صفوان الأيوبي قاهر التحديات ينتج أعمالاً بمواصفات عالمية
«القرين» يحتفي به تحت محور منارات ثقافية كويتية
أكد الكاتبان إبراهيم المليفي وخالد العبدالمغني قدرة الفنان صفوان الأيوبي على تجاوز التحديات، والتغلب على ظروف المرض والإحباط.
أكد الكاتبان إبراهيم المليفي وخالد العبدالمغني قدرة الفنان صفوان الأيوبي على تجاوز التحديات، والتغلب على ظروف المرض والإحباط.
شدد الكاتب إبراهيم المليفي على قدرة الفنان صفوان الأيوبي على تجاوز التحديات، متغلبا على ظروف المرض والإحباط، ساكبا أحاسيسه الفنية ضمن نتاج بصري متزن، وقال الكاتب خالد العبدالمغني إن تجربته في إيطاليا منحته سمات التشكيل العالمي.جاء ذلك خلال محاضرة بعنوان "منارات ثقافية كويتية"، ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي التاسع عشر في متحف الفن الحديث، تمحورت حول الفنان التشكيلي الراحل صفوان الأيوبي، حاضر فيها الكاتبان إبراهيم المليفي وخالد العبدالمغني، وأدار الجلسة د. عيسى الحداد، الذي قدم لمحة منوعة عن الأيوبي توزعت بين إنسانيته ومهنيته.
بداية، عرض فيلم يوثق مسيرة الفنان الأيوبي، مستعرضا أبرز محطات حياته الفنية، مركزا على جوانب جمالية تناولها الناقدان التشكيليان ماجد سلطان ويحيى سويلم، كما قدمت زوجة الأيوبي أسماء الخميس بعض المواقف الإنسانية والمراحل الصعبة التي عاشها الراحل.إبداع بصريوتحدث الكاتب إبراهيم المليفي، عبر ورقتة البحثية "صفوان الأيوبي... الفرشاة العنيدة"، عن إصرار الفنان وتغلبه على الظروف المحيطة التي تقوض مساهمته في تقديم إبداع بصري يوثق للمكان والزمان، منتقدا بعض القضايا المجتمعية المهمة، متتبعا التحديات التي تغلب عليها الأيوبي كالمرض والإحباط.وعن أثر التنقل والترحال في عمله التشكيلي، قال المليفي إن حياته مليئة بالتنقل والترحال، من اندونيسيا إلى الكويت ومنها إلى ايطاليا، ثم العودة إلى الكويت، فقد جمع تحت قشرة خجله السميكة وطبعه الهادئ الرقيق ذخيرته الفنية والثقافية ورؤيته الواسعة لعوالم وثقافات مختلفة، تمكن عبرها من إضافة بصمة خاصة في مسيرة حركة الفن التشكيلي في الكويت.وأضاف: "عاش الأيوبي طفولة غير مستقرة، فقد ارتبطت سيرته وهو صغير بسيرة والده الشاعر محمود شوقي الأيوبي، الذي قضى ما يقارب عشرين عاما من حياته في اندونيسيا، معلما أبناء ذلك البلد اللغة العربية والدين الإسلامي، وولد صفوان الأيوبي عام 1945 في تلك الجنة المطيرة المسماة اندونيسيا، وعاش هناك خمس سنوات عاد بعدها إلى الكويت".قفزة روما وبشأن موهبته الفنية، استعرض المليفي المراحل الأولى لتفتق موهبته في الرسم التي بدأت منذ الصغر، إذ نصحه مدرس التربية الفنية بالالتحاق بمعهد المعلمين ودراسة الفن، وعقب تخصصه في مجال الرسم قرر لاحقا استكمال دراسته في أكاديمية الفنون الجميلة في روما على نفقته الخاصة، متفوقا على حاجز اللغة والمصاعب المالية.وتابع: "نظم الأيوبي المعرض الفردي الأول له في عام 1975 في روما بدعم من وزارة الإعلام الكويتية، تحت رعاية سفير الكويت آنذاك محمد زيد الحربش، وحظيت هذه الفعالية بإقبال الجمهور، لاسيما أن أعماله الفنية تأتي من فرشاة غير ايطالية، وهذا ما أثار فضول الجمهور المهتم بمعرفة الجديد الذي سيقدمه ذلك الفنان القادم من البيئة الشرقية، وقد فوجئ الأيوبي برغبة أحد العاملين في السفارة الكويتية في روما، وهو ايطالي، في اقتناء إحدى اللوحات".وأشار إلى الفجوة الزمنية بين المعرض الأول والثاني، إذ انتظر 20 عاماً إلى أن نظم معرضاً في قاعة بوشهري في عام 1995، وحقق المعرض نجاحا كبيرا، مضيفا: "عقب ذلك تشجّع الأيوبي على تقديم معارض أخرى، لكن تدهور ظروفه الصحية لم يمنحه حرية أكبر في ممارسة الرسم، ونظرا لإصراره وعشقه لتجاوز التحديات كان يمارس الرسم وهو جالس على الأريكة حينما فقد القدرة على الوقوف والتحكم في أطرافه".واستذكر اللحظات الأخيرة التي جمعته به قبل رحيله، مستشهداً بعبارة قالها الأيوبي في أحد اللقاءات الصحافية: "الفنان الصادق يعمل دون أن يطالع حوله، المتواجدون الآن على الساحة الكويتية يتكلمون أكثر مما يفعلون... الفن حالة إبداعية لا بد لصاحبها أن يعيشها بحرفنة وعلم وحب... الفن لا يحب الشريك ومرضي شريك فني".تكنيك متطوربدوره، تحدث الكاتب خالد العبدالمغني عن تطور التكنيك الذي استخدمه الأيوبي في ترجمة أحاسيسه الفنية، مبينا أنه انطلق بالواقعية والتصوير التسجيلي في الرسم مستلهماً عبر لوحاته مفردات الهوية المحلية.وأوضح العبدالمغني: "عقب دراسته الفن في إيطاليا اتجه إلى منحى جديدا، إذ أصبحت موضوعاته تنهل من السريالية والواقعية، مكتسبا سمات الفن العالمي، لكن مشاركته في أحد المعارض الجماعية أصابه بالإحباط، لاسيما حينما شعر أن أسلوبه ومواضيعه معاكسان لهوى الجمهور وذائقته، ما أدى إلى انعكاس ذلك على روحه كفنان، وترك أثرا في مسيرته الفنية، إذ ساهمت هذه الصدمة في انقطاعه عن الحركة التشكيلية وعزلته لفترة من الزمن".وفي حديث عن عودته لممارسة التشكيل، يرى العبدالمغني أن الأيوبي اتجه إلى التجريد بعد الانخراط مجدداً في المشهد التشكيلي، إذ جاءت تجربته الحديثة بسمات مغايرة، واعتمد على المساحات اللونية مع التمايز في التضاد اللوني والجرأة في التكوين، إضافة إلى الشحنة الانفعالية التي تحدثها ضربات الفرشاة في التعبير.وذكر أن موضوعاته انحصرت بعد تجربته في التجريد اللوني بموضوعين، الأول: رسم النساء في حالات الفرح أو الرقص أو في تجمعهن وتأملهن، وكان تناوله لموضوع النساء دون الاعتناء كثيرا برسم التفاصيل رغم محافظته على النسب التشريحية التي تلقاها في دراسته الأكاديمية، أما الموضوع الثاني فيركز على المزج بين الموسيقى والرسم.