مفاجآت دراما رمضان... فنانون من الصف الثاني يتفوقون على الأبطال
حفل رمضان هذا العام بأدوار ثانية تضاهي بأهميتها أدوار البطولة، وحقق فنانون أصحاب تلك الأدوار حضوراً مميزاً من أبرزهم: فريدة سيف النصر التي تؤدي دور أصيلة في مسلسل «بدون ذكر أسماء»، باسم سمرة في «آسيا» و{ذات»، سلوى خطاب في «نيران صديقة»...
تتمحور شخصية أصيلة في «بدون ذكر اسماء» حول سيدة تأوي أطفال شوارع وفارين من وجه العدالة وتعلمهم فنون البلطجة والتسول، وهي كتلة لحم متحرك جمعت ثروة عبر هذا العمل الذي يدينه المجتمع وتطارد العدالة من يمتهنه. لطالما كانت فريدة سيف النصر ممثلة أدوار ثانية بامتياز ولم يسجل لها في تاريخها الفني دور يمكن أن يكون علامة فارقة في مسيرتها الفنية، لكن تجسيدها شخصية أصيلة أظهرها بحلّة مختلفة وبدت محترفة تمثيل إلى أقصى حدّ، وجذبت اليها الجمهور الذي يتابع المسلسل، ويعتبره البعض من كلاسيكيات الدراما المصرية.لم يختر الكاتب وحيد حامد فريدة سيف النصر لأداء الدور لو لم يكن على يقين بأنها سوف تتقنه... هكذا كان فجذبت الأنظار ونافست النجوم الذين يؤدون أدواراً رئيسة، وبرهنت أنها وصلت إلى حالة نضج فني نظراً إلى تراكم السنين والتجارب، من هنا تعتبر أصيلة علامة فارقة في مسيرة فريدة سيف النصر الطويلة مع الأدوار الثانية، وعليها استغلال براعتها في تجسيد هذه الشخصية من خلال حسن اختيارها لادوارها المقبلة. ربما سيسند المخرجون إليها، بعد هذا الدور، أدواراً صعبة ومركبة، وسيكون ذلك فرصة ذهبية لها لتعويض ما فاتها من أداء أدوار لا لون لها ولا طعم.
مهارة وحرفيةمع أنه صاحب موهبة متميزة، إلا أن باسم سمرة ما زال يؤدي دور سنيد لنجمات من الصف الأول، كما هي الحال في مسلسل «آسيا» مع منى زكي، إلا أن دوره في مسلسل «ذات» أحد أجمل الأدوار التي أداها في الدراما التلفزيونية، إذ يجسّد شخصيّة زوج «ذات» ( نيللي كريم)، موظف في أحد المصارف بخيل ويملك روح الدعابة وزوج شرقي تقليدي يمكن مصادفته في أي منزل عربي.هنا تكمن براعته في أداء هذا الدور بتلقائية جعله يتفوق على زملائه في العمل باستثناء الممثلة نيللي كريم التي تعتبر بطلة رمضان هذا العام من دون منازع، إذ أثبتت قدرتها على حمل عبء بطولة مطلقة بسهولة ويسر وحرفية تامة، خصوصاً أن شخصيتها تمر بمراحل عمرية مختلفة، جسدتها بمهارة، وبعد هذا المسلسل سوف تنهمر الأدوار عليها كإحدى نجمات الدراما الرمضانية، وسوف تنافس النجمات اللواتي اعتدنا مشاهدتهن كل عام. معظم المشاهد التي برزت من خلالها موهبة نيللي هي تلك التي أدتها إلى جانب زوجها عبد المجيد (باسم سمرة)، ربما حرفية باسم سمرة واتقانه لدوره جعلاها تبدو في تحدٍ مع ذاتها قبل أن تكون في تحدٍّ مع زميلها، وبذلك قدمت أفضل ما عندها وظهرت بابهى حلتها التمثيلية.في مسلسل «نيران صديقة»، تجسد سلوى خطاب شخصية سمارة، لديها ابنة (منة شلبي)، صاحبة تاريخ سيئ السمعة، تساعد ابنتها في كل مأزق تقع فيه. إنها حالة فنية خاصة ظهرت خصوصيتها أكثر من خلال هذا الدور وسرقت الضوء من أي ممثل يقف إلى جانبها في هذا المسلسل.يتحدث متابعو مسلسل «نيران صديقة» بإعجاب عن شخصية سمارة كونها جذبت الانتباه. معروف أن سلوى خطاب تحسن اختيار أدوارها، ولكنها تقدّم، من خلال هذا الدور، شخصية تتطلب مهارات وأدوات يجب أن يمتلكها الممثل لتصل إلى المشاهد كما ارادها المؤلف، وهذا ما فعلته سلوى خطاب بمهارة.نجومية وسط الثغراتتوضح الناقدة الفنية نجلاء أبو النجا أن الدراما الرمضانية حفلت هذا العام بثغرات سواء في الأحداث أو الالفاظ أو المشاهد التي لا تليق بالشهر الفضيل، مع ذلك برز ممثلون أكدوا نجوميتهم وقدرتهم على أداء بطولة مطلقة، وربما يكون الثلاثي محمود عبد المغني وعمرو يوسف وأمير كرارة، أكبر دليل على ذلك، إذ اثبت كل واحد منهم أنه قادر على أداء بطولة مطلقة بمفرده، كذلك الأمر بالنسبة إلى نيللي كريم في مسلسل «ذات « من إنتاج «شركة مصر العالمية» لصاحبها الراحل يوسف شاهين وابن شقيقته غابي خوري، ومعروف أن تلك الشركة لا تنتج مسلسلاً الا إذا تميزت قصته وأبطاله.تضيف: «تؤدي القديرة سلوى خطاب أحد أجمل أدوارها من خلال تجسيد شخصية سمارة، امرأة تمردت على الزمن وربّت ابنتها وظلت تتميز بشخصية قوية وصلبة من دون أن تفقد أنوثتها التي تظهرها صاحبة تاريخ طويل في اغراء الرجال. أما فريدة سيف النصر فهي بلا شك اكتشاف رمضان هذا العام، ذلك أن الكاتب وحيد حامد يملك قدرة على وضع الممثل المناسب في المكان المناسب انطلاقاً من مقولة الدور ينادي صاحبه، وهذا ما حصل مع فريدة سيف النصر في دور أصيلة، بالإضافة إلى أن المخرج تامر محسن أدار الشخصية بطريقة بدت محببة للمشاهد على رغم طبيعتها»...