مصر: الإرهاب يطل مجدداً... وتظاهرات محدودة لـ «الإخوان»
القاهرة تهاجم خطاب المرزوقي أمام «الجمعية العامة» وتدعوه إلى الاستفادة من «التجربة المصرية»
بينما جاءت تظاهرات أنصار جماعة "الإخوان المسلمين" المحظورة محدودة أمس تكرس فشل الحشد الأسبوعي الذي دعت إليه الجماعة، نشبت أزمة سياسية بين القاهرة وتونس بعد تصريحات الرئيس التونسي المنصف المرزوقي التي طالب فيها القاهرة بالإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسي.
استمرت أمس عملية استهداف رجال الشرطة من قبل مجهولين يعتقد انتماؤهم إلى تنظيمات إسلامية متشددة تناصر تنظيم "الإخوان"، بعدما استهدفت عناصر إرهابية كمينين أمنيين للشرطة.وبينما ألقى مجهول قنبلة بدائية الصنع على كمين شرطة قرية "باسوس" بمحافظة القليوبية شمال القاهرة، دون وقوع إصابات أو خسائر باستثناء تلفيات في إحدى سيارات الشرطة، انفجرت قنبلة في كمين شرطة أعلى جسر "مسطرد" شرقي القاهرة، مما أسفر عن إصابة مجند، وإتلاف بعض السيارات، بعد أن ألقى شخصان يستقلان دراجة بخارية القنبلة.إلى ذلك، لقى ضابط شرطة حتفه برصاص مسلحين مجهولين بعد ظهر أمس أثناء وجوده في حي المساعيد غرب مدينة العريش، عاصمة محافظة شمال سيناء.وقال مسؤول أمني، إن "الضابط برتبة ملازم ويدعى مصطفى يحيى جاويش وهو نجل مساعد مدير أمن شمال سيناء السابق اللواء يحيى جاويش، حيث استهدفه مسلحون وهو يقود سيارته".وتزامنت محاولات ضرب أكمنة الشرطة مع دعوة جماعة "الإخوان" أنصارها إلى النزول إلى الشوارع في تظاهرات حاشدة طوال الأسبوع الجاري كمقدمة لإطلاق فعاليات "الزحف الكبير" بالتزامن مع احتفالات نصر 6 أكتوبر الشهر المقبل.وجاءت مسيرات أنصار "الإخوان" محدودة، وفشلت الجماعة التي صدر قرار بحظرها الأسبوع الماضي في الحشد على مدار الشهرين الماضيين، ولم تتجاوز أكبر مسيرات الإخوان في القاهرة أمس حاجز المئات، ورصدت "الجريدة"، وقوع مشادات بين أنصار "الإخوان" والأهالي، في حي "المهندسين" غرب القاهرة، بينما جاءت المشاركة في مسيرات المحافظات محدودة. أزمة سياسيةفي الأثناء، نشبت أزمة سياسية بين القاهرة وتونس بعد تصريحات الرئيس التونسي المنصف المرزوقي خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الأول، التي طالب فيها النظام المصري بالإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسي، وجميع من وصفهم بالمعتقلين من الإسلاميين المحبوسين بالسجون حالياً، ومعظمهم من تنظيم "الإخوان"، وهو ما رفضته رئاسة الجمهورية التي أعربت عن أسفها "لعدم إدراك رئيس تونس لحقيقة الأوضاع فى مصر"، لافتة إلى أن "ثورة يونيو إنما أراد بها الشعب استعادة ثورة يناير لمسارها تحقيقاً لطموحاته وتطلعاته". وتمنت الرئاسة في بيان أصدرته أمس لـ "تونس، التي كان لها شرف افتتاح الربيع العربي الاستفادة من التجربة المصرية التي أثبتت رفض الشعب لأن يفرض عليه نموذج بعينه لا يعبر عن طبيعته السمحة".في غضون ذلك، استنكرت وزارة الخارجية المصرية تصريحات الرئيس التونسي، وقالت: "إن ما ورد في تلك الكلمة بشأن مصر يجافي الحقيقة، فضلاً عما يمثله ذلك من تحد لإرادة الشعب المصري الذي خرج بالملايين في "30 يونيو" مطالباً بإقامة ديمقراطية حقيقية تؤسس لدولة عصرية جامعة لا تقصي أيا من أبنائها".العملية الأمنيةاستهداف قوات الأمن وتظاهرات "الإخوان" في القاهرة لم يعوقا تواصل الحملة الأمنية في سيناء؛ حيث تخوض تشكيلات القوات المسلحة، عمليات أمنية مكثفة، ضد بؤر العناصر المتورطة في أعمال العنف المسلحة ضد مقرات الأمن وأفراد الجيش والشرطة.وبينما قررت محافظة شمال سيناء تأجيل بدء العام الدراسي الجديد في المحافظة أسبوعا آخر نظراً للأوضاع الأمنية، رجح مصدر أمني أن يشهد الاحتفال بانتصارات "6 من أكتوبر" الشهر المقبل الكشف عن نتائج مهمة للعمليات الأمنية التي تمت خلال الأسابيع الماضية.في غضون ذلك، قررت الجهات الأمنية في معبر "رفح" البري، بين الحدود المصرية وقطاع غزة، فتحه في الاتجاهين اليوم مدة ثلاثة أيام بشكل استثنائي أمام الحالات الإنسانية والطلاب وأصحاب الإقامات، بناء على موافقة جهات أمنية، بعد أن تم إغلاق المعبر سبعة أيام متواصلة.