د. محمد الصباح... و«استبدال النوايا بالأفعال»

نشر في 13-02-2013
آخر تحديث 13-02-2013 | 00:01
 د. ندى سليمان المطوع "الجبهة الداخلية قوية ومتماسكة، وما كان انطلاق الكويت إلى الخارج إلا لإحكام سياج دفاعي ودبلوماسي لحماية البلد، فالجيش والشعب الموحد محل افتخار"... د. محمد الصباح نائب رئيس الوزراء السابق ووزير الخارجية عام 1994.

أجمل ما في عملي تحت مظلة المجال الأكاديمي والبحثي هو مجاورة مكتبة جامعة الكويت ومراكز المعلومات المختلفة، والتعرف بشكل مستمر على "كنوز الباحثين" من وثائق ومقابلات تستحق المطالعة، ومن بين تلك الأوراق لفت نظري لقاء بالسفير الكويتي لدى الولايات المتحدة الشيخ الدكتور محمد صباح السالم نشرته صحيفة "القبس" في 23 مارس 1994.

يتحدث من خلاله الدكتور عن "الفرص والتحديات" آنذاك، فيرى أن ما كان يسمى بـ"دول الضد" آنذاك، مؤشر لإعادة الكويت لعلاقاتها، وما تريده الكويت يمثل إرادة الشعب، وهو أن تدعو تلك الدول النظام العراقي إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن، وتطبيق القرارات الدولية.

وأما عن الصراع العربي- الإسرائيلي، فيفخر بحضور الكويت لمؤتمر "مدريد للسلام"، وهو المؤتمر التاريخي لدعم عملية السلام، ويحرص على نهج الكويت في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. وفي إجابته عن السؤال الخاص بتركيا التي أصبحت اليوم لاعباً جديداً في الشرق الأوسط، يذكر الشيخ محمد في ما يخص العلاقات الكويتية- التركية أن الموقف التركي ثابت وواضح وقوي، وعندما زار رئيس مجلس الأمة (أحمد السعدون آنذاك) تركيا التقى بسليمان ديميريل، الذي أعلن مساندة تركيا للشعب الكويتي.

وعند قراءة رأيه في الشأن الإيراني، نراه يقول "العلاقة مع إيران... ننظر للأفعال وليس النوايا... وعلى إيران أن تكون أكثر حساسية وإيجابية تجاه دول الخليج".

ما سبق أخي القارئ لم يكن إلا مقتطفات من حديث لشخصية دبلوماسية وشريكة في صنع القرار السياسي وبناء العلاقات الخارجية خلال الفترة الحرجة عام 1994، وهي مرحلة مهمة لنا كباحثين، لأنها تساهم في فهم وتوثيق التغيرات التي مرت بها منطقة الخليج في المرحلة الأولى بعد انتهاء الحرب الباردة.

اليوم وبعد سنوات من العمل يطفو الهم الاقتصادي على السطح، وذلك عبر الجرعات الاقتصادية المركزة التي يزودنا بها الشيخ محمد خلال محاضراته المختلفة، ومنها التي بثتها جامعة لندن للاقتصاد أخيراً، والتي حذر خلالها من "المرض الهولندي"، وهو الإفراط في استخدام الموارد الطبيعية مقابل إنتاجية ضعيفة، ذلك المصطلح الاقتصادي الذي ابتكره الهولنديون لوصف الانحدار في قطاع الصناعات بعد اكتشافهم للغاز الطبيعي، والتي نتج عنها الزيادة المفرطة للواردات. ويستمر الدكتور اليوم في الدعوة إلى المحافظة على سلامة النظم المالية لدول الخليج، لحمايتها مما يسمى بـ"لعنة الموارد".

وأخيراً...

أخي القارئ نقول اللهم احفظنا من "لعنة الموارد" و"الأمراض الهولندية"، وسخّر لنا نظاماً إدارياً جيداً يستفيد من خبرة أهل العلم والمعرفة.

back to top