أكد الكاتب أسعد الفارس أن الانتساب إلى منطقة نجد يعني الأصالة والفصاحة العربية، مستعرضاً نماذج من الكتابات الأدبية التي سلطت الضوء على نجد عبر عصور متفرقة.

Ad

جاء ذلك ضمن ندوة أدبية نظمتها رابطة الأدباء الكويتيين في مقرها بمنطقة العديلية بالتنسيق مع المنتدى الثقافي لخريجي محافظة دير الزور، والتي تمحورت حول معالم نجد في الأدب العربي وأدار الجلسة أمين عام رابطة الأدباء صالح المسباح.

بداية، استعرض المسباح ملامح من السيرة الذاتية للضيف، متوقفاً عند أبرز محطاته الأدبية والمهنية، ثم ثمّن الكاتب أسعد الفارس دور رابطة الأدباء الكويتيين في احتضان أنشطة اتحاد كتاب سورية الأحرار الذي تم إشهاره قبل بضعة أشهر، مشيراً إلى أن مفردة نجد تعني ما ارتفع عن الأرض وجمعه نجاد أو أنجد ونجود، والنسبة إليه نجدي، ويقال فلان طلاع أنجد وطلاع الثنايا إذا كان سامياً لمعالي الأمور، واستعرض جزءاً من نص الشاعر حميد الضبي الذي يقول فيه: «وقد يقصر القل الفتى دون همه/ وقد كان لولا القل طلاع أنجد.

وأضاف: «أما عند ياقوت الحموي فتعني قفاف الأرض وصلابتها وما غلظ منها، وأشرف ما ارتفع من الأرض. ونجد المقصودة موقعها في قلب شبه الجزيرة العربية التي يقسمها العرب إلى خمسة أقسام رئيسية هي كالتالي: تهامة والحجاز واليمن ونجد والعروض، معتمدين في التقسيم على طبيعة التضاريس والتنوع والاختلاف في المناخ».

 ويورد المحاضر بيتاً قاله الشاعر عمرو بن كلثوم في شعره عن جبال طويق التي تطوق نجد: «وأعرضت اليمامة واشمخرت/ كأسياف بأيدي مصلتينا.

هوى نجد

كما استعرض بعض النصوص الأخرى التي تناولت هذه المنطقة مستذكرا ما قاله الشاعر جرير بن عطية الخطفى: هوى بتهامة وهوى بنجد/ فيلتئم التهائم والنجود.

وفي حديث عن مكانة نجد لدى الأدباء والكتاب، يلفت إلى أنه ما قرأ كتاباً في تراث العرب، إلا وجد لنجد نصيباً فيه، ولا كتاباً من كتب الأدب إلا وجد وصف نجد يحتل مكانة بارزة فيه، إضافة إلى موقعها الجغرافي على الخارطة في قلب الجزيرة العربية، وفيه النبات والهواء والماء والأحياء في صور ومشاهد أدبية رائعة، معتبراً أن العرب ترجموا هذا الإعجاب عبر نتاج أدبي منوع.

كما أشار إلى أن الانتساب إلى نجد يعني الأصالة والفصاحة العربية بأجمل معانيها فالرحالة الأجانب ذكروا ذلك عن أهل نجد، فقد وصفت الرحالة البريطانية آن بانت الرجل النجدي أنه جنتلمان الجزيرة العربية وذكرت أن العيلات من بدو القصيم كانوا يرافقون القوافل التجارية أيام العهد العثماني إلى الشام والعراق وكانوا محط احترام كل القبائل التي يمرون بها في طريقهم إلى الشمال لأمانتهم وصدقهم.

نفحات الحرم

وأورد الفارس جانباً من بعض الكتابات، مستذكراً ما ذهب إليه الشيخ علي الطنطاوي في كتاب «من نفحات الحرم» متسائلا: «وهل في معجم القومية كلمة أظهر وأكبر وايسر من كلمة نجد؟ دار العرب ومثابة الهوى وملهمة الشعراء»، أما الكاتب عبدالوهاب عزام فكتب عن نجد قال: «نجد ملعب الصبا والنعامي ومنبت العرار والخزامى ومرتع الشعراء تجاوبت أرجاؤها بأسفارهم ورددت غدرانها ورياضها أخبارهم، بلاد أمرؤ القيس وطرفة والحارث بن حلزة واوس بن حجر وزهير وعنترة ومنشأ جرير والفرزدق.

قدم المحاضر نماذج شعرية منوعة لشعراء عاشوا في عصور مختلفة عبروا عن عاطفتهم تجاه هذه الأرض، منه ما أنشده الشاعر فؤاد شاكر: «سائلوا نجداً ومن في أرض نجد/ من بنى التاريخ في عز ومجد/ وانشقوا منها عبيراً عاطرا/ من أفاويح ونسرين ورند.

ثم فتح باب النقاش، وأشاد بعض الحضور بقيمة المحاضرة، متسائلين عن جوانب أخرى توثق لهذه البقعة من الأرض.

 وبدوره، تمنى الباحث طلال الرميضي رصد ما كتبه الرحالة الأجانب عن منطقة نجد لاسيما أن ثمة إرثا كبيرا ومنوعا في هذا الاتجاه، أما العماني محسن الكندي اقترح التركيز على القبائل التي استوطنت نجد ثم رحلت إلى أماكن أخرى.