الحجرف: إقحام السياسة في التربية أكبر خطر يهدد الكويت
التدريس من مهام رؤساء الأقسام ومن لا يستطعه فليبحث عن مهنة أخرى
أكد الحجرف أن سلامة المنظومة التعليمية في أعلى سلم اهتماماته، مشدداً على أهمية أن يلتزم رؤساء أقسام المواد الدراسية بقرار تدريس فصل، ومَن لا يجد في نفسه القدرة على التدريس فعليه البحث عن مهنة أخرى.قال وزير التربية وزير التعليم العالي د. نايف الحجرف إن سلامة المنظومة التعليمية وانطلاقة العام الدراسي الجديد تأتي بالدرجة الأولى في سلم أولوياته، مشيرا إلى أن انتظام الطلبة في فصولهم الدراسية وتحقيقهم النجاح هو في حد ذاته الغاية الأساسية للوزارة.وأكد الحجرف خلال جولته التفقدية لمدارس رياض الأطفال صباح أمس معلقا على التهديدات التي أطلقها بعض النواب باستجوابه، أن "الأساس في عملنا هو التأكد من سلامة منظومتنا التعليمية وتحقيقها لاهدافها وانطلاقتها بشكل سليم، وأي موضوع آخر سيتم التعامل معه في الوقت المناسب"، مشيرا إلى أن وزارة التربية لديها مشاريع مدرجة ضمن المرحلة الثانية في الخطة التنموية للاعوام 2014/2015-2019/2018 والتي سيتم استكمالها مع وكلية الوزارة وإرسالها إلى وزارة الدولة لشؤون التخطيط ضمن برنامج عمل الحكومة.وحول جولته في رياض الاطفال قال الحجرف: "اليوم يلتحق أكثر من 44 ألف طفل بمدارسهم وينتظمون في فصولهم الدراسية، والحمد لله الهيئات الادارية والتعليمية مستعدة لاستقبال ابنائنا الطلبة، وغدا سيلتحق طلبة الابتدائي في الفصل الأول، والثلاثاء تنتظم المرحلة الابتدائية جميعها، والاسبوع المقبل يلتحق طلبة المرحلتين المتوسطة والثانوية، ونكون بذلك قد اكملنا انطلاقة العام الدراسي 2014/2013".وأشار إلى وجود مقترح لاستحداث إدارة للتعليم المبكر في المناطق التعليمية تعنى بشؤون التعليم في الرياض والمرحلة الابتدائية، وهي مراحل مهمة جداً، وبحاجة إلى استثمار أمثل لما تمثل هذه المرحلة من فترة مهمة في حياة تكوين الطفل، وفي كل الأنظمة التعليمية المتطورة يتم التركيز بشكل كبير على التعليم المبكر، مبيناً أن تنسيقاً سيجري مع ديوان الخدمة المدنية لاستحداث هذه الادارات، وتحديد مهام عملها، لافتاً إلى أن حجم التعليم في هاتين المرحلتين كبير جداً وبحاجة إلى تركيز بعيداً عن المتوسطة والثانوية، وهذه من أهم مشاريع الوزارة خلال الوقت الراهن. وأضاف: "حسب ما عرفت أن روضة الخزامى هي احدى الرياض التي أدرجت في تجربة إدخال المناهج المطورة في مواد اللغة العربية والانكليزية والرياضيات، وبحسب ما علمت فإن هذه السنة هي وقفة لتقييم المشروع الذي طبق بشكل تجريبي منذ نحو سنتين"، مشيرا إلى أن "مرحلة رياض الأطفال والتعليم المبكر مرحلتان مهمتان جدا، وبحاجة الى الاستثمار الأمثل، ومن المهم جدا أن يتم الفصل بين احتياجات الأطفال فيهما، والطلاب في المرحلتين المتوسط والثانوية، لأن أبناءنا الطلبة في مراحل التعليم المبكر بحاجة الى اهتمام أكبر، ولبناء الشخصية ومقوماتها، وكل النظم التعليمية تولي اهتماما خاصا بالتعليم المبكر".رؤساء الأقساموفيما يخص تنفيذ رؤساء أقسام المواد الدراسية الأساسية لاعتصامين في الاسبوع الماضي احتجاجا على تكليفهم بتدريس فصل دراسي اضافة الى ما يقومون به من مهام، قال الحجرف إن التدريس يأتي من ضمن مهامهم الوظيفية، ومن لا يرغب في ممارسة مهنة التدريس فهناك وظائف اخرى يمكنه العمل بها، لافتا إلى أن مجلس الوكلاء سيناقش الموضوع.وأشار إلى أن تاريخ التعليم في الكويت يشهد للكثيرين ممن تولوا مناصب قيادية وظلوا يمارسون مهنة التعليم ومنهم الشيخ يوسف بن عيسى الذي أسس مدرسة المباركية في 1911، وكان هو مدير المدرسة ومعلم في نفس الوقت.وأضاف: "التعليم رسالة، وبالتالي مهم جدا أن تكون وزارة التربية واضحة في هذا التوجه، ومن لا يجد أن لديه القدرة في نيل شرف هذه الرسالة، فهناك أكثر من وظيفة في كل مؤسسات الدولة بإمكانه الانخراط فيها، ولكن نحن معنيين بتوفير البيئة المناسبة للطلبة والمعلمين الذين يؤمنون بهذه الرسالة، وأنا متأكد أن أمثال الشيخ يوسف بن عيسى هم كثر في مدارسنا".وقال إن "الاعتصام والتجمهر للاحتجاج والمطالبة بمطالب معينة، قد أصبحت ثقافة قد تكون مقبولة في أي مكان، ولكن في وزارة التربية بحاجة الى وقفة، كي نعرف من أين أتت هذه الثقافة، فالجسم التربوي يجب أن يكون بعيدا كل البعد عن هذه الممارسات، ولكن أقدر الإخوة والأخوات الذين يعتصمون، ولكن لا اتفق مع أسلوب الاعتصام، وهناك أكثر من طريقة للإعراب عن وجهات النظر"، مضيفا "نحن قلنا اننا سنعمل كل ما من شأنه خدمة المنظومة التعليمية".وحول وجود مخاوف من وقوف جهات سياسية وراء الاعتصامات في وزارة التربية، قال الحجرف: "أنظر للأمر من منظور تربوي بحت، وقلنا دائما ان اكبر خطر يهدد الكويت هو إقحام السياسة في المجال التربوي، ونتمنى السلامة لمنظومتنا التعليمية".