دافع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس عن وزارة الشؤون الاجتماعية التي يقودها الوزير وائل أبوفاعور، الذي ينتمي إلى الحزب «التقدمي الاشتراكي»، الذي يتزعمه النائب وليد جنبلاط، في وجه انتقادات سفير نظام الرئيس السوري بشار الأسد لدى بيروت علي عبدالكريم، الذي اتّهم أبوفاعور ووزارته بدعم بعض «الجماعات الإرهابية» تحت عنوان إغاثة النازحين السوريين إلى لبنان.

Ad

وأكد ميقاتي خلال اجتماع وزاري ترأسه في السراي الحكومي لبحث موضوع النازحين السوريين أن «الحكومة اللبنانية، فصلت منذ اليوم الأول لبدء الأزمة السورية بين الموقف السياسي باتخاذها سياسة النأي بالنفس، وبين الموقف الإنساني عبر الإسراع في تقديم المساعدات المطلوبة للنازحين السوريين، حتى قبل أن تبدأ المنظمات والهيئات الإنسانية الدولية عملها»، مشدداً على أن حكومته «لم تميز، بكل وزاراتها وأجهزتها، في تعاطيها مع هذا الملف بين معارض للنظام السوري أو موال له، بل تعاطت مع الملف من منطلق إنساني بحت، وبما تمليه الأصول والأعراف الإنسانية، وبالتالي فإن إدخال هذا الملف في دائرة التجاذب السياسي واستهداف أي وزارة أو جهة لبنانية رسمية يشكل تحاملاً غير مبرر وتجنياً غير مقبول، من شأنه أن يترك انعكاسات سلبية على ملف النازحين».

ولفت رئيس الوزراء إلى أن «الحكومة اللبنانية سعت في صياغة خطتها إلى التكامل مع الخطة التي أطلقتها منظمات الأمم المتحدة، بما يضمن تولي الحكومة اللبنانية تنظيم وتنسيق الجهود الإغاثية وتأمين التمويل اللازم لها، عبر التعاون المبرمج مع برامج الأمم المتحدة المختلفة».

أما الملفات السياسية والأمنية والاجتماعية الطارئة فعادت، وأولها مع تحرُّك لأهالي المخطوفين اللبنانين في بلدة «أعزاز» السورية الذين نفذوا اعتصاماً صباح أمس أمام شركة الخطوط الجوية التركية في وسط بيروت، ومنعوا موظفيها من مزاولة عملهم. وقرّر أهالي المخطوفين اللبنانيين، بناء على رغبة وزير الداخلية مروان شربل وتواصله معهم، تأجيل التحركات التي كان متفقاً عليها بقية هذا الأسبوع إفساحاً للمجال أمام الجهود التي يبذلها شربل واللجنة الوزارية المعنية.

وأكد الأهالي، في بيان، أنهم يريدون أن تتحمل الدولة التركية المسؤولية وتساعد في خروج أهلهم من المعتقلات، مشدّدين على أنهم لا يريدون أي ضرر للمصالح التركية، وأنّ هدفهم كان إيصال صوت الأهالي إلى الحكومة التركية.

ونفى شربل أمس أن «تكون المصالح التركية في لبنان في خطر، من جراء إقفال أهالي المخطوفين في سورية مكاتب شركة الخطوط التركية وسط بيروت».

وقال إن «الجمرة لا تحرق إلا مكانها»، موضحاً أن «الأتراك لا يعملون تحت الضغط، وكل مظاهر الضغوطات لا تؤثر عليهم»، مؤكداً أن «الدولة اللبنانية تتابع مسألة المخطوفين باستمرار، كما أنها بحثت قضيتهم مع المبعوث الأخضر الإبراهيمي في زيارته الأخيرة للبنان»، محذراً من «ألا تؤدي هذه التحركات هدفها في حال استمر التصعيد».

على صعيد آخر حذر شربل «من عدم إجراء الانتخابات في موعدها»، قائلاً: «ستكون نقطة سوداء في سجل لبنان»، مشيراً الى أن دعوته الهيئات الناخبة قبل ستة أشهر جاءت بناء على القانون الذي أعطى وزير الداخلية الصلاحية للقيام بهذه الخطوة.

بري

في موازاة ذلك، شدد رئيس مجلس النواب نبيه بري، خلال لقاء الأربعاء النيابي امس، على «مناخات التهدئة، والإيجابية بالتزامن مع انعقاد اللجنة النيابية الفرعية المكلفة درس موضوع الانتخابات». ونقل النواب عن بري تأكيده «أهمية تعاون الجميع في سبيل إنتاج قانون انتخابات جديد يحظى بموافقة كل الفرقاء»، مشدداً على أن «علينا أن نبقى منحازين إلى التفاؤل في التعاطي مع هذا الموضوع»، ولاحظ أن الأجواء التي تحيط بمقاربته ليست سلبية.