خالد صالح: محظوظ بالعمل مع محمد أمين

نشر في 22-03-2013 | 00:02
آخر تحديث 22-03-2013 | 00:02
يحمل أداؤه دائماً نمطاً مختلفاً عن غيره من النجوم، وفي «فبراير الأسود» أحدث تجاربه السينمائية جاء أداؤه مبهراً يرصد بشاعة الواقع مع مخرج اعتاد دائماً معالجة القضايا الشائكة بالكوميديا السوداء شديدة السخرية من الواقع. عن هذه التجربة التقيناه.
كيف تقيم تجربتك في فيلم «فبراير الأسود»؟

أنا محظوظ بالتعاون مع المخرج محمد أمين، خصوصاً أنني متابع له منذ قدم فيلمه الأول «فيلم ثقافي» وأرى أنه أحد المخرجين الموهوبين أصحاب مدرسة وتقنية مختلفين في السينما لأنهم يقدمون الدراما بطريقة الكوميديا السوداء،

و هذا هو سر موهبته. فعلاً، من خلال الفيلم بدا واضحاً النضج الكبير على المخرج الذي قدم عشوائية المجتمع حيث نعيش في ظل غياب القانون والتفكير العلمي الصحيح، بدءاً من مرحلة ما قبل الثورة المصرية إلى بعد انتهائها. ويعكس الفيلم وجهة نظر المخرج الذي يرى أنه لا بد من توافر منهج في التفكير العلمي كي لا ندخل نفقاً مظلماً في تاريخنا.

ما هي الصعوبات التي واجهتك أثناء تقديم هذا الفيلم بالتحديد؟

بدأت الصعوبة منذ قراءتي السيناريو لأنني أدركت أنني أمام تجربة لها طعم خاص للغاية، واعتبرت أنني سأدخل إلى لوحة يتم تشكيلها لأجل الفيلم بأكمله، وهو ما أرضاني لأنني مؤمن بأن الممثل حامل للأمانة التي يلقيها على كتفه المخرج والمؤلف. فعلاً، عشت هذه التجربة مع «فبراير الأسود»، وأيقنت أن الفيلم صُنع لإيصال رسالة حقيقية لا للتسلية. للحقيقة، كان للمخرج محمد أمين الدور الأكبر في ما قدمناه لأنه كان يراعي التفاصيل كافة في داخل الفيلم، ولم يكن يعطي لأي شخص الفرصة لأن يضيف إلى الدور الذي يقدمه أو يغير في الجمل.

ما الاختلاف الذي قدمته في شخصية عالم الاجتماع؟

دعني أكون صريحاً معك وأؤكد أن الكوميديا السوداء ليست منطقتي أو لعبتي كما يقولون، ولكن الدور الذي قدمته كان يستلزم مني مرونة لأنه يتطلب استعراضات، ما جعلني أدرك أننا أمام تجربة مختلفة، وأقدم نفسي بروح مختلفة. تدربت على الدور وكان محمد أمين إلى جواري دائماً ومنعني من أي إضافة من عندي، وأجزم بأن المخرج هو من كان سبب انضباط أدائي، لذلك تملكتني الفيلم وصاحبتني روح السخرية التي يتكلم عنها العمل، ما جعلني في حالة كبيرة من السعادة.

قيل إن الفيلم تعرض لاعتراضات رقابية.

ربما، ولكن أعلم أن الرقابة لم يكن لديها أي ملاحظات على السيناريو، ولم تتطلب تغييراً أو تبديل مشهد بآخر، أو حذف مشهد، وذلك رغم أن الفيلم يحتوي على كمية من المشاهد القاسية للغاية والتي تعبر عن واقع مؤلم، ما جعلني أدرك أهمية وقيمة العمل الذي نقدمه.

ما الذي قدمه لك الفيلم؟

مجموعة كبيرة من المشاعر تبنيتها جميعها لأنني أعيش في المجتمع وأشعر به وأدرك أماكن القوة من أماكن الضعف. أتمنى أن تكون تجربتي قد وصلت إلى الناس، حينها سيكون النجاح من نصيبي. كذلك آمل أن أكون قد نجحت في رسم البسمة على وجوه الجمهور رغم الأيام الصعبة التي نعيشها، والتي أتمنى أن تنتهي بشكل آمن، وتخرج مصر والمواطنون من هذه المحنة.

يطرح العمل فكرة خروج الوطن من القلب، فهل نحن فعلا في هذه المرحلة؟

حتى هذه اللحظة لم نصل إلى هذه المرحلة المفجعة، ولكن دعنا نعتبرها جرس إنذار من الفيلم وصانعيه إلى الجمهور، لأن الوطن دائماً هو المكان الذي تشعر فيه بأنك مواطن يتمتع بالحقوق ويؤدي الواجبات وما يربطك بالآخرين علاقة التوافق وفقاً للقوانين المتواجدة، والتي تحقق حالة من الرضا لدى الناس. راهناً وللأسف، الوطن لا يتمتع بهذه المزايا، ما يجعلنا نشعر بالحاجة إلى الخروج منه.

باعتبارك بطل الفيلم، هل فكرت يوما في الهجرة؟

إطلاقاً. حتى قبل دخولي إلى مجال التمثيل كنت أرفض هذه الفكرة، ولا أرتاح أبداً خارج مصر. خلال أيام الدراسة زرت أميركا لبضعة أشهر وكنت حينها أتشوق إلى العودة إلى مصر ولم أرغب يوماً في البعد عنها، وكنت أتمنى مقابلة أي مصري في الغربة. الوطن بالنسبة إلي ملاذي والمكان الذي أشعر فيه بحريتي وبنفسي، لذلك أرفض فكرة الهجرة والغربة على الإطلاق.

ماذا عن فيلم «الحرامي والعبيط»؟

تجربة جديدة تجمعني بصديقي خالد الصاوي، وأتمنى أن تكون عند حسن ظن الجمهور. أتعاون فيها مع المخرج محمد مصطفى بعدما قدمنا سوياً مسلسل «9 جامعة الدول» في شهر رمضان الماضي.

ألا تقلقك فكرة البطولات الجماعية بعد تقديمك البطولة المطلقة؟

أسعى وراء النجاح دائماً. حتى إن حققت نجاحاً من خلال البطولات المطلقة، فهذا لا يمنع أبداً أن أتعاون مع أصدقائي وغيري من النجوم، ولا يستطيع أحد أن يمنع الجمهور من رؤية النجوم مجتمعين في عمل واحد. وأعتقد أن مشاركتي زملائي في العمل الفني تجعلني أقوى، وهو المبدأ الذي أعمل به دائماً وأؤمن به.

back to top