بعد إعلان الإصلاحيين اتحادهم خلف المرشح المعتدل حسن روحاني المدعوم من قبل الرئيسين السابقين محمد خاتمي وأكبر هاشمي رفسنجاني، شعر المحافظون، أمس، بخطورة تفرض عليهم الاتحاد خلف مرشح واحد، للتمكن من حسم نتيجة الانتخابات من الدورة الأولى.

Ad

تكثفت الدعوات من أجل انسحاب مرشحين من تيار المحافظين، لتعزيز فرص مرشح واحد قوي للتيار أمس، في اليوم الأخير من حملة الانتخابات الرئاسية الإيرانية المرتقبة غداً، بهدف قطع الطريق أمام فوز حسن روحاني المرشح الوحيد للإصلاحيين والمعتدلين.

وصرح وزير الداخلية الإيراني مصطفى محمد نجار، أمس، أنه أمام المرشحين مهلة حتى صباح اليوم، عند الساعة 8:00 لوقف الحملة الانتخابية. وتبدأ عملية التصويت، التي دُعي إليها حوالي 50.5 مليون ناخب غداً عند الساعة 8:00 (3.30 ت.غ.) لانتخاب خلف للرئيس محمود أحمدي نجاد، بالإضافة إلى 207 آلاف عضو في مجالس محلية وبلدية.

«الحرية والمشاركة»

وفي سياق متصل، اعتبر مرشد الثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي، أن مناظرات مرشحي الرئاسة الإيرانية فضحت مَن يتهم إيران بعدم توفير حرية التعبير.

وأكد خامنئي خلال استقباله وفوداً شعبية أن «المشاركة القوية بانتخابات الرئاسة ستحبط الأعداء وتجبرهم على تخفيف ضغوطهم»، داعياً «كل أبناء الشعب إلى المشاركة المكثفة في الانتخابات الرئاسية لإبداء دعمهم لإيران».

واعتبر المرشد مسار عملية الانتخابات أنه «جيد إلى حد الآن». وأضاف أن «إحدى النقاط البارزة هي أن خطاب الشعب هو خطاب التزام القانون، فالشعب قد تضرر في عام 2009 (خلال الأحداث التي تلت الانتخابات الرئاسية الماضية) من تبعية البعض وإساءتهم للقانون».

دعوات المحافظين

في هذه الأثناء، طالب محافظون كبار المرشحين المحافظين الأربعة الذين لايزالون في السباق بالانسحاب لمصلحة الأوفر حظاً بينهم. وبحسب وسائل الإعلام فإن محمد باقر قاليباف وسعيد جليلي يُعتبران الأوفرين حظاً.

وكتب مدير صحيفة «كيهان» المحافظة المتشددة حسين شريعة مداري: «نتوقع الآن من المرشحين المحافظين أن يجلسوا معاً بدون إضاعة الوقت، وأن يختاروا أحدهم كمرشح المحافظين». وأضاف: «الإصلاحيون يؤكدون أنهم يسعون إلى الفوز، لكن نظراً لماضيهم، والذي يُعتبر بالنسبة لبعضهم غير مشرِّف، ليس لديهم أي أمل بالفوز».

وأُطلقت دعوات أيضاً في الاتجاه نفسه لمطالبة وزير الخارجية الأسبق علي أكبر ولايتي بالانسحاب من السباق، في حين يؤكد كل المرشحين المحافظين حتى الآن أنهم باقون في السباق حتى النهاية.

وعقد محمد باقر قاليباف وسعيد جليلي بعد ظهر أمس، آخر تجمع في حملتهما الانتخابية في طهران، بينما أنهى ولايتي جولته في بلدة كراج غرب العاصمة طهران.

وقال أمين عام جبهة مناصري نهج الإمام حبيب الله أصغر أولادي، التي تضم عدة مجموعات سياسية، إن «المحافظين من أجل الفوز، يجب أن يتحدوا بشكل ضروري، وتجري مشاورات حالياً مع مسؤولين محافظين من أجل الوصول إلى ذلك».

وحذر رجل دين محافظ آخر هو حجة الإسلام حسين إبراهيمي من أنه في حال «عدم الاتحاد، ستحصل دورة ثانية، وستكون نتيجتها غير أكيدة، في حين أنه إذا اتحد المحافظون يمكنهم الفوز من الدورة الأولى».

وبحسب أحد استطلاعات الرأي النادرة التي نشرت علناً وأجرتها وكالة «مهر» على عينة من عشرة آلاف شخص، فإن قاليباف يتصدر السباق مع 17.8 في المئة متقدماً على حسن روحاني (14.6 في المئة) وبعدهما جليلي (9.8 في المئة). ولايزال هناك نسبة 30 في المئة من المترددين، في حين يُتوقع أن تبلغ نسبة المشاركة 77 في المئة.

وبحسب وزارة الداخلية، فإن مليون شخص يشاركون في تنظيم الانتخابات في 60 ألف مكتب اقتراع في كل أنحاء البلاد.

قمع المعارضين

وفي سياق متصل، اتهمت منظمة العفو الدولية، السلطات الإيرانية أمس، بتكثيف الحملة على المعارضين، قبل انطلاق الانتخابات الرئاسية. وذكرت المنظمة أنها وثّقت عشرات الاعتقالات التعسفية وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان، استهدفت صحافيين وناشطين سياسيين ونقابيين، ومدافعين عن حقوق الأقليات الدينية والعرقية وطلاباً، خلال الفترة التي تسبق الانتخابات. وأضافت أن السلطات الإيرانية «اعتقلت منذ بداية مارس الماضي خمسة صحافيين على الأقل بسبب عملهم، وفي محاولة واضحة لقمع حرية التعبير، كما اعتقلت قوات الأمن صحافيين آخرين من الأقلية الكردية واحتجزتهما بدون تهمة في السابع والتاسع من الشهر نفسه على التوالي».

وأشارت المنظمة إلى أن عدداً من النشطاء السياسيين وممثلي النقابات تعرضوا للاعتقال والمضايقات من قبل السلطات الإيرانية في الأشهر الأخيرة، في حين لايزال في السجن عشرات المعارضين السياسيين، ومن بينهم سجناء رأي، كانوا اعتُقلوا أثناء الاحتجاجات المناهضة للحكومة في أعقاب الانتخابات الرئاسية في عام 2009.

(طهران - أ ف ب،

رويترز، يو بي آي)