بأجواء مناخية لا يتحملها الا الفاحص نفسه، لانه إذا اقترحت على أحد قيادات المرور العمل مدة ساعة واحدة مكان الفاحص لقدم استقالته من وزارة الداخلية.

إضافة إلى ذلك، فإن الفاحص عليه تحمل عادم المركبات وحرارة المحرك وحرارة الجو وضغوط الواسطة وعقلية المختبرين، الذين لا يجيد اغلبهم حتى اللغة العربية، وكل هذا بدون اي بدل مالي، أو بدل خطر، أو بدل تلوث، أو بدل طبيعة عمل، والأدهى من ذلك ان هناك من يدعي ان ضباط وافراد اقسام الاختبار لا يعملون ومرفهون، وانهم تواجدوا في هذا المكان بالواسطة، لكن الحقيقة ان هؤلاء هم من تواجدوا في مواقع تصرف فيها البدلات، وحتى اللحظة لا يعرفون اين مقار اعمالهم؟!