ميدفيديف: احتمالات احتفاظ الأسد بالسلطة تقلّ كل يوم

نشر في 28-01-2013 | 00:01
آخر تحديث 28-01-2013 | 00:01
No Image Caption
• دمشق تنفي التخطيط لتفجير مكة • حسون: «الرئيس» مستعد للتنازل عن السلطة إذا قبل الشعب

بينما تواصلت المعارك العنيفة في كل أنحاء سورية أمس، رأى رئيس الحكومة الروسية ديمتري ميدفيديف أن احتمالات احتفاظ الرئيس السوري بشار الأسد بالسلطة تقلّ كل يوم، في حين أوقفت دمشق الملاحقات القضائية بحق معارضين تختارهم الحكومة للمشاركة في الحوار الوطني الذي دعا إليه الأسد.
اعتبر رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف أمس أن الرئيس السوري بشار الأسد تأخر كثيراً في تطبيق إصلاحات سياسية، واصفاً ذلك بأنه «خطأ فادح قد يكون قاضياً»، ومشيراً الى أن احتمالات احتفاظ الأسد بالسلطة «تقلّ كل يوم».

وقال ميدفيديف في حديث الى شبكة «سي أن أن» التلفزيونية الاخبارية الأميركية أوردته وكالات الأنباء الروسية: «كان يتعين عليه (الأسد) التحرك بسرعة أكبر ودعوة المعارضة السلمية التي كانت مستعدة للجلوس الى طاولة المفاوضات معه. إنه خطأ فادح من قبله قد يكون قاضياً».

ودعا رئيس الوزراء الروسي «القوى الدولية والإقليمية دعم المفاوضات بين طرفي النزاع في سورية»، مؤكداً أن «روسيا لم تقل أبدا إن هدفها هو الإبقاء على النظام السياسي القائم أو بقاء الرئيس الأسد. فهذا يجب أن يقرره الشعب السوري. الشعب السوري المتعدد القوميات والطوائف. ويجب على هذا الأساس أن يجلس الى طاولة المفاوضات  السنة والشيعة والعلويون والدروز والمسيحيون. وفي هذه الحالة فقط، يمكن إجراء الحوار الوطني الكامل. واذا ما أبعد أحد ما منه، فستستمر الحرب الأهلية، علماً أن الحرب الأهلية جارية، وتتحمل المسؤولية عنها، حسب رأيي، على قدر المساواة قيادة البلاد وكذلك المعارضة المتشددة التي تتمثل إلى حد كبير بالمتشددين الإسلاميين».

ورداً على سؤال عن إمكانية إقصاء الأسد عن السلطة، قال: «أنا لا أعلم، وباعتقادي أن فرص بقائه تقل في كل يوم وكل اسبوع وكل شهر. لكنني أكرر مرة أخرى: الشعب السوري يجب أن يقرر ذلك. وليس روسيا والولايات المتحدة أو أي بلاد أخرى. والشيء الرئيسي الآن هو ضمان إجراء عملية المصالحة الوطنية. ويجب علينا ان نفكر فيما سيحدث. فعلى سبيل المثال لو جاء الى السلطة الآن المعارضون الذين تشكلوا ليس في أراضي سورية بل في الخارج. فماذا سيفعلون؟ انهم سيقضون على ممثلي التيارات الأخرى في الإسلام والطوائف الدينية الأخرى، وهم يفعلون ذلك الآن. لهذا فإما ان تجري عملية المصالحة الوطنية تحت إشراف المجتمع الدولي، واما ان تستمر الحرب الأهلية الى ما لا نهاية، ولا يوجد بديل ثالث».

وقف الملاحقات

إلى ذلك، قرر مجلس القضاء الأعلى في سورية أمس وقف ملاحقة كل الشخصيات المعارضة التي ستشارك في الحوار الذي دعا اليه الأسد، على أن تحدد هذه الشخصيات من قبل الحكومة. ويأتي هذا القرار القضائي بعد إعلان وزارة الداخلية الخميس الماضي، أنها ستسمح «لجميع القوى السورية المعارضة خارج القطر التي ترغب في المشاركة بالحوار الوطني في الدخول الى الجمهورية العربية السورية».

نفي

ونفت وزارة الخارجية السورية أن يكون النظام السوري خطط لتفجير في مدينة مكة المكرمة أثناء موسم الحج، وذلك رداً على تصريحات منسوبة لدبلوماسي سوري منشق نشرت أمس الأول. ونقلت «سانا» عن مصدر في وزارة الخارجية نفيه «الخبر الذي تناقلته بعض وسائل الإعلام، والذي يزعم تجنيد سورية لأحد الاشخاص من أجل تنفيذ عملية تفجير فى المشاعر المقدسة خلال موسم الحج الماضي، واغتيال رموز دينية وسياسية في المملكة العربية السعودية، والقيام بعمليات تفجير لمحطات وقود في جدة».

وأشار المصدر الى أن «من نقل هذه الأخبار الكاذبة زاعماً بأنه اختير لتنفيذ عملية تفجير (...) لم يكن في أي يوم من الأيام دبلوماسياً سورياً كما ادعى، بل هو مستخدم محلي سابق بعقد خدمة كان يعمل في القنصلية العامة للجمهورية العربية السورية في جدة».

مفتي النظام

في غضون ذلك، أكد مفتي سورية أحمد بدرالدين حسون أمس أن الأسد «مستعد أن يتنازل عن السلطة اذا قبل الشعب السوري ذلك»، مشيراً الى «أن كل دول ما يسمى بالربيع العربي تعيش في الفقر والسرقة والحروب الداخلية بين سكانها»، لافتاً الى «أن المجموعات المسلحة دمرت مدن كلها، كما دمرت المساجد والكنائس والحسينيات، وقامت بسرقة حلب ومصانعها».

وفي حين وصلت وكيلة الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسقة الإغاثة في حالات الطوارئ في الأمم المتحدة فاليري أموس إلى دمشق عن طريق لبنان، وذلك في إطار جهودها الهادفة إلى بحث سبل تقديم المساعدة للاجئين السوريين والمتضررين داخل البلاد، دارت أمس اشتباكات عنيفة قي معظم أنحاء سورية، في حين أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس أن النزاع المستمر منذ 22 شهراً اسفر عن مقتل أكثر من 50 الف شخص، بينهم نحو 35 الف مدني.

على صعيد منفصل، هدد نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم أمس بقصف سورية إذا تم نقل أسلحة كيماوية الى «حزب الله» اللبناني.

  (دمشق - أ ف ب،

رويترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top