يبدو أن الحسم العسكري

Ad

لا يزال بعيد المنال لأي من طرفي الأزمة السورية، إذ تواصلت أمس، المعارك وعمليات القصف في مختلف المحافظات ومدن البلاد الرئيسية لاسيما دمشق وريفها، حيث لا تزال المعارضة المسلحة تقاتل القوات النظامية بشراسة.

في ظلّ تعثّر مسار التفاوض والحل الدبلوماسي، استمرت المواجهات على أشدها في سورية، إذ أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مدينتي «داريا» و«يبرود» في محافظة ريف دمشق تعرضتا للقصف من قبل القوات النظامية صباح أمس.

وذكر المرصد، في بيان أن بلدات «السبينة» و«الذيابية» و«يلدا» بريف دمشق تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية عند منتصف ليل الخميس- الجمعة. وأضاف أن القصف تجدد من قبل القوات النظامية صباح أمس، على حي «جوبر» في مدينة دمشق، في حين دارت اشتباكات بين مقاتلين من الكتائب المعارضة والقوات النظامية في عدة مناطق من حي القدم.

وتابع البيان أن القوات النظامية شنت حملة دهم وتفتيش في حي «القصور» في مدينة درعا جنوب سورية صباح أمس، أيضاً.

وأوضح أن قرية «البشيرية» بريف جسر الشغور في محافظة إدلب شمالي سورية تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية منتصف ليل الخميس- الجمعة ولم ترد معلومات عن سقوط ضحايا.

اغتيال مسؤول

في هذه الأثناء، اغتيل مدير العلاقات العامة في وزارة الشؤون الاجتماعية وعضو لجنة الإغاثة في سورية علي بلّان ليل أمس الأول، وذلك خلال اقتحام مجموعة مسلحة مطعما في حي المزة في دمشق وإطلاق الرصاص عليه.

انتقاد روسي

من جهة أخرى، رأت وزارة الخارجية الروسية أمس، أن استقبال الأردن 200 جندي أميركي، يمكن أن يضاعف الأزمة في سورية.

وأفاد المتحدث باسم الوزارة الكسندر لوكاشيفيتش بأن «عملاً كهذا ليس من الأعمال المطلوب القيام بها لإخراج سورية من أزمتها، فهو لا يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة السورية التي تنذر بوقوع كارثة إقليمية». وأضاف أن «مثل هذه الأعمال تتنافى مع الالتزامات السياسية والمواقف التي اتفقت عليها الأطراف الخارجية الرئيسية المعنية بحل الأزمة السورية في العام الماضي في جنيف».

وأكد أن روسيا تواصل دعمها لحل الأزمة السورية بالطرق السلمية عبر الحوار بين السوريين من دون تدخّل أجنبي.

وكان الأردن أعلن، مساء الأربعاء الفائت، أنه سيستقبل 200 جندي أميركي على أراضيه لتعزيز قواته المسلّحة على ضوء استمرار تدهور الأوضاع في سورية.

«أصدقاء سورية»

في هذه الأثناء، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أمس، أن وزير الخارجية جون كيري غادر إلى اسطنبول للمشاركة بمؤتمر «أصدقاء سورية» الذي يُعقد اليوم هناك، والاجتماع بزعماء المعارضة السورية في مسعىً للتوصل إلى طرق يمكن من خلالها الحصول على مزيد من دعم المجتمع الدولي وتسريع عملية الانتقال السياسي في سورية.

ومن ناحية ثانية، استبقت الحكومة الألمانية المؤتمر بالطلب إلى القوى المعتدلة في المعارضة السورية بالابتعاد بشكل واضح عن الإسلاميين المتشددين. وصرح المتحدث باسم الخارجية الألمانية أندرياس بيشكه أمس أنه «يتعين على الائتلاف الوطني السوري أن ينأى بنفسه بوضوح عن قوى إسلامية متشددة داخل المعارضة». وأضاف أن مؤتمر «أصدقاء سورية» سيدور على وجه الخصوص حول كيفية دعم الائتلاف الوطني السوري في ظل هذا الوضع العصيب جداً حالياً.

وأفاد بأن الهدف أيضاً من الاجتماع ضمان إمداد المساعدات للمدنيين في المناطق التي يسيطر عليها معارضي الرئيس السوري بشار الأسد.

مجلس الأمن

وكان مجلس الأمن الدولي، توصل ليل أمس الأول، إلى اتفاق فريد من نوعه حول سورية يدين أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان من قبل السلطات السورية والجماعات المسلحة.

وأصدر مجلس الأمن بياناً غير ملزم بعد جلسة حول الأوضاع الإنسانية في سورية، جاء فيه أن «العنف المتصاعد غير مقبول تماماً ويجب أن يتوقف على الفور».

وتابع البيان أن أعضاء مجلس الأمن يدينون «الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان من قبل السلطات السورية بالإضافة إلى أية انتهاكات لحقوق الإنسان من قبل الجماعات المسلحة».

وأعرب المجلس عن أسفه بسبب «العراقيل التي تعترض توزيع المساعدات الإنسانية في سورية».

وفي سياق متصل، أعلن مسؤول أميركي كبير أن مسؤولي الاستخبارات الأميركية يحققون في احتمال أن أسلحة كيميائية ربما استخدمت في سورية بشكل محدود رغم عدم وجود توافق في الآراء حتى الآن والحاجة إلى تحاليل إضافية.

(دمشق ـ أ ف ب،

رويترز، يو بي آي)