التهديد بإقامة دولة الخلافة الإسلامية كرد فعل على إقالة الرئيس مرسي يعتبر سقطة لحزب "الإخوان" الذين كنت أحسبهم أكثر حنكة وأنهم حزب مدني سياسي كما يدعون.

Ad

فشل الرئيس مرسي في إدارة شؤون الدولة واعترافه بالأخطاء التي ارتكبها خلال السنة الأولى لحكمه، رغم تنبيهه عليها من أكثر من طرف، لم تدع مجالاً لخصومه في المغامرة بقبول مبادرته المتأخرة جداً التي ما لبث أن نقضها بعد إعلان إقصائه عن كرسي الرئاسة.

تصريحات قيادات حزب "الإخوان" داخل مصر وخارجها لا تدلل على نضوجهم سياسياً، والتي ارتكزت على تحريك الشارع عاطفياً ودينياً؛ وبذلك كشفوا عن حقيقتهم بعد أن كانوا متوارين خلف ستار الديمقراطية التي أرادوها على مقاسهم لا على مقاس شركاء الثورة. نرجع مرةً أخرى إلى قضية التمسك بشرعية الرئيس التي جاءت عبر صناديق الاقتراع، وأن على المصريين الانتظار حتى موعد الانتخابات القادمة قضية فيها نظر، فالكثير من الدول ذات البعد الديمقراطي حصل فيها مثل هذا الأمر، حتى الولايات المتحدة الأميركية لم تسلم من ذلك، فالرئيس نيكسون استقال أو أجبر عليها إثر فضيحة التجسس التي حملت اسم "ووترغيت"، وذلك في أغسطس عام 1974. في السياق نفسه، وبالنظر إلى مفهوم الشرعية من الجانب الديني فهي أيضاً محل خلاف فقهي، كما أن الإخوان أنفسهم أجازوا الخروج على الحاكم... ولكن وفق حساباتهم والثورات العربية شاهدة عليهم.

أحداث الأيام الماضية دلت على قصر نظر جماعة "الإخوان"، وأثبتت بما يدع مجالاً للشك أن هذا الفصيل يجيد فن الانتخابات، لكنه غير مؤهل لإدارة شؤون الدولة بعد أن استفرد أعضاؤه بالمناصب، وهم بذلك يؤكدون أنهم كغيرهم من الأحزاب الدكتاتورية التي تستغل الديمقراطية للوصول إلى الحكم، ثم تبدأ بتنفيذ أجنداتها الخاصة.  

إسقاطات خلع مرسي

- محلياً الشارع الكويتي ينقسم مرةً أخرى بين مؤيد ومعارض، وهو أمر طبيعي لكن غير الطبيعي هو أن تخرج تصريحات تندد وتهدد وتتوعد كل من بارك خلع الرئيس مرسي على قرار تصريحات "الإخواني" صفوت حجازي التي تدعو إلى العنف، وكأنهم يريدونها سورية أخرى.

- مصطلح الشرعية عند "الإخوان" مطاطي وتحت الطلب، وهنا أود تذكيركم بالتصريحات التي أطلقتها الجماعة أثناء انتخابات الإعادة التي جرت بين مرسي وشفيق، وأنهم لن يعترفوا بالنتائج متى ما فاز شفيق الفلول.

- عن نفسي لا أومن بفصل الدين عن السياسة لكني ضد محاولة إظهار "الإخوان" على أنهم النموذج المثالي للإسلام السياسي، وذلك بعد أن أكد الرئيس مرسي تمسكه بالمعاهدات التي أبرمتها الحكومات السابقة مع الكيان الصهيوني.

أخيراً أبارك لسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، والشعب الكويتي والأمة العربية والإسلامية بشهر رمضان الكريم، أعاده الله عليكم بالخير.

ودمتم سالمين.