حكام الخليج... احذروا الهزات الارتدادية!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
وفي الكويت، التي أتابع أحوالها كمتخصص ومعني بالشأن العام فيها، فإن السُلطة بعد أن تجاوزت مرحلة ما أطلق عليه "الحراك الشعبي" بانتصار بارز، بسبب الأخطاء الرهيبة لذلك الحراك، واعتماده على قواعد طائفية وقبلية، وخضوعه لنزعات شخصية لرموزه، جعلت السُلطة في حالة استرخاء وعدم مبالاة قادتها مرة أخرى لنفس ممارساتها السلبية السابقة، واللعب مع أطراف تحالفاتها القديمة التي تتداول عليها ضمن مناوراتها السياسية الخطيرة التي تفرز حالياً حالة السخط الشعبي المتنامي بسبب تفجر قضايا فساد كبيرة، كان آخرها تأخر مشاريع حيوية عن الإنجاز في موعدها، مثل مستشفى جابر، وإلغاء بناء 4 مستشفيات جديدة، والكلفة المبالغ فيها لمشاريع صغيرة، كما راج عن مشروع "فتحة الجابرية"، وانفجار قضايا الإسكان، وتضخم إيجارات السكن الخاص، وتلاشي شعارات التنمية والمشاريع الكبرى دون إنجاز، إضافة إلى طريقة تعيينات المجلس البلدي مؤخراً التي ترسخ العقلية التقليدية للسُلطة.وضع الأنظمة الخليجية بعد توقف هزات زلزال الربيع العربي، وما آل إليه حال الدول العربية، التي مر بها ذلك الزلزال، يعتبر رائعاً ومطمئناً للأسر الملكية الخليجية، لكن المتفحص للأمور يجب أن يعلم أن مرحلة التغيرات الكبرى في المنطقة ليست في نهايتها، بل مازالت في بداياتها، وعليه يجب أن تحذر أنظمة الخليج العربي من الهزات الارتدادية التي ربما تضرب منطقتنا، ويكون وقعها أشد وأقسى مما حدث لدى الآخرين، فمازال جيل الشباب الخليجي لم ير إصلاحات جدية في أوطانه في ما يخص استقلال القضاء، وكشف الذمة المالية، وفصل مالية الدولة عن السُلطة، وكذلك التجارة عن الحكم، وتحقيق العدالة الاجتماعية والتوزيع المنصف للثروة التي تتراكم لدى حكوماتهم، ومازال هذا الجيل قلقاً على مستقبله والتطورات التي قد تحدث في سوق الطاقة، الذي يمكن أن يهدد دخله الوحيد من النفط، لذا فإن حالة الاسترخاء، التي تعيشها أنظمة الخليج، تخفي حالة أخرى من الغليان تحت السطح قد تنفجر في أي لحظة.