«أكس» كشف لدبي تفاصيل اغتيال المبحوح فخطفته إسرائيل
عميل الـموساد الأسترالي المنتحر عمل في «الفرقة 131» وتجول في دول الخليج
أفادت مصادر غربية مطلعة لـ"الجريدة" أمس، بأن عميل جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الخارجية (الموساد) المدعو بن آلون (أو بن زايغير) الذي انتحر داخل سجن إسرائيلي شديد الحراسة عام 2010، هو أحد أعضاء الفرقة التي اغتالت القيادي في حركة "حماس" محمد المبحوح في دبي في 19 يناير 2010.وبحسب هذه المصادر، فإن آلون كان ضمن فرقة اغتيال المبحوح، وإنه اتصل بسلطات إمارة دبي وأبلغها ما حدث في عملية الاغتيال بالأسماء والصور والتفاصيل الدقيقة، وحصل في المقابل على الحماية.
وقالت المصادر إن إسرائيل استطاعت الوصول إلى مكان اختباء آلون واختطافه وسجنه بتهمة الخيانة، وذلك بسرية تامة ووسط تكتم شديد، حتى إن حراسه لم يطلعوا على هويته الحقيقية، وكان يعرف باسم "السجين اكس".ولم تعرف عائلة بن آلون شيئاً عن موضوع سجنه حتى انتحاره في أواخر عام ٢٠١٠ داخل زنزانته، ثم نُقل إلى أستراليا لدفنه هناك.وبن آلون هو يهودي أسترالي قدم إلى إسرائيل قبل أكثر من عشر سنوات، وجنّده الموساد، وكان يعمل تحت غطاء صفة محام، وتجول في الدول العربية ولاسيما الخليجية. وعمل هذا الشاب الأسترالي (34 عاماً) في الموساد في "الفرقة ١٣١"، وهي فرقة الاغتيالات الشهيرة، ونفذ بالفعل عدداً من المهمات البارزة والسرية كان آخرها اغتيال المبحوح، وذلك قبل انتقاله الى "الجانب الآخر" على حدّ تعبير أحد قادة الـموساد السابقين.وكانت شبكة تلفزيون "اي بي سي" الأسترالية نشرت أمس الأول تحقيقاً عن قصة انتحار بن آلون، ولكنها لم تشر إلى سبب سجنه، في حين ترفض عائلته التعليق على قصته، علماً أن والده هو أحد قادة الجالية اليهودية في أستراليا.وجاء في تقرير "اي بي سي" أن بن زايغير هو من مدينة ملبورن، وأن الـموساد جنّده، وكان يخضع لإجراءات سرية تامة قبل أشهر من وفاته. وقال وزير الخارجية الأسترالي بوب كار إن الحكومة لم تصل إليها معلومات حول اعتقال زايغير، وإن عائلته لم تتصل بالسفارة الأسترالية في تل أبيب للإبلاغ عن الأمر أو طلب المساعدة.وبعد ساعات من بث التقرير، استدعى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رؤساء تحرير الصحف الإسرائيلية ليطلب منهم عدم نشر أخبار من شأنها أن "تمثل إحراجاً لإحدى الدوائر الحكومية الإسرائيلية"، وذلك وفقاً لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية. وبعد ذلك بفترة قصيرة، اختفت جميع الإشارات الخاصة بهذا التقرير من مواقع الصحف الإسرائيلية، ومنها صحيفة "هآرتس" نفسها.وكانت شرطة دبي أعلنت أنها تمكنت في وقت قياسي من كشف تفاصيل اغتيال المبحوح، واتهمت الـموساد بتنفيذها كاشفة عن تورط 11 شخصاً في العملية يحملون جوازات سفر أوروبية، بينهم امرأة وفلسطينيان.