واصل ملايين المصريين في جميع المحافظات المصرية استعدادهم لرحيل نظام الرئيس الإخواني محمد مرسي، أمس، بمشاركتهم في مليونية «ثلاثاء الإصرار»، في وقت ارتبكت فيه مؤسسة الرئاسة وجماعة الإخوان.

Ad

شهدت الساعات الأولى من صباح أمس توافد مئات الآلاف من المصريين إلى قصر «القبة» الرئاسي (شرق القاهرة)، تلبية لدعوة حملة «تمرد» المعارضة تحت شعار «ثلاثاء الإصرار»، للضغط من أجل إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، بينما يحتشد الملايين في ميادين مصر كافة، ترقباً لبيان القوات المسلحة المتوقع إصداره في الخامسة عصرا مع انتهاء مهلة الـ48 ساعة التي حددتها.

إلى ذلك، استمرت موجة القفز من السفينة الإخوانية، حيث استقال وزير الخارجية محمد كامل عمرو، والسفير علاء الحديدي المتحدث باسم مجلس الوزراء، والمتحدثان الرسميان للرئاسة عمر عامر وإيهاب فهمي، بعد 5 استقالات وزارية أمس الأول، وعدد كبير من الاستقالات في صفوف المحافظين.

في المقابل، كشفت حرب البيانات المتبادلة، حالة الانقسام، بين مؤسستي الرئاسة والجيش، وسط شائعات، تم نفيها، عن تحفظ القوات المسلحة عن شخص الرئيس.

من جانبها، أصدرت الرئاسة بيانا أشارت فيه إلى أن «بيان الجيش»، الذي أمهل القوى السياسية 48 ساعة لم يراجعه الرئيس، مضيفة أن العبارات الواردة فيه تحمل دلالات يمكن أن تربك المشهد، كما أصدرت بيانا آخر حاولت فيه تزييف موقف الولايات المتحدة مما يحدث في مصر، وتصويرها على أنها لاتزال داعمة لمرسي، بينما أصدرت الإدارة الأميركية بياناً كذب مزاعم الرئاسة.

في الأثناء، أكدت مصادر رئاسية وجود مشاورات بين مرسي ووزير الدفاع عبدالفتاح السيسي للخروج من الأزمة الحالية، وأنه يتم دراسة عدة خيارات من بينها إقالة حكومة هشام قنديل وتشكيل أخرى انتقالية برئاسة السيسي، من دون إجراء استفتاء على بقاء مرسي لإكمال مدته الرئاسية.

وقررت جبهة «30 يونيو»، المنبثقة عن حملة «تمرد»، تفويض المنسق العام لجبهة «الإنقاذ» محمد البرادعي، للتواصل مع القوات المسلحة وباقي القوى السياسية لتأكيد مطالبها، وهي رحيل النظام وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وتشكيل حكومة ائتلاف وطني، ولجنة لتعديل الدستور.

وأربكت المواقف السياسية للتيار السلفي خطط جماعة الإخوان للحشد الميداني، خاصة بعدما دعا حزب النور السلفي مؤسسة الرئاسة إلى النظر بعين الاعتبار إلى أعداد المتظاهرين، مطالبا الرئيس بالنظر إلى المطالب المشروعة للشعب.

وأصاب بيان الجيش جماعة الإخوان بالارتباك، بينما دفع البيان بابا الأقباط تواضروس الثاني إلى تحية حملة «تمرد»، حيث قال إن الشعب ضرب مثالاً رائعاً في تظاهراته السلمية، وأضاف عبر «تويتر»: «ما أروع الشعب المصري وهو يسترد ثورته المسلوبة بأسلوب حضاري فائق الرقي بفكرة تمرد وشبابها المضحي العظيم».

تهديدات

ولجأت الجماعة إلى لغة التهديد، كسبيل للخلاص من الحشود المليونية الجارفة التي تعتصم في الشوارع ضد الرئيس الإخواني.

ففي حين، أصيب 13 شخصاً في محافظة الفيوم (جنوب القاهرة)، إثر اشتباكات أطلقت فيها أعيرة نارية بين موالين لجماعة الإخوان المسلمين والمتظاهرين، رفع ثوار في محافظة سوهاج، صعيد مصر، صورة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أعلى مبنى ديوان عام المحافظة.

وأسفرت اشتباكات وقعت في محافظة أسيوط أمس الاول عن قيام المئات من شباب القوى الثورية المعتصمين أمام ديوان المحافظة بحرق مقر حزب الحرية والعدالة، على خلفية مصرع 3 من المتظاهرين المعارضين، برصاص مؤيدي مرسي في محيط المحافظة.

ونشبت اشتباكات بالأسلحة البيضاء أمس الاول في مدينة المحلة (شمال القاهرة)، إثر تحرش بلطجية بفتيات مشاركات في تظاهرات داخل ميدان الشون، بينما تمكنت قوات الجيش الثالث الميداني في السويس أمس من إعادة الهدوء إلى المحافظة، بعد اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين، أسفرت عن إصابة 14 شخصاً.

تحركات أمنية

وصرح مصدر أمني رفيع المستوى أمس بأن قوات الأمن المركزي أعدت مدرعات ومجموعات قتالية بمختلف القطاعات لسرعة التدخل حال وقوع أي اعتداءات على المتظاهرين أو حدوث اشتباكات بين مؤيدي ومعارضي الرئيس في مختلف ميادين القاهرة والجيزة.

في غضون ذلك، نفذ الجيش أكبر حالة انتشار في سيناء، مند عام 1967، من حيث العدد والعتاد المنتشر في محاور الطرق الرسمية والفرعية وداخل مدن المحافظة، تحسباً لأي طارئ مع الأوضاع السياسية التي تمر بها البلاد، وتحكم القوات المسلحة رقابتها على الشريط الحدودي المطل على قطاع غزة ومنعت بشكل شبه تام حركة نقل البضائع عبر الأنفاق.