13 مارس 2013 موعد انطلاق فيلمك «بيترويت»، كيف جرت التحضيرات؟

Ad

من الطبيعي خضوع العمل الفني لتعديلات وتصحيحات ومراجعة أدق تفاصيله قبل إطلاقه لئلا تقع أي هفوة. الفيلم تجربتي السينمائية السادسة، لذلك أحرص على أن يكون أقوى مما سبقه، وقد أجلنا انطلاقته لأن المهرجانات العالمية تشترط أن يكون عرض الفيلم الأول ضمن فعالياتها، ولأن مارس شهر المرأة العالمي ومن ضمنه عيد الأم، من هنا أردت أن يكون «بيترويت» صرخة وتحية لكل امرأة معذّبة لا تجد من يصغي إلى معاناتها.

لماذا اخترت قضية العنف المنزلي بالذات؟

لأنها بداية معالجتي لقضايا إنسانية أخرى. معروف أنني أقدّم أعمالا فنية هادفة، لذلك ستشكل أعمالي السينمائية المقبلة رسائل تسعى إلى خير الناس.

طرح فيلم «خلة وردة» قضية المقاومة ضد الاحتلال، و{بيترويت» قضية إنسانية اجتماعية. هل يؤدي الفنان دور مصلح اجتماعي؟

يصبّ عمل الفنان في خدمة الناس ويؤثر فيهم أكثر من أي برلماني أو وزير. المطرب مثلاً، عندما يقدّم أغنية وطنية يحرّك مشاعر العنفوان وروح المقاومة والدفاع عن الوطن، تماماً كما حصل مع الفنانة جوليا بطرس حين قدمت «منرفض نحنا نموت».

لا بد من أن يتأثر المشاهد برسالة الفيلم ويتعلم من خلال النماذج التي قدمتها كيفية الاحتياط والانتباه في الحياة، ما سيمهّد لحملة تضامن وإطلاق صرخة واحدة تطالب بقانون يحمي المرأة، من دون التعرّض طبعاً لرجولة الرجل في مجتمع ذكوري بحت.

لكن المسلسلات الدرامية لديها شعبية أكبر من الأفلام السينمائية في لبنان.

لم أجد قصة مقنعة أو إنتاجاً ملائماً أو أناساً مناسبين في هذا الإطار، فكتبت بنفسي نص «بيترويت» وأخرجته كفيلم سينمائي. فضلاً عن ذلك حين أقرر تقديم مسلسل فيجب أن يكون على مستوى رفيع وينافس الدراما العربية وحتى العالمية، لأنه في شهر رمضان تكثر الإنتاجات وتقلّ النوعية، ما يؤدي إلى وقوع كثر في أخطاء تقنية، لذا أفضل تقديم عمل خالد مقتبس من قصة حقيقية أو يعالج قضية اجتماعية هادفة.

من هم أبطال «بيترويت»؟

قدّمنا ثلاثة نماذج عائلية، يحظى النموذج الأول بأهمية كبرى وهو مكوّن من الثنائي اللبناني دارين حمزة وحسن فرحات وهما بطلا الفيلم، والنموذج الثاني مكوّن من الثنائي ديريك كيللي وأثينا ليبيسيس في أميركا، والنموذج الثالث مكوّن من كريستينا سلمون وتامر أورفلي في كندا، فضلا عن الممثل القدير ألكس صافي الذي يؤدي دور والد ديريك، وهو لبناني مغترب شارك في فيلمThe God Father  من بطولة أل باتشينو، وابنته ماريا صافي وختام اللحام وعدنان عوض وربيع ريشوني ومديحة كنيفاتي من سورية، والإعلامية اللبنانية ماريا معلوف وضيف الشرف أكرم الأحمر.

 أثمرت هذه التركيبة مجتمعة لأن الممثلين جميعهم نجوم لا كومبارس، فحلّ كل منهم في مكانه المناسب.

ما سبب التنويع في جنسية الممثلين؟

هذا الوجع مشترك بين الشرق والغرب ويأخذ وجوهاً عدّة، إما ضد الزوج أو الزوجة أو الأطفال، ويكون إمّا معنوياً أو مادياً، لذا نوّعت على صعيدي جنسية الممثلين وإطار التعنيف.

من أين سينطلق؟

سينطلق من لبنان ليعرض في الدول العربية في أواخر مارس، وفي أميركا في أواخر أبريل ومن ثم كندا وأستراليا.

برأيك، كيف سيتلقف الرجل الشرقي رسالتك؟

أي رجل يحترم المرأة سيحبذ أفكاري وسيتعاون معنا، أمّا من يدّعي الرجولة فلن يعجبه هذا العمل وأظنّ أنه سيستفزّه.

هل يعني ذلك أنك جاهز لتلقي الانتقادات؟

طبعاً، لأن النقد يرافق أي عمل سينمائي أولا، ولأنني رجل لدي مبادئ وصاحب كلمة ولست رجلا بالقوة الجسدية فحسب ثانياً. من جهة أخرى، أدعم الرجولة والمبادئ الشرقية التي نشأنا عليها وأمارسهما في علاقتي مع شقيقتي ووالدتي، لكنني مع الانفتاح من ضمن الحقوق والواجبات والقوانين، علماً أنني أنصفت الرجل أيضاً في النموذج الأميركي ولم أنتقص من حقوقه في الفيلم.

صُوّر الفيلم بين بيروت وديترويت، فمن تولى الإنتاج؟

تكفلت شركتي الخاصة  Scene 77 Films بالجزء الأكبر من الإنتاج وتعاونت مع شركات إنتاج أجنبية من بينها:  Action Production وReach International، ومع جنود مجهولين.

هل وضع المرأة في لبنان أفضل حالا من الدول العربية الأخرى؟

بالنسبة إلى حجم لبنان الصغير وعدد سكانه، لسنا أفضل حالا من سوانا لأن عدد النساء المعنفات والمغتصبات هائل، وثمة كثيرات يخشين الإعلان عما يتعرضن له بسبب الخوف أولاً، ولأن لا حل لمشكلاتهنّ ثانياً، بل يتعرضن للتجريح والإهانة والطلاق، ولا يقف أحد إلى جانبهن فيدفعن الثمن بغياب القانون، من هنا يطالب فيلمي بسنّ قانون يحفظ حقوق المرأة ويحميها.

ما سبب تأثرك بهذه القضية؟

يزعجني إنسانياً من يعنّف المرأة كمن يدفنها حيّة أو يطعنها بخنجر، من ثم يعبّر لها عن حبه وكأن شيئاً لم يكن. صوّرت في الفيلم 5% فقط مما يحصل في الواقع، مع ذلك سيُصدم الجمهور لأن «بيترويت» أكبر من فيلم سينمائي، إنه قضية، وإذا لم يُقرّ القانون بعد العرض، فسأكون أول من ينزل إلى الشارع للمطالبة به.

كيف تعاملت مع الوقائع في الفيلم؟

الحالات التي صوّرتها حقيقية وليست من نسج خيالي، لكنني بلورتها في شخصية امرأة واحدة في الفيلم. دققت في دراسة الشخصيات وكتبت دور البطولة الأكبر لدارين حمزة، لأنها عفوية وصادقة في الأداء ومقنعة في مشاعرها، لذلك لم أبحث عن بطلة سواها، فضلا عن أن حسن فرحات وسائر الممثلين لا يقلّون أهمية عنها.

هل ستشارك في الحملة الوطنية المناهضة للعنف ضد المرأة؟

إن شاء الله. الرجل الذي يعتقد أن في إمكانه العيش من دون امرأة ليس رجلا حقيقياً والأجدى به دفن نفسه وهو حي. أما الرجل الطبيعي المتزن الذي يسعى إلى العيش مع امرأة تحبه وتحترمه، فيجب أن يحترمها أولاً من ضمن منطق الحقوق والواجبات. من الضروري أن يتحرّك الفنانون والسياسيون والإعلاميون لمعالجة وضع المرأة في لبنان، بدل الاكتفاء بإظهار حسن النية في القول لا الفعل.

برأيك عندما يطالب رجل ما بحقوق المرأة، هل يلقى صدى أكبر في المجتمع؟

طبعاً لأن نداءه يكون أكثر إقناعاً، كونه يتحدث بلسان المرأة ويساعدها لوجستياً من موقعه الاجتماعي. إلى ذلك أرى أن اعتصام نصف نساء لبنان في وسط بيروت يؤدي حتماً إلى إقرار القانون المحفوظ في أدراج البرلمان.

ما دور رجال الدين في هذه القضيّة؟

قالوا كلمتهم في إعلان تلفزيوني إنما هذا غير كافٍ، يجب أن تتكاتف الفئات الاجتماعية كلها وتضغط على المسؤولين لانتزاع القانون. أدعو باسم الفنانين إلى حماية المرأة، ومن لا يحبذ منهم دعوتي هذه أرفض التعامل معه فنياً.

قدّم عاصي الحلاني أغنية الفيلم، كيف تحقق هذا التعاون؟

عاصي المعروف بفارس الخير قرر، انطلاقاً من كون القضية إنسانية اجتماعية وباسم الصداقة التي تجمعنا، تلحين الأغنية وأداءها، وهي من كلمات منال أحمد وتوزيع داني الحلو، وسيُعرض الكليب قبل 15 يوماً من انطلاقة الفيلم.

هل من مشاريع سينمائية جديدة أخرى؟

ثمة مشاريع كثيرة لن أتحدث عنها قبل أن يبصر الفيلم النور وينال النقد الذي يستحقّ.

ألم ينل «خلة وردة» النقد الذي يستحق؟

المعادلة مغايرة لأن «خلة وردة» موجه إلى أبناء الوطن، أمّا «بيترويت» ففتح الباب وانطلق نحو الخارج. في النهاية، زرعت الكثير ورويت الأرض وأنعم الله عليّ خيراً، وأنا متأكد من تسجيله نسبة مشاهدين عالية، لأنه يحمل رسائل من جهة، ويروي ظمأ الجمهور اللبناني التواق إلى الأفلام الدسمة من جهة أخرى. مع احترامي للأفلام اللبنانية الأخيرة، لا يحتوي فيلمي مواد جنسية أو سياسية أو طائفية، بل يعالج قصة حب وقضية إنسانية  ومبادئ في الحياة ضمن إطار تشويقي.

ما جديدك على صعيد تصوير الكليبات؟

سأصور كليباً جديداً لصديقي الفنان غدي، وأغنية «القدر» لعاصي الحلاني، و{ديو» للثنائي علي الديك ودومينيك حوراني. أعتبر أن تصوير الكليب «مازة» فنية جميلة أحبها، لأنها تفشّ خلقي وتفسح في المجال أمام كسر قواعد اللعبة في إطار «يحقّ للشاعر ما لا يحق لغيره».

هل تولي أهمية للصورة على حساب النص السينمائي؟

أبداً، ما نفع الصورة إذا كان النص ركيكاً. ينبغي توافر عوامل مشتركة عدّة أولها: النص والكاست المناسب والإخراج ليكتمل العمل بشكل صحيح.

ماذا عن الإخراج الدرامي؟

أنتظر النص الجميل.

ما رأيك بالإنتاج السينمائي الراهن؟

الحركة السينمائية الراهنة جيّدة بغض النظر عن نوعية الأعمال المعروضة، عاجلا أم آجلا سيحين وقت الغربلة لتبقى الأعمال الجيدة دون سواها، كما حصل بعد الهجمة على الغناء والكليب.

ماذا تقول للنساء المعنفات؟

لكل نساء العالم المغتصبة حقوقهنّ، «بيترويت» صوت من لا صوت لهنّ. هدفي أن نقف إلى جانبهنّ لإقرار قانون يحميهن من دون أن تتأذى كرامة الرجل. الاحترام المتبادل بين الرجل والمرأة يحتّم إدراك كل منهما حقه وواجباته تجاه الشريك الآخر، خصوصاً أن العنف سلوك وليس مرضاً نفسياً، وبالتالي يجب تطويعه. أتمنى بعد انطلاقة الفيلم تفعيل المواضيع الإنسانية والاجتماعية الهادفة حتى يُقرّ القانون.