بدأت سنة الحكم الإخواني في مصر، وانتهت تقريباً، بشكل مثير للإحباط بالنسبة لنحو 15% من المصريين، يشكلون جموع الأقباط، حيث تولى الرئيس محمد مرسي منصبه، أول يوليو 2012 بعد شهور من وفاة البابا الراحل شنودة الثالث، وقبيل أشهر من انتخاب البابا الجديد، تواضروس الثاني، الذي لم يحرص الرئيس مرسي على لقائه منذ انتخابه في 17 نوفمبر العام الماضي، إلا بعد سبعة أشهر من انتخابه بطريركا للأقباط الأرثوذكس، وقبيل أيام من تظاهرات 30 يونيو، المطالبة بالإطاحة بالرئيس وجماعته.

Ad

كانت «فتنة دهشور»، أغسطس 2012، أول فتنة طائفية بين المسلمين والأقباط، في أول أيام «الإخوان» في الحكم، لكن عام 2013 بدأ بسلسلة من الفتن، استهلها عدد من السلفيين في شهر فبراير، بمحاصرة كنيسة «أبومقار» بمنطقة شبرا الخيمة، ذات الكثافة القبطية، حيث أقاموا الصلاة أمامها، بحجة رفضهم توسَّع الكنيسة، ما دفع الأمن للتدخل لفض الحصار، وهي صورة طبق الأصل لما حدث في عدة أماكن في مصر بينها قرية «سرسنا» بمحافظة الفيوم.

في شهر أبريل حوصرت كنيسة في قرية كوم امبو في محافظة «أسوان» -أقصى جنوب مصر- وأحرقت بالمولوتوف، بعد اختفاء معلمة «مسلمة»، واتهام الكنيسة بتنصيرها، بينما شهد «الواسطى» بمحافظة بني سويف «شمال الصعيد»، واقعة مشابهة، حيث هاجم أهالي «الواسطى» الكنيسة ومنازل أقباط هناك، حين اختفت فتاة مسلمة واعتقدت أسرتها أنها تنصَّرت، إلى أن أكد الإنتربول المصري وجودها في تركيا بصحبة شاب مسلم.

وأخيراً، وبعد عشرة أشهر من تولي «الإخوان» الحكم في مصر، انفجرت الفتنة الأكبر في مدينة «الخصوص»، التابعة لمحافظة «القليوبية» شمال الدلتا، وهي الفتنة التي حصدت نحو سبعة قتلى وعشرات الجرحى، أغلبهم من الأقباط، وقال مسلمون إن أطفالاً من الأقباط رسموا صلباناً على جدران أحد المعاهد الدينية الأزهرية، ما دفع متشددين إلى محاصرة كنيسة مار جرجس بالمدينة، وإلقاء المولوتوف عليها.

 أسقطت فتنة الخصوص 7 قتلى وعشرات المصابين، وعند تشييع الجنازة من كاتدرائية الأقباط بالعباسية، هوجم المُشيعون بالحجارة والمولوتوف وقنابل الغاز، التي وصلت إلى مبنى الكاتدرائية، في واقعة هي الأولى من نوعها.