تلعب الدورات الصيفية التي ينظمها معهد الكويت للأبحاث العلمية سنويا، منذ أكثر من 37 عاما، دورا مهما في إتاحة الفرصة لطلاب المرحلتين الثانوية والجامعية في اكتشاف الذات وتنمية روح البحث العلمي لديهم، إلى جانب كونها فرصة مواتية لإشباع الميول العلمية للطلاب ومساعدتهم على تنمية مواهبهم العلمية والبحثية، إلى جانب غرس روح المعرفة والبحث العلمي وحب الإطلاع لدى أجيال المستقبل وشغل أوقات فراغهم أثناء العطلة الصيفية وإكسابهم المهارات البحثية اللازمة لمواكبة التطور العلمي والتكنولوجي الذي يشهده العالم. وخلال الفترة من 12 أغسطس الماضي وحتى 12 سبتمبر الجاري نظم المعهد الدورة التدريبية الـ36 تحت شعار «التنوع البيولوجي... أساس الحياة»، حيث تم التركيز على التنوع البيولوجي بشكل عام إلى جانب التركيز على علم الجينات والهندسة والأحياء.  ولأول مرة في تاريخ الدورات الصيفية تمت إتاحة الفرصة هذا العام لذوي الاحتياجات الخاصة للمشاركة في الدورة، حيث تم تدريبهم على التنوع البيولوجي والزراعة التجميلية الداخلية وتنسيق الزهور وتدوير النفايات. وتعتبر الدورات الصيفية التي ينظمها المعهد بمثابة مصنع لباحثي المستقبل، حيث يتم اكتشاف مواهبهم وصقلها، وتخرج من هذه الدورات عشرات من القيادات الحالية في الدولة ومنهم على سبيل المثال لا الحصر وزير التربية وزير التعليم د. نايف الحجرف.

Ad

كشفت الباحثة في مركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية في معهد الكويت للأبحاث العلمية د. حنان الخليفة عن مبادرة حكومية في المعهد لدراسة سبل تأهيل ذوي الإعاقات الخاصة من المصابين بمتلازمة الداون وذوي الإعاقات الذهنية وتوفير فرص وظيفية لدمجهم مع أقرانهم في المجتمع.

وقالت الخليفة في تصريح لـ"الجريدة" إن المعهد يخطط لإنشاء وتأسيس مبنى لذوي الاحتياجات الخاصة يضم العديد من البرامج الخاصة بهم.

وأوضحت الخليفة وهي مديرة الدورة الصيفية الـ36 التي انطلقت في المعهد يوم الثاني عشر من أغسطس الماضي وتستمر حتى الثاني عشر من شهر سبتمبر الجاري أن المعهد يعقد دورته التدريبية الصيفية السادسة والثلاثون لطلبة وطالبات المرحلتين الثانوية والجامعية هذا العام تحت شعار "التنوع البيولوجي... أساس الحياة"، مشيرة إلى أن المحور الأساسي لدورة هذا العام يتعلق بالتنوع البيولوجي وعلم الجينات والهندسة والأحياء.

وكشفت أن المعهد يفكر خلال الدورة الصيفية المقبلة بزيادة أعداد ذوي الاحتياجات الخاصة، مشيرة إلى أنه تم إعطائهم كورسات باللغة الإنكليزية لتنمية مهارتهم اللغوية بالتعاون مع جامعة الكويت.

روح التنافس

وذكرت أن الدورات الصيفية التي ينظمها المعهد تهدف إلى بث روح التنافس بين شباب المستقبل وإتاحة الفرصة لهم للاستفادة من الفرص القيمة التي يوفرها المعهد للشباب والباحثين وذلك لإشباع الميول العلمية للطلاب ومساعدتهم على تنمية مواهبهم العلمية والبحثية، إلى جانب غرس روح المعرفة والبحث العلمي وحب الاطلاع لدى أجيال المستقبل وشغل أوقات فراغهم أثناء العطلة الصيفية وإكسابهم المهارات البحثية اللازمة لمواكبة التطور العلمي والتكنولوجي الذي يشهده العالم في الوقت الحاضر بما يعود عليهم وعلى وطنهـم بالنفع وسعة الاطلاع.

واعربت الخليفة عن فخر المعهد بأنه، لأول مرة في تاريخ الدورات الصيفية، تمت إتاحة الفرصة لذوي الاحتياجات الخاصة للمشاركة في الدورة بالتعاون مع جمعية أولياء أمور المعاقين ومركز الداون ومدرسة النبراس، حيث يتم تدريب ذوي الاحتياجات الخاصة على التنوع البيولوجي والزراعة التجميلية الداخلية وتنسيق الزهور وتدوير النفايات.

شروط القبول

وعن شروط القبول بالدورة لطلبة المرحلة الثانوية، قالت الخليفة: "يقتصر القبول على طلبة الصف العاشر والحادي عشر (علمي) سواء من المدارس الحكومية أو الخاصة، وألا يقل معدل الطالب في منتصف العام الدراسي عن 75 في المئة وأن يكون كويتي الجنسية ويتجاوز المقابلة الشخصية، أما بالنسبة لشروط القبول للطلبة الجامعيين فهي ألا يقل المعدل عن جيد، وأن يكون أنهى السنة الثانية من الجامعة أو السنة الأولى من كلية الدراسات التكنولوجية من الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، وألا يكون مسجلا في الفصل الصيفي، وألا يقل المعدل العام عن جيد جدا لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي، وأن يجتاز المقابلة الشخصية".

وقالت إن الدورة الصيفية الحالية ضمت 99 طالبا وطالبة من المرحلة الثانوية، و61 طالبا وطالبة من المرحلة الجامعية، إلى جانب مشاركة 13 طالباً من دول الخليج كالإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، كما تم قبول 13 طالبا من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة لمتلازمة الداون وهو ما يؤكد حرص المعهد وإيمانه بالدور الفعال الذي يمكن لذوي الاحتياجات الخاصة القيام به في الجانب العلمي والبحثي.

وأوضحت الخليفة أن المعهد نظم عشرات المحاضرات وورش العمل التدريبية لتقوية اللغة الانكليزية، ومحاضرات علمية حول الطاقة المتجددة وأهميتها، إضافة إلى محاضرات علمية حول الموضوع الأساسي للدورة وهو التنوع البيولوجي، كما تم تعليم الطلبة على أسس علم الهندسة وعلم الجينات، مشددة على أن الدورة سعت أيضا إلى تنمية مهارة إجراء البحوث العلمية وكيفية شرحها وتقديمها للجمهور بشكل صحيح ومتقن، كما سعت إلى تنمية اللياقة البدنية من منطلق أن العقل السليم في الجسم السليم وذلك من خلال تخصيص ساعات لمزاولة الأنشطة الرياضية.

وأشارت الى أن إدارة الدورة كانت حريصة على إشراك هذه الفئة في أعمال غير خطرة مثل تنسيق الزهور والزراعة وبعض الحرف اليدوية وإعادة تدوير البيئة والرسم على الفخار، إلى جانب تعليمهم مبادئ التنوع البيولوجي والحفاظ على البيئة.

مهارات فائقة

من جانبها، دعت مدربة ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن فعاليات الدورة التدريبية شيماء القلاف جميع وزارات الدولة ومؤسساتها وهيئاتها للاستفادة من ذوي الاحتياجات الخاصة خصوصا من فئة الداون، مؤكدة أن هذه الفئة تتميز بمهارات فائقة.

وقالت القلاف لـ"الجريدة" إن المدربين يقومون بتدريب هذه الفئة على النجارة والعديد من المهارات الأخرى، مشددة على أنهم يتصفون بقيم إنسانية عالية جدا.

وأوضحت أن هذه الفئة تستطيع إعطاء المجتمع الكثير، فهم يتميزون بطاقات متفجرة، وضربت مثالا على ذلك بالطالب حامد الفيلي الذي يعمل في شركة فيفا في مجال الكمبيوتر ومشعل الرشيد وهو بطل اولمبي في السباحة والغوص.

وأشارت القلاف إلى أن المعهد قام بتدريب الـ13 طالبا من فئة "الداون"، إلى جانب تنظيمه لرحلات ترفيهية لهم في نادي الرماية ومتحف السيارات وجامعة الكويت والجمعية الكويتية لحماية البيئة، بهدف تنمية قدراتهم العلمية وتنمية الذات لديهم، مؤكدة أن المعهد نظم العديد من المحاضرات لهذه الفئة حاضر فيها أساتذة ومتخصصون من خارج المعهد.

وأشارت إلى أن بعض المشاركين من ذوي الاحتياجات الخاصة لديهم مهارات متميزة جدا في السباحة والغوص وبعضهم متميز جدا في برامج الكمبيوتر، مؤكدة أنها "مندهشة بقدراتهم والتزامهم واستجابتهم خلال المحاضرات وورش العمل".

وأكدت القلاف أن أولياء الأمور أبدوا سعادتهم الغامرة من الدورة الصيفية، مشيرة إلى حجم الاستفادة الكبرى التي قدمتها هذه الدورة سواء للطلاب أنفسهم أو ذويهم، لافتة إلى أن 5 مشرفين إداريين ومدربين رافقوا الطلاب خلال الدورة التي استمرت ثلاثين يوما.