أميركا تقول "لا بد من عقاب النظام"

Ad

يردّ النظام: "جاهزون للرد"!

ليس بعيداً عن صوت النظام وهو "يقذف" جملته السابقة، صوت مآذن المساجد الحلبية ومنها المسجد الأمويّ الكبير، وهي تنهار جرّاء قصف صواريخ النظام لها،

وصورة ملء شاشة التلفزيون للوجوه الحلبية المذعورة في الشوارع والملاجئ،

وصورة أخرى للذعر ظاهرة على جدران البيوت الحلبية المقصوفة،

تلك البيوت التي كانت تحتضن ساحاتها نوافير على حافة أحواضها تخلع الزهور ثيابها كل مساء.

لم يبق من تلك البيوت سوى "يُتمٍ" يبحث عن مأوى كل ليلة في أحدها، هذا "اليُتم" لم يُفارق رائحة "الأطباق الحلبيّة" المشهورة في مطعم "قصر الوالي" بحي الجديدة!  

وقد طال أيضا... وجوه الأقمشة في دكاكين سوق "خان الحرير"، والقطن في  دكاكين "خان الوزير"، كما استوطن "اليُتم" قلب الياسمين الدمشقي في ريف دمشق،

كل تلك الصور على شاشة التلفزيون التي رافقت صوت النظام، يجمعها غير "اليُتم" صوت واحد: صوت جريان نهر الدماء السورية، هذا هو الصوت الوحيد الذي لم يغب مطلقا عن أي صورة يبثها الإعلام للمشهد السوري منذ ما يقارب السنتين!

"جاهزون للرد"!

صوت السيد "وليد المعلم" حين قالها في مؤتمره الصحفي كان هادئاً خلافا لما عهدنا من كل الكذابين العرب الذين سبقوه كالسيد أحمد سعيد أو السيد الصحاف، أو حتى من بقي من رفاقهما!

هل مبعث ذلك الهدوء الثقة الناتجة عمّا يراه من صور في وسائل الإعلام  تُظهر قوة النظام على بطش "الأعداء" السوريين؟ أو ربما... صور تلك الدماء السورية التي "حلّلتها" مخابرات أو مختبرات النظام فأثبتت فسادها لإصابتها بفيروس الكرامة، فقررت إهدارها. وللحقيقة فإن النظام لم يقرر إهدار ذلك "الدم السوري" الفاسد فقط، بل زيت الزيتون أيضاَ! فقد "قايضه" خلال الثورة الشعبية بالدجاج المجمّد الإيراني!    

السيد "المعلّم" يعرف ذلك قطعاً، فقد أقرّت الحكومة السورية أن صادراتها من زيت الزيتون خلال الأشهر الخمسة الماضية توجه معظمها إلى الدول "الصديقة" وعلى رأسها إيران، بموجب الاتفاق الموقّع بين البلدين على "الاستيراد عبر المقايضة"!

وقد اتبع النظام مؤخراً هذا النوع من الاتفاقات لتوفير حاجاته الاساسية لضمان استمرار عمل آلته العسكرية على الأراضي السورية.

ومن خلال هذا الاتفاق قدّم النظام ما يبلغ 100 ألف طن من زيت الزيتون من مجمل إنتاجه السنوي السوري لهذا العام البالغ 175 ألف طن، مقابل قيام إيران بتزويد سورية بــ:الدجاج المجمّد!

وعلى ذكر الدجاج المجمّد أعود لصوت السيد "وليد المعلم"، إن لصوته فعلاً تلك الرائحة الزفرة للدجاج المجمّد قبل غسله!  

تلك الرائحة لا تُشبه ما اعتدنا من أقرانه الكذّابين، تلك الرائحة المقرفة ناتجة ربما بسبب كثرة عدد من مضغوا تلك الكذبة قبل "المعلّم"، وعدد مرات مضغها، منذ الاحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية في الجولان وحتى هذه اللحظة، منذ ذلك الوقت والإعتداءات الإسرائيلية تتكرّر، وتلك الكذبة تتكرّر، ولا شيء سواها:

"جاهزون للرد"!

سيُعَاقب النظام حتماً، بغضّ النظر عن حجم العقوبة، ولكنها ستتم في عقر داره، وستمر العقوبة بلا أدنى إحساسٍ من النظام بالإهانة، كما يعلم السيد "المعلّم"،

وربّما يعلم لاحقاً هذا السيد "المجمّد" أن جبروت النظام، وقوته، وبأسه، وشراسته في الدفاع عن أمن سورية وكرامتها موجّه فقط ضدّ السوريين الذين يُقايض إهدار دمهم بالدجاج الإيراني المجمّد!