الأفلام الشعبية تتنافس على عيدية موسم الأضحى
يشهد موسم عيد الأضحى السينمائي حضوراً مكثفاً للأفلام الشعبية، وهي: {القشاش}، {8%}، {عش البلبل}، ويشاركها في المنافسة أفلام الموسم السابق في مقدمها {قلب الأسد}.
هل المناخ السياسي السيئ الذي يرمي بثقله على الشارع المصري يدفع صنّاع الأفلام الشعبيّة إلى تقديمها باعتبار أنها ترفيهية وتعتبر حاجة للمواطن وسط الظروف المحيطة به؟ أم استسهال وتقديم أفلام لا تتطلب كلفة إنتاجية عالية؟ هل ثمة علاقة بين نسبة نجاحها جماهيرياً وتحقيقها إيرادات وبين عرضها في مواسم الأعياد؟ {القشاش} تأليف محمد سمير مبروك، إخراج إسماعيل فاروق، بطولة محمد فراج وحورية فرغلي وهبة مجدي، {8%} تأليف إبراهيم فخر، بطولة: أوكا وأورتيجا وشحتة كاريكا ومي كساب، إخراج حسام الجوهري الذي يعرض له فيلم {عش البلبل}، تأليف سيد السبكي بطولة: سعد الصغير، دينا، كريم محمود عبد العزيز، ومي سليم.
أما {قلب الأسد}، فمن بطولة محمد رمضان وحسن حسني، تأليف حسام موسى، وإخراج كريم السبكي الذي يوضح لـ {الجريدة} أن نجاح هذه النوعية من الأفلام يدفع صنّاعها إلى الاستمرار في تقديمها، مشيراً إلىأن عوامل نجاحها تنقسم إلى قسمين: الأول يتعلق بجماهيرية البطل، والثاني يعتمد على قصة الفيلم وأسلوب تنفيذها، وهو ما توافر في {قلب الأسد}، وشجع القيمين عليه على استمرار عرضه في موسم عيد الأضحى، فأعدوا له إعلاناً جديداً يجذب الجمهور الذي لم يشاهده. ترفيه وتسليةيوضح المخرج اسماعيل فاروق أن 80% من الشعب المصري يفضل الأفلام الشعبية، ويضيف: {لا نقدم أفلاماً لتحقيق ربح مادي وحسب، بل لأن القاعدة العريضة من الشعب تفضلها، خصوصاً أولئك الذين يتجولون في الشوارع، طوال أيام العيد، باحثين عن وسيلة ترفيه يدفعون عيديتهم فيها مقابل الاستمتاع بها}، ويتساءل: {أليس من حقهم أن نعبر عنهم في أعمال سينمائية؟ وطالما أنها تحقق نسبة متابعة كبيرة، لماذا نحرم هذه الطبقة التي تعيش ظروفاً حياتية صعبة من مشاهدتها، لنبرهن لها أننا نشاركها ونعرف قدر معاناتها؟}يؤكد ألا معايير معينة يتبعها في تقديم الأفلام الشعبية، لكن في الأعمال التي تعرض في الأعياد يراعي رغبة الجمهور في مشاهدة قصة جيدة، مع أغنية لطيفة، ولا مانع من أن يحتوي الفيلم على رقصة، {فلا يشعر المتفرج بأنه يضيع حق تذكرة السينما التي دفعها مقابل الترفيه عن الحالة النفسية التي يمر بها، وهذه وظيفة السينما، أي تحقيق هدف أسمى هو الترفيه، وليس توجيه المشاهدين لاتباع أساليب وسلوكيات بعينها}. يرى أن انصراف الجمهور عن هذه الأفلام يدفع القيمين عليها إلى التوقف عن تقديمها، بالإضافة إلى عدم تحقيقها إيرادات مرتفعة، وإذا رأت الفئة المهمشة أنها لا تعبر عنها.بدوره يشير المنتج أحمد السبكي إلى أنه لا يمكن تفسير نجاح الأفلام الشعبية، مع أن هذا النجاح ليس مضموناً، والدليل أن أفلاماً عدة فشلت، رافضاً فكرة ربط نجاح الأفلام الشعبية بعرضها في الأعياد، لأن الفيلم الجيد القائم على حدوتة مختلفة وخفيفة تلائم الحالة النفسية التي يعيشها المشاهد المصري خصوصاً والعربي عموماً، يمكن أن يعرض في أي وقت من السنة.سينما العيديلاحظ الناقد السينمائي أمير أباظة أن سينما العيد تحفل، منذ أكثر من 30 سنة، بأفلام شعبية، ويقول: {في إحدى الفترات كان الزعيم عادل إمام ينال حظه من العيدية، بعده جاءت نادية الجندي ثم محمد هنيدي والآن سعد الصغير، بالتالي ظاهرة انتشار الأفلام الكوميدية في الأعياد ليست جديدة، بل متعارف عليها لدى الصنّاع، حتى باتوا يحددون موعد عرض الفيلم حسب نوعيته}.يضيف: {في السنوات الماضية سيطرت الأفلام الشعبية وقلما نجد أفلاماً جادة، لأنها تفتقر إلى سوق يضمن توزيعها ويحقق إقبال الجمهور عليها، إلى جانب أن جمهور الأقاليم البعيدة لا يذهب إلى السينما إلا في الأعياد، لذا يرغب في مشاهدة أفلام تلبي حاجاته ورغباته، من هنا حققت الأفلام الشعبية إيرادات مرتفعة}.يعتبر أباظة أن الإنتاج السينمائي الضئيل هذا العام الذي لم يتعدَّ الـ 15 فيلماً يشير إلى قلة الأفلام الجاهزة للعرض، لذا تُجمع الأفلام الشعبية وتُعرض في موسم واحد، ما قد يُحدث حالة من النشاط السينمائي، في المقابل إذا عُرضت أفلام جادة في موسم واحد، فستفشل وتسبب هبوطاً اضطرارياً لإيرادات دور العرض.من جهته يؤكد الناقد السينمائي د. وليد سيف أن {الأزمة الاقتصادية التي تعانيها السينما المصرية، إحجام الجمهور عن ارتياد دور العرض، انعدام الأمن، كلها عوامل تتحكّم بنوعية الأفلام المطروحة}، مشيراً إلى أن خوف المنتج من المغامرة بتقديم فيلم، بالمعنى الصحيح لهذا المصطلح، يدفعه إلى استسهال تعبئة شرائط سينمائية بنكات وتهريج مع أغنيات، ليتم عرضها على هيئة فيلم، لأنها لا تتطلّب موازنة ضخمة، ويتقاضى أبطالها أجورا منخفضة، والأهم من ذلك أن احتمالات نجاحها لدى صنّاعها معروفة لأنهم جربوها أكثر من مرة.يضيف أن جمهور هذه الأفلام من المراهقين الذين يعجبون بسلوك الأبطال ضمن أحداثها، ويفضلون نوعية الأغنيات المعروضة فيها والتي تشكّل إحدى أقوى وسائل الدعاية للأفلام الشعبية، بالتالي تتوازى خيارات هؤلاء المراهقين مع الأزمة الاقتصادية التي تمر بها السينما.