هجمات «الإخوان» لا تفرِّق بين مسجد وكنيسة
أجمع مفكرون وسياسيون أقباط أن عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي في الثالث من يوليو الجاري، زاد من قوة اللحمة الوطنية المصرية، وقرَّب بين المصريين، مسلمين وأقباطاً، بعدما اكتشف الجميع أن العنف الإخواني الموجَّه غالباً إلى المسيحيين لا يفرق بين المسجد والكنيسة. الباحث السياسي والكاتب سامح فوزي اعتبر الاعتداءات التي تتعرض لها الكنائس، جزءاً من رد الفعل الانتقامي، ضد كل من ساندوا عزل محمد مرسي بغض النظر عن الأديان. وأضاف: "بدليل أن الاعتداء وقع أيضاً على الجيش والشرطة والأزهر كمؤسسة دينية، والمثير للاهتمام أن من يدافع عن الكنائس ضد "الإخوان" هم مواطنون مسلمون، وهذا دليل على أن التيارات الإسلامية تزداد عزلتها الشعبية".
المفكر القبطي جمال أسعد، أكد أن مصر تعيش ظروفاً استثنائية، في ظل الصراع بين التيار الإسلامي والتيار المدني، لافتاً إلى أن التيار الإسلامي خلال عام من حكم مرسي اتهم الكنيسة بتنظيم تظاهرات وزعامة حركة "تمرد". وأضاف أسعد: "ظهور البابا بجوار الرموز السياسية مع الفريق أول عبدالفتاح السيسي بعد عزل مرسي، كان محفزاً لزيادة العنف ضد الأقباط، لكنه ليس هو الأساس". كانت الكنيسة الأرثوذكسية أعلنت منذ عزل مرسي، إلغاء جميع الأنشطة الصيفية الخاصة بالكنيسة، وإلغاء عظة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثاني، المقرر لها كل أربعاء في مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية. وتعرضت كنائس وأقباط للاعتداء منذ أعلن وزير الدفاع المصري، الفريق أول عبد الفتاح السيسي، عزل الإخواني محمد مرسي، في الثالث من يوليو الماضي، فقد تم الاعتداء على نحو 5 كنائس، تعرض بعضها للحرق بقنابل "المولوتوف"، بالإضافة إلى مقتل قس في سيناء، برصاص ملثمين وإصابة عشرات الأقباط في صعيد مصر، كما تعرض عدد كبير من المحال المملوكة لأقباط لعمليات نهب. وفي محافظة بورسعيد، إحدى مدن قناة السويس، أطلق مشيّعون ينتمون للجماعة الإسلامية، أمس الأول، أعيرة نارية على كنيسة "مارجرجس"، خلال جنازة أحد ضحايا اشتباكات "طريق النصر"، اخترقت بابها الحديدي، وأسفرت عن إصابة 5 مواطنين. أما في محافظة المنيا، "صعيد مصر"، فقد ألقى إسلاميون من قرية "دلجا" التابعة لمركز "دير مواس" الطوب والحجارة، على استراحة كنيسة "مارجرجس" للأقباط الكاثوليك، مساء أمس الأول، ما أسفر عن اشتعال النيران في أجزاء منها، وأنقذ الأهالي راعي الكنيسة، وفي القرية نفسها استهدفت كنيسة "العذراء والأنبا إبرام" للأقباط الأرثوذكس بالمولوتوف.