«اللي فات ظُلم... واللي جاي ظُلمات»، تحت لافتة كتبت عليها هذه العبارة، مشى الشيخ الستيني، محمد عليَّان، مرتدياً عباءة سوداء، ليطوف أرجاء ميدان التحرير والشوارع المحيطة به في قلب القاهرة النابض بالغضب، لم يمنعه وقع الاشتباكات العنيفة بين الأمن والمتظاهرين من التواجد في الميدان، الذي يستعد لجمعة «الخلاص» غداً لاستكمال مطالب الثورة.

Ad

لم تمنعه أعمدة الدخان المتصاعدة من قنابل الغاز والمولوتوف، بسبب اشتباكات دامية بين قوات الأمن المركزي ومتظاهرين معارضين منذ سبعة أيام، سألته عن المطالب، فقال: «نريد القصاص وعودة أموالنا المنهوبة، وإعادة محاكمة قتلة الشهداء، ومرسي لن يفعل ذلك لأنه حاكم محكوم». وعلى الرغم من وقوع اختناقات عديدة في صفوفهن، نتيجة استنشاق رائحة الغاز المسيِّل للدموع، فإن ذلك، لم يمنع العديد من الفتيات من المشاركة في التظاهرات، رافعات لافتة، وضعنها أمام مسجد عمر مكرم، بالتحرير، وكتبن فيها: «نساء مصر يعلنَّ الاستقلال عن دولة الإخوان».

الغرافيتي، ذلك الفن الذي واجه به المتظاهرون، نظام مبارك، حضر بقوة على جدران المباني المحيطة بالميدان والشوارع القريبة منه، كتب فيها المتظاهرون عبارات مناهضة لجماعة الإخوان وللرئيس محمد مرسي، وكان منها: «يسقط يسقط حكم المرشد... بيع بيع بيع الثورة يابديع» في إشارة لمرشد الإخوان، محمد بديع، كما وجهوا عبارات للرئيس مرسي، منها «ارحل... ارحل».

بالتجول بعيداً عن مسرح الاشتباكات، ستجد أحد المتظاهرين، يدعى طارق نصار، يقف في ميدان طلعت حرب، خلف لوحة كبيرة، تحمل صور شيوخ الأزهر وقادة الكنيسة المصرية وقادة الجيش ورموز الفن والأدب، التاريخيين، وأسفل تلك الصور، كتب عبارات حذر فيها من «البدوية».