كشفت مصادر مطلعة في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عن استمرار هدر المال العام، من خلال استثمار المهمات الرسمية لبعض القياديين في الوزارة، على حساب مصلحة العمل، مشيرة إلى أن الوزارة تصر على ارتكاب مثل هذه المخالفات الواضحة، في ظل وجود سياسة التنفيع لبعض المقربين من قيادات الوزارة.

Ad

وأوضحت المصادر لـ«الجريدة» ان خير دليل على هذه الفوضى قيام الوزارة قبل أيام بإيفاد عدد من القياديين إلى ألمانيا للمشاركة في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب (الدورة الخامسة والستين)، الذي بدأ 9 الجاري ولمدة خمسة أيام، متسائلة عن جدوى هذه المشاركات التي لا تعدو كونها مشاركة سياحية فقط، لاسيما ان الوفد المشارك في هذا المعرض يضم ثمانية أشخاص هم وكيل مساعد وخمسة مديرين ومراقبين.

مخصصات مالية

وأبدت المصادر استياءها الشديد من استمرار الهدر المالي غير المبرر، خصوصا ان وزارة الأوقاف تعتبر من أكثر وزارات الدولة مشاركة في المؤتمرات والندوات الخارجية، إذ تحرص الوزارة على التواجد في تلك الفعاليات وإن كان على حساب مصلحة العمل.

ولفتت إلى أن أكثر من يرتكب هذه المخالفات بعض الوكلاء المساعدين الذين يحرصون على المشاركة في المهمات الخارجية، والاستفادة من مخصصاتها، بغض النظر عن نوعية المؤتمرات والندوات التي تقام خارج البلاد، مبينة أن آلية اختيار المشاركين غالبا ما تكون لاعتبارات شخصية بعيدة عن مصلحة العمل والفعالية التي تشارك فيها الوزارة.

دخل إضافي

وذكرت المصادر ان المخصصات المالية لهذه المهمات أصبحت دخلا إضافيا لبعض القياديين أو المقربين منهم، خصوصا ان هذه المهمات باتت حكرا على أسماء محددة، مبينة ان هذه التجاوزات تعد مخالفة صريحة تتطلب معالجة جذرية من قبل قيادات الوزارة.

وتمنت ان يتم وضع آلية محددة يتم خلالها اختيار الأعضاء المشاركين في المهمات الخارجية،و يكون المعيار الأول فيها التخصص بجميع المهمات الرسمية، بدلا من الوضع الحاصل حاليا الذي يعتبر محاصصة، إذ إن المهمات تعتبر مناصفة بين بعض التيارات المسيطرة على قطاعات الوزارة، بينما يتم تجاهل غير المنتمين إلى أي طرف لأسباب غير مفهومة.