بعد أقل من 24 ساعة على بدء دمشق تنفيذ تهديداتها العسكرية على ما أسمته «العصابات المسلحة داخل الأراضي اللبنانية»، أتى الردّ اللبناني أمس، عبر رئيس الجمهورية ميشال سليمان، الذي اعتبر أن «القصف الجوي السوري داخل الأراضي اللبنانية انتهاك مرفوض للسيادة اللبنانية»، مكلفاً وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور توجيهَ رسالة احتجاج إلى الجانب السوري بهدف عدم تكرار مثل هذه العمليات.

Ad

في غضون ذلك، يبدو أن لبنان تجاوز «قطوع» الفتنة التي أطلت برأسها بعد الاعتداء الذي تعرض له أربعة مشايخ من دار الفتوى في الخندق الغميق والشياح، وذلك بفعل مسارعة بعض القيادات السياسية والدينية إلى تدارك انعكاسات الحادث، بعد أن استشعرت مدى خطورته، وعملت على محاصرته من خلال دعوات التهدئة وضبط النفس.

وقال الرئيس سليمان أمس، إن «حادث الاعتداء على المشايخ الأربعة بذرة ومشروع فتنة»، منوها بـ«تصدي الجميع للفتنة، بما في ذلك موقف الطائفة السنية وباقي الفرقاء الذين تركوا للجيش البحث عن المعتدين»، مشيراً إلى أنها «حادثة بشعة يجب ألا تتكرر ويجب معالجتها». وشدد على أنه «من المهم ألا يتدخل أحد للإفراج عن المعتدين، لأنه من الواجب محاكمتهم وعدم توفير أي غطاء لهم يوفر هذه الحماية».

إلى ذلك، أشار مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني أمس، إلى أن «من دبروا الفتنة ووقفوا وراء من قام بها، ظنوا أنها ستمتد ولكن خاب ظنهم»، لافتاً إلى أن «جهةً ما قد تكون قامت بشراء من قام بالاعتداء على المشايخ، وهذا الأمر نضعه رهن التحقيق».

ورأى المفتي، بعد لقائه وفداً من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في دار الفتوى، أن «ما حدث إنذار مبكر، والفتنة بدأت عام 1860 بأطفال يلعبون مع بعضهم»، مشيراً إلى أن «هناك اليوم من يدبر الفتنة، ونحن بالمرصاد لأن القتال بين السنة والشيعة أو بين المسلمين والمسيحيين سوف يوقع الفتنة الكبرى».

وأكد قباني أن «لبنان لن يكون بمنأى عما يجري في سورية، والعراق خاصة، الذي أصبح نموذجاً للحرب الأهلية، ولا يمكن أن يصار إلى ترتيب دول المنطقة من أجل النظام العالمي الجديد مع بقاء الحكومات»، معتبراً أن «لبنان سيدخل في هذه الفتنة، فيجب أن نعي هذه المؤامرة، ونحن جنباً إلى جنب سنة وشيعة، ومسلمين ومسيحيين، ولا أحد لديه قرار بأن تقتل طائفة طائفة أخرى».

وأشار إلى أن النائب العام التمييزي القاضي حاتم ماضي وعده بأنه سيضعه في نتائج التحقيقات أولاً بأول «لأنه ربما تجرى محاولات لاستغلال حادثة الاعتداء على المشايخ هذه لإيقاع الفتنة».

وكان ماضي أمر صباح أمس بتوقيف سبعة أشخاص للاشتباه في اشتراكهم في الاعتداء على المشايخ الأربعة في بيروت.

واشتبه في أربعة من الموقوفين باعتدائهم على الشيخين في منطقة البسطا التحتا، والثلاثة الآخرين في الاعتداء على الشيخين في منطقة الشياح، والموقوفون هم: ح.ح.، ح.ق، ب.ع.، ح.ب، ع.م، ط.م.، وح.م.