التوافق العلمي والاجتماعي شرط الزواج الناجح

نشر في 19-03-2013 | 00:01
آخر تحديث 19-03-2013 | 00:01
No Image Caption
كيف يمكن المحافظة على علاقة زوجية دافئة تعود بالخير على الزوجين وعلى الأبناء، وتبعد عن العائلة المشاكل وتسرب الملل إلى أفرادها؟
لا شك في أن الوجدان والتفكير والسلوك أبرز العوامل لنجاح العلاقة الزوجية، بالإضافة إلى مجموعة من النصائح يوجهها خبراء نفسيون في سياق التحقيق التالي.
يلفت العالم النفسي د. أحمد عكاشة إلى أن الزواج أحد أشكال التفاهم والمشاركة العاطفية والفكرية، من هنا يعتبر أن العاطفة أساس الحياة الزوجية، والوجدان بمشتقاته حافز أساسي للاستمرار في علاقة قوية مع شريك العمر، محذراً من العواقب الوخيمة على الأبناء وإحساسهم بعدم الأمان  في حال تزعزعت العلاقة بين الأب والأم.

يؤكد عكاشة على أهمية التوافق العقلي والاجتماعي بين الزوجين، ويحدد معيار الزواج الناجح بالتشابه الثقافي والفكري والعلمي، «يصعب على الزوج الذكي معاشرة امرأة متواضعة الذكاء، والعكس صحيح، وقد ثبت أن الزيجات غير المتكافئة تنتهي معظمها بالفشل، بينما التقارب الوجداني والسلوكي والقيمي يؤسس لحياة زوجية مستقرة نفسياً واجتماعياً».

يضيف: «في الزواج لا يوجد ما يسمى بالشخصية القوية والضعيفة، إنما ثمة سمات تبرز في موقف معين، وأخرى تحتاج إلى محيط آخر لتتحقق، لا يمكن أن أستعين بشخصية انطوائية خجولة وأوكل إليها عملا يتصل بالجمهور، أو بشخصية انبساطية لتعمل في مختبر أبحاث، وكلما توافقت السمات مع الشخصية الأخرى يحدث تناغم بين الطرفين».

 للتغلب على الفتور ينصح عكاشة بضرورة بذل الزوجين جهداً لتغيير رتابة الحياة ومنع تفاقم المشاكل، الابتعاد عن بعضهما البعض فترة من الزمن ليشتاق كل منهما إلى الآخر فيصبح الحوار بينهما أكثر عاطفة وحميمية. يشير إلى أن وجود الأبناء يساهم في توجيه شحنة الوالدين العاطفية إليهم، لكن لا ينفي ذلك وجود زيجات ناجحة من دون أبناء.

تقارب عاطفي

تعزو د. رحاب العوضي (خبيرة نفسية) تزايد شكوى الأزواج من الملل والفتور إلى غياب الاستقرار النفسي  كمرادف للحب والعاطفة، عدم توثيق العلاقة الزوجية بالتفاهم  والمصارحة، عدم وعي أن هذا الرباط المقدس أهم سماته العطاء المتبادل والتسامح والرحمة والتفكير العقلاني في معالجة المشكلات التي قد تحدث بين حين وآخر، تجنب الشجار كسلوك لأنه ينهي الخلاف، بل يتجاوز بتأثيراته السلبية الزوجين إلى الأبناء.

تضيف: «غالبا ما تكون الزوجة الطرف الأضعف في الخلافات الزوجية، فترزح  تحت التوتر والاكتئاب والشعور بالملل والنفور، في هذه الحالة على الزوج إدراك طبيعة الأضرار النفسية التي يحدثها الشجار العنيف على زوجته، ومحاولة تجنب الخلاف بالنقاش الهادئ والاحتواء بالعاطفة والحنان ومشاعر الحب الصادقة.     

تنصح العوضي الزوجين بالتقارب العاطفي، وأن يبادر كل طرف ناحية الآخر بأسلوب هادئ، كي لا يحدث فتور بينهما، وينتج ما يسمى «الفراغ العاطفي» الذي يؤدي إلى شجار من جانب الزوجة وهروب الزوج من المنزل.

وتحذر العوضي من تداعيات حالة الملل والفتور بين الزوجين وتأثيرها السلبي على الأبناء وإصابتهم بالتوتر والاكتئاب، وقد يبحثون عن الحب المفقود خارج نطاق الأسرة... أما الحل، برأيها،  فيكمن بتوثيق العلاقة الزوجية بالمصارحة والتسامح وتغيير روتين الحياة اليومي، وقضاء أوقات الفراغ  في التنزه بدلا من المكوث في المنزل.

توافق عقلي ووجداني

يركز د.عبد المحسن علام (اختصاصي الأمراض العصبية والنفسية)، على التوافق العقلي والوجداني كعامل أساس في استمرار الحياة بين الزوجين والابتعاد عن الأنانية والتسلط، يقول: «قد يشعر أحد الطرفين، سواء الزوج أو الزوجة، بنوع من التعالي على الطرف الآخر، هنا يبدأ  الفشل والانهيار، والسماح بتدخل أطراف أخرى لفض النزاع، ما يؤدي إلى  تراكم الضغوط النفسية على الزوج أو الزوجة، وصعوبة في استعادة الصفاء الداخلي».

 يضيف: «الأساس في العلاقة الزوجية معرفة الجوانب النفسية المهمة لهذا الارتباط، التوافق الفكري والاجتماعي بين الطرفين، المصارحة والمواجهة  والإنصات الجيد بين الزوجين».

ويحذر علام من تفاقم الخلافات الزوجية، لأنها تؤدي إلى طريق مسدود، واستحالة العشرة بين الطرفين، وتمتد تأثيراتها النفسية المدمرة إلى الأبناء وتؤثر على مستقبلهم، فيفتقرون إلى أساليب عقلانية لمواجهة المشكلات الزوجية التي قد تصادفهم في المستقبل.

يلاحظ أن «المرأة بطبيعتها تحتاج إلى الحنان والمشاعر الدافئة، هنا يأتي دور الزوج  في إشاعة البهجة داخل المنزل، ترك أعباء العمل خارج عائلته، الاهتمام بأطفاله، مناقشة المشكلات بهدوء... هكذا تتعزز الثقة المتبادلة بين الطرفين وينمو الحب ويتحقق الشرط الجوهري من الزواج كعلاقة شرعية تنهض على المودة والرحمة.

back to top